تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لماذا تنفخ الولايات المتحدة "البالون" الكردي في سورية..؟!!

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية - خاص

حتى لو كنا نملك ذاكرة السمك فلم يحن بعد وقت النسيان؛ التجربة الكردية في كردستان العراق ما تزال ماثلة؛ لم يؤيد الاستفتاء الكردي في الإقليم العراقي سوى الكيان الإسرائيلي ومن خلف الستار الولايات المتحدة. ومع ذل، وحماية لمصالح الطرفين الأمريكي والإسرائيلي، تُرك أكراد العراق وحدهم دون أي عون أو دعم، فخسروا ميزات كثيرة كانت لديهم رغم نجاح الاستفتاء الذي أجروه في تشرين الماضي. هل يملك بعض أكراد سورية ذاكرة السمك؟! يبدو الأمر كذلك وإلا لكانوا اتعظوا من التجربة الماثلة!! ليكن، فالأمر ليس لهم والقرار ليس بيدهم والمؤيدون منهم للخطوات الأمريكية ويسيرون بالهدي الأمريكي، سيُرجمون في لحظة الحقيقة؛

ولذلك، فإن السؤال هو ماذا تريد الولايات المتحدة من محاولة خلق كيان كردي انفصالي في سورية، لا يحظى بموافقة السوريين ولا دول الجوار ولا دول العالم، والأهم أنّ الحديث الأمريكي عن إنشاء قوات/ جيش "لقيط" في سورية، يخالف المنطق والأخلاق والقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، ولاسيما القرار 2254، بل ويخالف حتى التعهدات الأمريكية بالحفاظ على وحدة التراب السوري، فماذا تريد واشنطن..؟!!

قبل أيام، انتقدت الخارجية الروسية ما وصفته بالاحتلال الأمريكي المسلح لبلدة "التنف" السورية، حيث "يمنع دخول وحدات الجيش السوري والمسؤولين الشرعيين السوريين". ولفتت إلى أن القواعد الأمريكية في هذه المنطقة لا تزال تدرّب المسلحين السوريين، معتبرة حجج الولايات المتحدة بأن الغرض من انتشار عسكرييها في سورية هو محاربة الإرهابيين "ضعيفة وتفتقر إلى المصداقية"؛ بلى هي كذلك.. ولكن؟!

لا تخفي الولايات المتحدة أهدافها في سورية، فقد ورد بعضها على لسان ديفيد ساترفيلد، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، في كلمة ألقاها أثناء جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي:

أولاً، دعا ساترفيلد روسيا إلى مساعدة بلاده في التوصل إلى تسوية الأزمة السورية من خلال الضغط على الرئيس بشارالأسد، وكرر المطالبة برحيله؛ بكلام آخر، تريد واشنطن استخدام قواعدها وقواتها لزعزعة الإستقرار في سورية وتأزيم الوضع وبالتالي استمرار استنزاف الدولة السورية والشعب السوري ومنع التقاط الأنفاس للبدء بإعادة الإعمار والبناء والخروج من تأثيرات الحرب؛ فاحترام الشعب السوري، يكون باحترام إرادته وتركه يعبّر عن نفسه بحرية، ويقرر مصيره دون أي تدخل أو ضغط خارجي كما تحاول الإدارة الأمريكية أن تفعل؛

ثانياً، أوضح ساترفيلد أن الولايات المتحدة تريد استخدام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والقرار 2254 لإيجاد ثقل مقابل لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، والمبادرات الروسية التي من شأنها التحكم بالمسار الخاص بها (في التسوية السورية) والاقتصار عليه. وقال بوضوح "لا نستطيع ولن نضفي الطابع الشرعي لعملية التسوية البديلة التي تنتهجها روسيا"؛ أي أن الولايات المتحدة تريد عرقلة الحل السياسي في سورية والجهود الروسية وجهود كل الخيّرين الذين يعملون على إنهاء المحنة السورية.

وفي هذا السياق، فقد كان واضحاً أيضاً أسلوب الاستفزاز الأمريكي حين ربط ساترفيلد بين الانتقال السياسي وتقديم المساعدات لإعادة الإعمار. فقد أشار ساترفيلد إلى كلفة إعادة إعمار سورية، وأن لا روسيا ولا إيران ولا الحكومة السورية لديهم الأموال اللازمة لذلك، مشددا على أن بلاده لا تعتزم مساعدة روسيا أو إيران أو الحكومة السورية في هذا العمل ما لم يتم الإصلاح الدستوري والانتخابات برعاية أممية، وكما تريد واشنطن.

ثالثاً، أوضح ساترفيلد أن هدف الولايات المتحدة الآخر في مرحلة ما بعد "داعش" هو مواجهة إيران، وهذا مطلب إسرائيلي سعودي مشترك أيضاً. وقد بيّنت الأيام الماضية أنّ هناك مشروعاً أمريكياً إسرائيلياً للضغط على إيران وإرباك محور المقاومة. وفي هذا الإطار، فإن الضغط الأمريكي ومحاولة خلق مظلة كردية للوجود الأمريكي في سورية، قد تكون غايته إقامة قواعد أمريكية في سورية بهدف قطع اتصال محور المقاومة وشلّ التعاون بين أطرافه تحقيقاً لمطالب إسرائيلية لم تعد تخفيها تل أبيب، رغم استحالة تحقيقها بعد انتصارات الجيش العربي السوري ومحور اللمقاومة.

وبالمجمل فإنّ تضخيم الوضع الكردي وتقديم الدعم للعصابات المستحدثة في شمال شرق سورية يهدف إلى منع الاستقرار وخلق وضع معقد يساهم في تأخير حلّ الأزمة السورية، ودفع الجيش العربي السوري للتوجه إلى الشمال الشرقي بدلاً من الجنوب الغربي، ومنعه من العمل والتحضير لتحرير الجولان السوري المحتل من قبل العدو الإسرائيلي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.