تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعارضة السورية بانتظار "غودو"..!!

مصدر الصورة
SNS


10/3/2015


مع بداية الأزمة السورية وكثرة الوعود الأمريكية والفرنسية والتركية وبعض العربية.. شبعت المعارضة السورية وعوداً وتاهت آمالاً عريضة، فرفعت صوتها و"نفشت" ريشها وتشدقت بما أملي عليها من مطالب خارجية سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وتخريبية وكل فنون التعالي والتكبر على الوطن وأهله ودولته.. وفي بداية الأزمة كانت المواعيد تُضرب لتولي المناصب وتحقيق الغايات.. من يذكر مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور وهو يتحدث لبرهان غليون أنه الرئيس القادم لسورية بعد شهرين؟! فرك ميشال كيلو يديه وبدأ يقلّب المناصب التي يريد تبؤها.. فيما كان هيثم المالح يرسم ملامح صورته المتوهمة كرئيس قادم.. ووضع رياض الأسعد "التكتيكي" شروطاً لاستسلام الدولة السورية بكل رموزها.. وغالى معاذ الخطيب بكل مطالبه وشروطه، ومثله كثيرون... الخ! كانت حرارة المعنويات عالية وكان "الالتهاب" في الأحلام كبيراً، وصل حدّ التورم!!

وكان رد الدولة السورية عاقلاً وبسيطاً؛ من أنتم ومن تمثلون؟! كانت الدولة السورية تنطلق من قاعدة بسيطة وهي خبرتها بأمثال هؤلاء ومحدودية أدوارهم كأبواق إعلامية أو شيكات بلا رصيد، وهي لا يخيفها الضجيج أو قرع الطبول الفارغة. وكانت تدرك بحكم خبرتها وتجربتها التفاوضية مع أولئك العرب والغرب كيف سيرمي هؤلاء شخوص هذه المعارضة الكرتونية الواهية عند أول هبّة ريح ولذلك تركتهم يظهرون على حقيقتهم يتعرون أمام أعين السوريين في كل مكان. وكانت الدولة السورية وقيادتها تقف على قاعدة التأييد الشعبي لها؛ هذا التأييد الذي يُمكن لوسائل الإعلام الغربية والعربية المعادية أن تحجبه وتقلل من وهج حضوره بالخداع والتضليل والكذب والنفاق، ولكن ليس بقدورها أبداً تغييره أو تقليله، والقيادة السورية تعرف ذلك وتدرك شعبها جيداً وتدرك قوة جيشها وثبات أصدقاءها.

بعد سنوات من الحرب، انقشع الضباب وتعرى الجميع أمام الحقيقة؛ المعارضة يائسة خائبة تلعن الأصدقاء الذين ورّطوها بعدما خفّت نفقات الفنادق الضخمة، وبعدما ملّ الأمريكي من فشلها وضعفها وتفككها وسخفها وقلة فائدتها.. وبعدما قرأ العديد من الغرب والعرب التغييرات الإقليمية والدولية لصالح سورية وحلفاءها، ووجدوا في إيواء "خيال الظل" المعارض عبئاً لا فائدة من تحمّله.. باختصار المعارضة السورية التي زرعت الوهم وتمسكت بسرابه، طوت ذيلها وجلست عليه، وهي تأكل الآن من حصيدها ولم ولن تشبع.. أما الدولة السورية فإنها تثبت كل يوم أنها كانت على حق في حماية شعبها وأرضها وثباتها على المبادئ والقيم التي رفعتها ودافعت عنها؛ القيادة السورية صبرت على القدح والذمّ وأدركت أن ما يقوله الأخرون لا يعنيها، بل يلزمهم هم وسيتحملون مسؤوليته يوماً قادماً لا ريب فيه؛ القيادة السورية حصّنت نفسها بشعبها وجيشها ومنهما وإليهما ومعهما تبادلت شُحَن الصبر والصمود والقوة والعزيمة وكان لهم ما يبتغون من النصر، يحتفلون به مع الأصدقاء الحقيقيين الذين يريدون حماية سورية ونصرتها وليس تدميرها وتخريبها..!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.