تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأسد: ثبتت صوابية الرؤية الإيرانية السورية المشتركة

  أكد الرئيس بشار الأسد أن التغيرات أثبتت صحة الرؤية السورية الإيرانية المشتركة، وقال الأسد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدمشق اليوم: " كان هناك تغيرات ولكن كان أيضاً هناك أشياء لم تتغير كثيراً، ما يعنينا منها في هذا اللقاء هو تثبيت صحة الرؤية السورية الإيرانية المشتركة تجاه المواقف التي كنا نتخذها في السنوات السابقة، ثبتت صوابية الرؤية الإيرانية السورية المشتركة تجاه نقطتين الأولى هي ما يتعلق بهذه العلاقة بين سورية وإيران وهي علاقة إستراتيجية وزيارة الرئيس نجاد تدل على أهمية هذه العلاقة الإستراتيجية وعلى ضرورة التشاور والتنسيق المستمر بين سورية وإيران".

أما النقطة الثانية المتعلقة بالرؤية المشتركة فقال الرئيس الأسد: "هي نقطة ترتبط بكل القضايا الأخرى التي نطرحها وهي متعلقة بالعمل المشترك المستمر من أجل الوصول إلى منطقة –منطقتنا- مستقرة ومستقلة، أي مصيرها مرتبط بقرارها وقرارها مرفوع بأيدي أصحابها وأهلها وقاطنيها".

وشدد الرئيس الأسد على أن "العلاقة السورية الإيرانية ليست حالة شاذة بل هي حالة طبيعية، وليست محورا كما يحلو للبعض أن يوحي، هي علاقة طبيعية لا ترتبط فقط بعلاقة سورية وإيران وإنما بعلاقة أي مجموعة دول تتجاور مع بعضها، وهذا النوع من العلاقات هو لمصلحة قوة هذه المنطقة ولمصلحة  الاستقرار الذي ننشده".

كما أكد الرئيس بشار الأسد أن  تغيرات كبيرة وجذرية حصلت على الساحة الدولية وكان لها انعكاسات على الساحة الإقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية وكان لها انعكاسات اجتماعية.

وأضاف:  "التغيرات الإقليمية مرافقة لهذه التغيرات الدولية ولكن لها جانبين، جانب مرتبط بالمتغيرات الدولية نفسها وجانب له علاقة بسياق الأحداث الطبيعي في منطقتنا، ونحن كأية دولة أخرى في هذه المنطقة تأثرت العلاقات السورية الإيرانية بكل هذه التغيرات ولكن بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي".

وفي الشأن الفلسطيني قال الأسد: "عندما نتحدث عن الاستقرار لا يمكن أن نغفل الموضوع الفلسطيني" مشيراً إلى معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من تنكيل وقتل وإرهاب من قبل الإسرائيليين، وقال: " لايمكن أن نغفل المقاومة الفلسطيينية وصمود الشعب الفلسطيني، فمن البديهي أن يتركز الحوار حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني". مشيراً إلى أن حواره مع الرئيس نجاد تركز حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته بكل ما تعني المقاومة من  معاني وأوجه".

ولفت الأسد إلى أن المباحثات تطرقت إلى كيفية "دعم الشعب الفلسطيني ودعم صموده من خلال توحيده، فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يصمد وأن يقاوم وهناك انقسام على الساحة الفلسطينية السياسية".

وفي الشأن العراقي قال الرئيس الأسد: "نحن مرتاحون للتطورات الأخيرة خاصة انتخابات الإدارة المحلية التي حصلت مؤخراً فقد أعطت مؤشرات قوية وواضحة على أن الشعب العراقي يريد وحدة العراق وأن العراق لا يذهب باتجاه الاقتسام والتفتت والصدام بين أبناء الوطن الواحد" مشيراً إلى أن "وجهة النظر السورية الإيرانية كانت متفقة حول ضرورة دعم الحكومة العراقية الحالية في مساعيها من أجل تحقيق المصالحة بين أبناء الشعب العراقي ومختلف الفصائل العراقية بهدف الوصول إلى خروج آخر جندي أجنبي محتل من العراق".

وجدد الرئيس الأسد موقف سورية حول موضوع الملف النووي الإيراني وقال: "موقفنا معروف من حق أية دولة في هذا العالم أن تمتلك الطاقة النووية السلمية وهذا الحق تضمنه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الموضوع".

وأضاف: "على الجهات التي تطرح شكوكاً حول وجود برنامج عسكري عليها أن ترينا ما الذي تفعله تجاه برنامج نووي عسكري مطبق منذ عقود طويلة في إسرائيل، عندها يكون لهذه الشكوك بعض المصداقية". مشيرا إلى الطابع السياسي لهذا الموضوع، ومؤكدا الرفض السوري له.

وأعرب الأسد عن الرضا تجاه العلاقات السورية الإيرانية وتطورها، مشيراً إلى وجود خطوات مستمرة بالنسبة لتطوير العلاقة.

