تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:أبعـد من العدوان التركـي على سـوريـة..!!

مصدر الصورة
SNS


24/2/2015


شنت القوات العسكرية التركية عدوانا قبل أيام داخل الأراضي السورية. الهجوم أقل ما يقال عنه إنه انتهاك لسيادة الجمهورية العربية السورية المستقلة كما تؤكد القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية. والعذر الذي اتخذته هذه القوات للتوغل داخل الأراضي السورية أقبح من التوغل نفسه؛ فالانتهاك التركي تم دون موافقة الحكومة السورية والغاية المعلنة كانت نقل رفاة رجل تركي. لكن النفاق كان واضحاً ودامغاً وفاضحاً عندما تم نقل هذه الرفاة إلى منطقة أخرى داخل الأراضي السورية وليس إلى الأراضي التركية. فإذا كان مكان الرفاة الأول يعتبر حسب الاتفاقيات أرضاً ذات ملكية تركية فقط ودون أية سيادة عليها ، فإن الأرض البديلة التي تم نقله إليها ليست أرضاً تركية والاستيلاء عليها هو احتلال مباشر. والسؤال الذي يطرح نفسه حقيقة هو لماذا لم يتم نقل الرفاة إلى داخل الأراضي التركية إذا كانت النوايا المعلنة حقيقية ؟!

المسألة أبعد من مسمار جحا. المسألة تورط تركي مباشر ومعلن في الحرب الدائرة على سورية بعدما فشلت العصابات المسلحة في تنفيذ الأجندة التركية، لاسيما بعد فشل تنظيم "داعش" في السيطرة على مدينة "عين العرب" السورية وبدء انكساراته المتتالية وتراجعه عن أداء دوره ووظيفته كأداة تركية في الحرب على سورية. فالعملية العسكرية التركية يمكن زجها في الحسابات الانتخابية النيابية المقبلة للرئيس التركي المعزول دولياً رجب طيب أردوغان ـ حسب تأكيده هو نفسه ـ واستثمارها لرفع شعبيته بعدما تراجعت إلى حدّ مقلق.

ولكن الأخطر بالنسبة للجمهورية العربية السورية هو أن تكون العملية تمهيداً أو مقدمة أو تمريناً لعدوان آخر أوسع وأشمل بهدف إنشاء منطقة عازلة ما زالت أنقرة تحلم بها ليتوضع فيها عملاء تركيا ولتكون ورقة مساومة تمكّن الدولة العثمانية لاحقاً من تحسين شروطها ووضعها وتحقيق أطماعها، بعدما تعرضت لانتكاسات متلاحقة. فتركيا وأجهزتها المختصة  التي دأبت على استعمال الإرهاب كأداة لسياستها الخارجية لم تقصّر بالتعاون مع الإرهابيين وتمويلهم وتسهيل مرورهم إلى سورية، والآن هي تتدخل بشكل مباشر وسافر في حرب صريحة ومكشوفة ضد سورية.

المسألة ليست أمراً عادياً وهذا الاستسهال لانتهاك حرمة حدود دول مستقلة ذات سيادة يخالف كل الشرائع والمواثيق والقواعد الدولية وميثاق الأمم المتحدة ويعرّض الأمن والسلم الإقليميين للخطر. على مجلس الأمن والدول العظمى اتخاذ خطوات عملية لمنع تكرار مثل هذه العدوان، واحتمال نشوب حرب مدمّرة في المنطقة!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.