تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوغلو: المؤتمر الإسلامي الإطار الانسب لإنهاء الحساسيات بين دول عربية وإيران

مصدر الصورة
sns

اعتبر أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن منظمته هي الإطار الأنسب لحل الخلافات والحساسيات بين بعض الدول العربية وإيران، متسائلاً "إذا لم يكن حل الحساسية والخلاف بين ايران وبعض الدول العربية ضمن إطار المنظمة فأين سيكون هذا  الإطار، وهل سيكون هناك إطار أفضل؟".

 

وقال أوغلو في محاضرة له في جامعة دمشق التي يزورها لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي: "إذا نظرنا إلى الميثاق وإذا نظرنا إلى الأسس الإسلامية التي ننتمي إليها فإنه لايمكن أن يكون عدو من داخلنا".

وأضاف" قد يكون هناك خلاف أو تفاوت في الآراء ولكن أن يكون عدو من بيننا فهذا ينافي طبيعة الأشياء، فالخلافات طبيعية".

 

وعن موقف منظمة المؤتمر الإسلامي من العدوان على غزة شدد أوغلو على أن "موقف المنظمة كان أفضل من مواقف الكثير من المنظمات" مشيراً إلى أنه زار غزة بعد العدوان مباشرة والتقى الناس في معسكرات، في حين لم تقم منظمات أخرى بمثل هذه الزيارة، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة زار غزة عن طريق إسرائيل".

 

وعن مقدرة المنظمة على مواجهة التحديات قال أوغلو "أمام التحولات التي يمر بها العالم يمكن أن نأخذ مكاننا في العالم" منتقداً المثقفين العرب الذين تسيطر عليهم روح التشاؤم والشكوى حسب تعبيره.

 

وأضاف أوغلو " هناك ثلاث دول من بين الـ 57 دولة الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي دخلت مجموعة العشرين الكبار هي اندنوسيا وتركيا والعربية السعودية، وإذا استطعنا ان نزيد من عدد الدول فسيكون لنا دور مهم، لاسيما إذا كانت هناك إرادة سياسية".

 

مؤكداً أن المنظمة تتجه استراتيجيا إلى العمل المنظم "هناك خطة عشرية تمت المصادقة عليها في قمة مكة 2005 " مشيرا إلى أن أدراج المنظمة قبل العام 2005 كانت مليئة بعبارات الشجب والتنديد وغيرها من البلاهات".

 

واستعرض أوغلو في محاضرته إنجازات المنظمة وقال "في المجال الفكري تم الوقوف بوجه ظاهرة التطرف والغلو في الدين وقد استطعنا من خلال المنظمة ومجمع الفقه تنوير العالم الإسلامي بحقيقة الإسلام، وكذلك مسألة المساواة بين المذاهب الثمانية وهذه من أهم القرارات التي صدرت في قمة مكة، وكان هذا العامل من عوامل تهدئة الجو في العالم الإسلامي".

 

وقال "في المجال السياسي قمنا بتطبيق هذا المبدأ في العراق ففي العام 2006 اتصلت بمختلف الطوائف من أجل إعداد اتفاق يحقن الدماء وينهي هذا النزاع الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الإسلام بين السنة والشيعة، ونجحنا بجمع كبار علماء السنة والشيعة في العراق وأن يجمعوا على عشر مواد لحقن الدماء ووقف الاعتداءات واعتبار كل من يخرج عن هذه الأمور خارجاً من الملة".

 

وأضاف" لدينا إمكانات سياسية كبيرة فهناك 57 دولة تصوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة" لافتا إلى تكاتف الدول الإسلامية خلال مؤتمر مكافحة العنصرية الذي عقد في جنيف مؤخراً.

 

 وقال "كنا نريد أن نضع في البيان الختامي إسرائيل أمام مسؤولياتها في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، والنقطة الأخرى أننا نريد أن نمنع الهجوم على الإسلام وأن نمنع سوء استعمال حرية التعبير و حرية الصحافة من أجل النيل من الإسلام، وقد استطعنا أن نحقق في هذا المجال ما يُفخر به". مشيراً إلى أن "إحدى الشركات الإعلانية سحبت إعلاناً عن فيلم مسيء للإسلام بعد ساعتين من بيان أصدرته المنظمة".

