تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

منذ متى كان انكسار سـورية انتصاراً للسـعودية؟!

مصدر الصورة
SNS


3/3/2015


منذ أكثر من خمسة عشر قرناً لم يسجل التاريخ أن سورية قصدت بلاد الحجاز بسوء. ومنذ ذلك التاريخ لم تهدأ الهجرات والضغوط القادمة من شبه الجزيرة العربية إلى سورية وعليها.

لا نريد العودة بالقارئ للتاريخ، ولكن للتذكير فقط. ما نريده من القارئ هو العودة عدة سنوات فقط لتذكّر أمرين مهمين؛ الحرب الإسرائيلية على "حزب الله"، والحرب على سورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، للعبرة والدلالة:

أولاً، العدوان الإسرائيلي على "حزب الله" ولبنان عام 2006. يومها اتهمت القيادة السعودية الحزب بالمغامرة. ويومها صمد "حزب الله" وبمساعدة سورية لـ/33/ يومأً وأفقد الإسرائيليين صوابهم. كان صموده انتصاراً؛ كان عدم الانكسار أو الخسارة انتصاراً، وكان عدم الانتصار الإسرائيلي خسارة بحدّ ذاته.. بل كانت نتيجة الحرب أكبر من ذلك ولصالح "حزب الله" كما أقرّ قادة العدو أنفسهم؛ بالمحصلة، تحوّل الحزب إلى قوة ردع كبيرة في وجه أقوى الجيوش في المنطقة، وطأطأ الإسرائيليون رؤوسهم أمام المعطيات الجديدة.. هذا ليس تحليلاً؛ هذا واقع معاش يدركه الجميع اليوم!!

ثانياً، الحرب المستمرة على سورية وفيها. منذ أكثر من أربع سنوات وهذه الحرب توقَد بأيدي الأشقاء السعوديين والقطريين والأصدقاء الأتراك وأموالهم وأسلحتهم وإعلامهم وتسهيلاتهم وغيرهم من دول الغرب المستعمر... الخ.   

أيضاً، ومنذ ذلك الحين وسورية تزداد صموداً وصلابة في وجه أقسى وأقذر أنواع الحروب التي شهدها العالم وعرفتها البشرية. هل كانت السعودية أم قطر أم تركيا أم أمريكا نفسها لتصمد أمام هكذا حرب ضروس؟! لا أعتقد أبداً.

سورية صمدت كما صمد حزب الله؛ الاعتماد على النفس والعقيدة الصحيحة. سورية تؤمن بقوتها وبقيادتها وبجيشها، وهذا الشعب الذي تحمّل وكابد وضحّى بالروح والمال، يقف خلف قيادته وجيشه يمدهما بالصبر والقوة والعزيمة فتتكامل قصة الأسطورة. لكن السؤال الذي يخطر بالبال هو، ماذا جنت السعودية وغيرها من هذه الحرب؟ منذ متى كان انكسار سورية انتصاراً للأشقاء العرب؟! منذ متى كان تدمير سورية مصلحة وحاجة عربية؟!  أبداً، لم يكن يوماً ولن يكون كذلك؛ تلك مصلحة إسرائيلية وغربية بحتة.

حتى في عزّ الحرب على سورية كانت دمشق الحصن الذي يردّ الضرر عن الأشقاء. لو انهارت سورية كما توقعوا وأرادوا ـ لا قدّر الله ـ  لكان الخطر في بيوتهم وعروشهم ولكانت النار في ثيابهم؛ "داعش" و"النصرة" والقاعدة وغيرها.

يوم احتلت القوات العراقية الكويت قبل قرابة عقد ونصف، بقيادة الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، قال الرئيس السوري الخالد حافظ الأسد إنّ ذلك الغزو "خطأ تاريخي"، ودعا إلى سحب هذه القوات ولم يستجب صدام فكانت الحرب الدولية لتحرير الكويت، ووقفت سورية إلى جانب الأشقاء الذين كانوا وصدام قبلهم، ضد سورية وأشعلوا الفتن ونسجوا المؤامرات ضدها.

هل يقرأ السعوديون التاريخ؟! هل يراجعون دروسه؟! أم أنّ "داحس والغبراء" هي في صلب عقيدتهم وسياساتهم؟! هل يعتبرون محاولة تدمير سورية "نصراً تاريخياً" أم "خطأ تاريخياً".. عشرات الأسئلة دون إجابات..

ولكن يبقى السؤال الأهم لمن يفهم ويعتبر؛ منذ متى كان انكسار سورية نصراً للسعودية؟؟!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.