تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الملك سلمان: كلام جميل.. المهم الأفعال..!!


11/3/2015


تعهد الملك السعودي سلمان أمس، من جملة ما تعهد، بالعمل على بناء اقتصاد قوي لا يعتمد بشكل رئيسي على النفط المتراجع سعره، واستمرار جهود بلاده في مكافحة الإرهاب وتنقية الاجواء العربية والاسلامية، وذلك في كلمة توجه فيها إلى السعوديين، راسماً معالم عهده وسياسة حكمه المستقبلية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

في قائمة التعهدات ثمة أشياء كثيرة مهمة ولافتة، نشير إلى أمرين رئيسيين؛ مكافحة الإرهاب وتنقية الاجواء العربية والاسلامية. وهذان الأمران وإن بدا أنهما بعيدان، غير أنهما مرتبطان إلى حدّ كبير ببعضهما البعض، وسنورد بعض الملاحظات.. لعلّ التذكير ينفع؛

أولاً، مكافحة الإرهاب؛ فمعالجة هذا الموضوع تبدأ من الداخل السعودي أولاً؛ من تغيير المناهج التربوية والتعليمية وطرق تدريس التربية الدينية للخروج من حالة التشدد والفكر الوهابي المتطرف؛ وهذا الأمر هو أساس أي محاربة حقيقية للإرهاب؛ تجفيف المنبع الأول. والمسألة ليست سهلة ولا تتم في يوم وليلة ـ هذا إذا صدقت النوايا ووجدت الآليات ووجد الأشخاص المقتنعون والقادرون على تنفيذ ذلك. وربما يكون على الملك ونظامه الانتباه إذا اراد محاربة الإرهاب فعلاً، إلى الأموال السعودية أين ترسل وأين تنفق وعلى مَن وماذا تنفق وكيف. ومحاربة الإرهاب تقتضي من الملك السعودي أيضاً وقف هجرة السعوديين للقتال والموت في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة. وهذا يتطلب التعاون مع الدول الأخرى القريبة والبعيدة لتبادل الخبرات والمعلومات، لاسيما وأن جلالته يعلم ـ ولابد ـ أن المسلحين السعوديين يتصدرون قوائم الجهاديين والانتحاريين في كل البقع المتوترة في العالم، وغداً سيعود قسم كبير من هؤلاء إلى بلاده بكل خبراته التكفيرية والقتالية والتدميرية، فهل تسأل القيادة السعودية أولاً عن سبب هذا الهيجان بين الشباب السعودي للجهاد التكفيري؟!!

ثانياً، تنقية الاجواء العربية والاسلامية؛ وطرح هذا الموضوع ليس جديداً وهذا ما يدفعنا إلى الشك والحذر مما قد يفسّر ذلك، لأن التجارب السابقة مع السعودية لم تكن ابداً مشجعة. فتنقية الأجواء العربية لا تكون بإرسال الأموال والمسلحين للقتال والتخريب والتدمير في سورية أو العراق أو لبنان أو غيرها؛ ولا تكون تنقية الأجواء الإسلامية بإنشاء القنوات الدينية التي تحرض على الفتنة والطائفية والمذهبية والعنف وتكفير الاخرين وتجريم كل من لا يشبه السعوديين أو يخضع لرغباتهم؛ وتنقية الأجواء لا تكون بالتلاقي مع إسرائيل واقعياً في الأهداف والمصالح؛ تنقية الأجواء تكون بوقف التحريض الطائفي والمذهبي ووقف الدعوات إلى الفتنة والحروب، وبتحريم تكفير الاخرين لقتلهم؛ تنقية الأجواء تكون عبر لمّ الشمل العربي والإسلامي والكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى العربية والإسلامية لفرض أجندات سعودية أو أمريكية سعودية؛ تنقية الأجواء تكون بمدّ جسور التواصل والمحبة والتعاون والتنسيق مع العرب والمسلمين جميعهم، وليس عبر نشر الفتن والقلاقل والتوترات والأحقاد... الخ.

التجربة مع السعودية يا جلالة الملك، اثبتت حتى الآن أن بلادكم كانت في الغالب جزءاً من المشكلة ولم تكن جزءاً من الحل، فهل أنتم جادون فعلاً لتغيير الواقع والوقائع والقناعات؟! نأمل أن تتحوّل الأقوال إلى أفعال حسنة وأن يكون الدور السعودي إيجابي في المنطقة والإقليم والعالم.. وإن كنّا نشك بذلك كثيراً، حتى لا نقول أكثر..!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.