تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لماذا تحمّل السعودية أخطاءها للآخرين..؟؟!!

مصدر الصورة
SNS

8/3/2015

منذ سنوات والنظام السعودي يهاجم دول الجوار؛ مرة العراق ومرّة اليمن ومرّة سورية ومرّة "حزب الله" في لبنان، فهل هو حقاً بلا خطيئة ليرجم الآخرين، وهل هم حقاً كلهم مخطئون ولا يعرفون مصالحهم ولا يفهمون في السياسة والحكم ومغامرون، وهل حقاً سورية محكومة من قبل إيران كما يدعي إعلام النظام السعودي ووزير خارجيته المعاق؟!

قبل عدة سنوات أعلنت إسرائيل وفي كل وسائل الإعلام أنها ستقوم بحملة علاقات عامة لتحوّل إيران العدو الأول في المنطقة (من لا يصدّق عليه العودة للأرشيف ويتأكد بنفسه)، ماذا يجري الان إن لم يكن ذلك؟ إسرائيل ورئيس وزرائها اليميني المتطرف مستمران بهذه الحملة والسعودية أحد أبرز العناصر الفاعلة فيها، قصدت أم لم تقصد ذلك.

قبل أكثر من عامين طردت السعودية أكثر من مائتي ألف عامل يمني من المملكة وشرعت ـ مقتدية بإسرائيل ـ ببناء جدار فصل بينها وبين اليمن؟ هل هذا سلوك أخوي وإيجابي ويؤسس لعلاقات ودّ واحترام وتعاون ويحقق مصالح الشعبين في البلدين التي تدعي السعودية حمايتها؟!

طوال سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية الثمانية، كانت السعودية ومعها كلّ الخليج خلف الرئيس العراقي صدام حسين ـ وكانت سورية تعارضه وتعارض تلك الحرب العمياء الغبيةـ وعندما انتهت الحرب غزا صدام الكويت وقصف السعودية.. ووقفت سورية إلى جانبهما.

""يمكنك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت""

منذ أعوام والنظام السعودي يساند شقيقه في التجبر والظلم في البحرين وضد إرادة ورؤية المواطنين البحرينيين وحاجتهم ومصالحهم، ويريدهم أن يسكتوا ويستسلموا ويخنعوا.. ومنذ سنوات والنظام السعودي يرسل أمواله وأسلحته ويسخّر إعلامه لدعم الإرهابيين الذين تمررهم تركيا لتخريب سورية؛ هل غزت سورية السعودية أو حاربتها يوماً؟! ومنذ سنوات والنظام السعودي يمارس دوره التخريبي في العراق أيضاً.. فيما العلاقة السعودية مع مصر تحكمها الحاجة السعودية ليس أكثر. أما الأردن فقد خضع لشتى أنواع الابتزاز.. ومع ذلك، ها هو يرسل وزير خارجيته ـ قرن الاستشعارـ إلى إيران لاستباق التحولات ولحجز دور أو مكان بعد التحولات القادمة، هل للسعودية دور في زيارته هذه أو زيارة مليكه قبله إلى موسكو؟!

        الأشقاء الأعداء في السعودية: ليست سورية هي من سهّلت اتفاق كوبا والولايات المتحدة؛ وليست سورية هي من أمرت بانفتاح الرئيس الأمريكي باراك اوباما على إيران أو من سهّلت بدء المفاوضات بين طهران والغرب قبل قرابة عقد من الآن؛ وليست سورية هي من ينشر الفكر الوهابي المتطرف الذي تعتنقونه؛ وليست سورية هي من يقف ضد مصالحكم في كل مكان؛ لو كان الأمر كذلك كما تدّعون، لوجب عليكم التفاهم معها لأنها عندئذ قوة كبرى. باختصار من يقف ضدكم هو سياساتكم الفاشلة التي يقودها شخص أثبت أنه معاق حقاً وغير قادر على استيعاب التطورات والأوضاع الجديدة في العالم؛ 

الولايات المتحدة تتابع تحقيق مصالحها.. وهي إن اقتضت هذه المصالح التخلي عنكم، فستفعل؛ فرنسا تتابع تحقيق مصالحها وهي ليست معجبة بالديمقراطية السعودية وستتخلى عنكم يوماً، نعتقد أنه ليس ببعيد؛ إيران تتابع مصالحها وتحقيق انتشار أوسع لما يمكن أن تكون عليه، ولن تنتظر الرضى السعودي لاستكمال ذلك لاسيما وأن الغرب الذي يتهامس ضدكم، يتسابق لعناقها (هل سألتم أنفسكم لماذا)؛ مصر تحتاج مساعدتكم، أجل! ولكن من حقها التوسع شرقاٌ وغرباً وأن تتابع مصالحها، وهي تتمرّن على ذلك وقريباً ستحصد نتائج طيبة لجهودها.. أما (سورية ما بعد الحرب فهي المنتج والممر والمفتاح للغاز، وهي ساحة إعادة الإعمار التي يسيل لها لعاب المستثمرين الفرنسيين وهي عقدة المحور الدولي السياسي المقابل للأمريكيين. في المقلب الآخر لا انتصار على "داعش" والمنظمات التكفيرية إلا بالتنسيق مع سورية ("د. حياة الكويك عطية الخليج الإماراتية 8/3/2015").

 

الأشقاء الأعداء: سورية كانت وستبقى قطب الرحى ومركز الثقل وقلب العروبة النابض، بل وقلب العالم؛ منذ فجر التاريخ لم تكونوا شيئاً، وربما لن تكونوا؛ عندما بدأت الدعوة الإسلامية كان للشام دورها، وعندما أصبح للإسلام دولة كانت الشام عاصمتها، ثم بغداد والقاهرة وحلب، ولم تكن الرياض عاصمة لها أبداً. هل لهذا من دلالة لديكم؟! دمشق عائدة أقوى مما كانت وأجمل وأبهى وأكثر عمراناً وحضارة وثقافة وفكراً.. ومنعة بقيادتها وجيشها وشعبها الأبيّ الذي حاولتم تسميم أفكاره وخداعه وفشلتم.. وعندما ستأتون إليها، إلى دمشق الأمن والأمان، ستدفعون ثمن سمة الدخول التي عليكم ـ بعدما فعلتم ـ  الانتظار طويلاً للحصول عليها..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.