 

وكشف أوغلو أن هناك اتفاقاً على إنشاء جهاز خاص يعنى بحقوق الإنسان كي يشجع الدول الأعضاء على نشر قيم حقوق الإنسان بشكل كامل" وأوضح "بدأنا بهذه النشاطات وسيتناولها مؤتمر دمشق، وهو أول مؤتمر يتناول هذا الموضوع". مشيراً إلى أن "الإصلاح السياسي يجب أن يستمر وعلى النفس الطويل وهذا لن يتحقق إلا بتحقيق هدف آخر وهو التطور الاجتماعي والاقتصادي" لافتاً إلى أن "كل المحاولات التي شهدها العالم الاسلامي للتغيير السريع فشلت".

 

وتطرق الأمين إلى الجانب الاقتصادي مؤكداً على "ضرورة التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية.. وأن القاطرة التي ستسحب التعاون إلى الأمام هي التجارة البينية"، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين الدول الإسلامية ارتفع من 13 % إلى 17% منذ العام 2005.

 

وأشاد أوغلو بالدور الذي تقوم به سورية لاسيما أنها ستكون رئيساً لمؤتمر وزراء الخارجية، وستقوم بدور أساسي في دفع المنظمة قدماً.

 

وأوضح أن مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الذي سيبدأ أعماله السبت خصص جلسة عصف فكري وهو بند يوضع على جدول الأعمال لأول مرة.

واستعرض أوغلو في كلمته الأسباب التي دعت إلى تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في العام 1969 بمبادرة من الملك السعودي الراحل  فيصل بن عبد العزيز. مؤكداً على أن حريق المسجد الأقصى كان الشرارة التي حركت العالم الإسلامي، ولكن قبل ذلك كان هناك تطورات عاشها العالم الإسلامي منذ نهاية الولاية العثمانية، حين بدأ المفكرون المسلمون في البحث عن بديل يملأ الفراغ وكان مؤتمر القاهرة 1926 ثم في مكة والقدس وغيرها من المؤتمرات التي كانت تبحث كيف يمكن أن ينضوي العالم الإسلامي تحت لواء جديد. مؤكداًَ أن "التغير الذي يمر به العالم هو في صالح العالم الإسلامي إذا أحسنا استخدامه".

 

يذكر أن أكمل الدين إحسان أوغلو التركي الأصل هو أول أمين عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ينتخب بالتصويت.

 

تولى منصب أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي مطلع العام 2005 .

ولد أوغلو في القاهرة في 26-12-1943. وحصل على بكلوريوس العلوم في 1966 ودرجة الماجستير في الكيمياء سنة 1970 من جامعة عين شمس في القاهرة.

 

وبعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه في جامعة أنقرة سنة 1974

يجيد التركية والإنكليزية والعربية و له معرفة عملية بالفرنسية والفارسية، متزوج وأب لثلاثة شبان.

 

عمل عضوا في هيئة التدريس في عدد من كليات العلوم ثم أصبح أول بروفيسور والرئيس المؤسس لشعبة تاريخ العلوم في جامعة اسطنبول. وهو كذلك الرئيس المؤسس للجمعية التركية لتاريخ العلوم ومؤسسة وقف إيسار.

 

كما عمل رئيسا للاتحاد الدولي لتاريخ العلوم وفلسفتها بين سنتي 2001 و 2005. وهو عضو في جمعيات دولية مختلفة و مجالس علمية و مجالس استشارية لعدد من المؤسسات الأكاديمية والمراكز والمعاهد وهيئات تحرير كثير من المجلات في مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية وأسبانيا وتونس وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

 

ألف عددا من الكتب والمقالات والأبحاث باللغات التركية والإنكليزية والعربية حول العلوم وتاريخ العلوم والثقافة الإسلامية والثقافة التركية والعلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي والعلاقات التركية العربية وقد ترجمت بعضها إلى الروسية والفرنسية واليابانية ولغة الملايو والكورية والبوسنوية.

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.