تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حـرق معاذ الكساسبة والاستثمار السياسي والإعلامي..!

مصدر الصورة
SNS


5/2/2015


لاشك أن جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، تمثل حالة تفوق قدرة الإنسان الطبيعي على الوصف والتحمّل والقبول. بل هي أكثر من جريمة، ومن المستحيل أن يكون مرتكبوها أشخاص طبيعيون؛ هي الكفر بذاته، وليس بعد الكفر ذنب. ولكن لابد من التوقف عند بعض النقاط وطرح عدد من عشرات الأسئلة؛

لابدّ أولاً، من التأكيد على بيان وزارة الخارجية السورية وتأييد كل ما ورد فيه لجهة وصف الجريمة أو لجهة سرعته ودعوة الأردن للتعاون مع سورية في مكافحة الإرهاب؛ ولابد ثانياً، من التأكيد أن الكثيرين ممن يتباكون على الطيار المسكين، ربما هم ممن ساهموا في قتله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأول من يقف في صفّ هؤلاء الكثير من السياسيين والكثير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية؛ فطيلة أربع سنوات من الحرب على سورية لم يسأل أحد من هؤلاء أو هذا الإعلام عن مئاتٍ بل آلاف قتلوا بطريقة مروّعة مثل الكساسبة في سورية، مدنيون وعسكريون! لماذا؟ هل دم السوريين أرخص؟ هل رمي الأحياء من أعلى الأبنية "لشبهة" أنهم يدعمون دولتهم، أقلّ وحشية؟ هل قطع رؤوس أفراد وضباط من الجيش العربي السوري أقلّ إثارة لمشاعر العرب والغرب وإعلامه المنافق؟!

في شوارع باريس بدت دموع الملك الأردني سخيّة جداً على مجزرة شارلي إيبدو، لكنها كانت عصية على جلالته، كما حضوره للمشاركة في الحشد الشعبي للتعزية ولتقبل التعازي بالطيار الكساسبة. إذا حاولنا تبرير عدم ذرف دموع الملك الأردني بأنه لا يريد أن يظهر "ربما" في لحظة ضعف أمام مواطنيه، فكيف نبرر غيابه عن دار الكساسبة؟! هل يخاف من مواجهة سؤال مهم من الأسئلة الكثيرة التي طرحت من قبل الشارع الأردني؛ هل تمّ قتل الكساسبة بأيدي أردنيين أو متطرفين آخرين ممن درّبوا في المعسكرات الأردنية وأرسلوا للقتال في سورية؟ هل الكساسبة أول الغيث أم رأس جبل الجليد الناري الملتهب؟! منذ متى كان إيذاء دمشق وشعبها مكسباً.. لو كان قطع الملك الأردني زيارته لواشنطن للتعاطف مع أهله وأهل الكساسبة، لتوجه إلى دار الفقيد مباشرة، لكن السبب في مكان آخر، الأردنيون يعرفونه جيداً..؟! رحل "بندر بن سلطان" بقرار من الملك السعودي الجديد، فهل أُغلقت في عمّان غرفة العمليات التي كانت تشرف وتدير تدريب وتمويل وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية؟!

أجل رحل معاذ الكساسبة، وكان ضحية كبيرة، ولكنه ليس أهمّها؛ فقبله ارتقى الكثير من أبناء سورية الشرفاء والمساكين أيضاً ضحايا للإجرام والعبث والتخريب الذي ترعاه وتموله وترسله دول عربية وإقليمية وعالمية، فهل توقف أحد يوماً عند من يغذّي ويدرّب ويموّل هؤلاء الإرهابيين للحظة واحدة لمحاسبته وتسليط الضوء على إجرامه؟!

كلنا مشروع "معاذ كساسبة" في هذا الشرق الذي تستخدم فيه أموال النفط للقتل والتخريب بدل الإعمار، ويُستخدم الإنسان البسيط لتحقيق غايات سياسية وأحياناً إجرامية؛ رحل بندر ولكنه خلّف الكثيرين بعده ممن يحملون فكره وإجرامه، وإذا لم نتعاون ونستفيق فسيستمر مشروع بندر وسيكون هناك آلاف الكساسبة على الطريق...

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.