وفي رده على سؤال حول العلاقات السورية الإيرانية قال الرئيس الأسد: "استندنا في هذه العلاقة على مبادئ ومصالح، المبادئ من الطبيعي أن يكون هناك علاقات جيدة نحن أبناء أمة واحدة وتجمعنا الكثير من الأشياء، ولكن هذه المبادئ اجتمعت مع المصالح وكان من الطبيعي أن تقف سورية مع إيران، عندما قامت الثورة الإيرانية ووقفت سورية مع إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية وفي المقابل وقفت إيران مع سورية في السنوات القليلة الماضية التي تعرضت فيها سورية لضغوط شديدة جداً، وهناك تقدير سوري للموقف الإيراني".

وأضاف الأسد: "لو نظرنا إلى القضايا التي مرت في العقود الماضية لاسيما العقد الحالي فسنجد أن المصلحة واحدة، والدول الأخرى لديها مصلحة في نفس المواقف التي اتخذناها، ولو نظرنا إلى الدول الأخرى التي تعيش في المنطقة فسنرى أن المواقف لم تكن بعيدة عن المواقف السورية والإيرانية، ربما تكون هناك طريقة ودرجة تعبير مختلفة".

وقال: "كل هذه الأمور بنيت على رؤية بعيدة المدى بين سورية وإيران وهذا جانب، أما الجانب الآخر فيتعلق بالخصوم والأعداء فكلاهما كان جاهلاً بما يفعله وبما نفعله، وجاهلاً بمنطقتنا بكل تفاصيلها وهذا الجهل موجود الآن". مشيراً إلى وجود بداية اعتراف بوجود مشكلة وبداية اعتراف بأنهم لم يقدروا واعتراف بأن البعض لم يعرف كيف يتعامل مع المشاكل الموجودة وكيف يوجد مخرجاً للورطات التي وقعوا فيها"

وأضاف " أخذنا الضغوطات على محمل الجد ولكن لم تمنعنا من أن نسير باتجاه الهدف الذي وضعناه، عرفنا حجم الضغوطات الحقيقي وفرزناه عن الوهمي، وعرفنا ما هي أهدافهم من هذه الضغوطات التي طبقت على سورية وإيران"، مؤكداً أن الموقف السوري والإيراني بقي على حاله ولم يتغير، وأسس السياسة في سورية وإيران لم تتغير، وهذه العوامل الأساسية التي جعلتنا نصمد، نحن نتحدث عن رؤية صحيحة وهذا أساس أية دولة وأية سياسة عندما تملك رؤية يصبح أي شيء تفاصيل من يمتلك الرؤية هو القوي في السياسة ونحن تمكنا من امتلاك هذه الرؤية وأثبتت الوقائع أن الرؤية السورية الإيرانية المشتركة هي رؤية صحيحة".

بدوره قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد: "هناك جبهة مقاومة تقف أمام التدخل الأجنبي وهجوم القوى الكبرى والهيمنة على المنطقة من خلال الوعي والتخطيط الدقيق والمناسب، وكانت مواقفنا  على أساس المبادئ الإنسانية، وقد دافعنا عن حقوق البلدين وحقوق شعوب المنطقة بشجاعة". مشيرا إلى أن " النصر الإلهي حل علينا".

وأكد الرئيس الإيراني أن " ظروف المنطقة والعالم تنحو بوتيرة متسارعة لصالح مواقف إيران وسورية" لافتا إلى أنه كانت هناك دعوات باتجاه ممارسة الضغط على البلدين.

وأضاف الرئيس نجاد "هم الآن يطلبون مساعدة سورية وإيران لحل مشاكلهم هذا أمر مهم جداً، نحن نرى أن الوئام والصمود هما سر النصر ونحن في بداية الطريق نحو النصر" وقال " ينبغي أن نصل إلى نقطة نحول فيها دون تدخل الأطراف الأجنبية وأن تكون منطقتنا منطقة مستقلة وحرة ومتقدمة ومليئة بالسلام والمودة بين الشعوب والحكومات".

وشدد نجاد على أن ظروف المنطقة تتغير بوتيرة متسارعة وقال " أعداء المنطقة كانوا يتحدثون يوماً من مواقع القوة والغطرسة والأنانية، ولكنهم الآن في موقف ضعف، وموقف إيران وسورية يزداد قوة يوماً بعد يوم على الساحة الإقليمية والدولية".

ولفت نجاد إلى أن أعداء البلدين لا يستطيعون تسوية أي موضوع على المستوى السياسي العالمي، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل لقضية فلسطين وأفغانستان، وليس لديهم أي حل لأي موضوع على مستوى العالم لأن أفكارهم قائمة على الأنانية والهيمنة، وأسسهم الفكرية غير إنسانية وتعود إلى عقود ماضية.

وقال نجاد "هم متخلفون سياسيا، وينبغي أن نقوم بجهود لإصلاح النظام العالمي، وقد أثبتت التجربة أن  النظام الاقتصادي والأمني المنبثق عن الحرب العالمية الثانية قد وصل إلى نهاية الطريق".

مشددا على أن النظام العالمي الاقتصادي يجب أن يتغير، وكذلك النظام السياسي الأحادي الجانب يجب أن يتغير، كما أن النظام الأمني القائم على مصالح الدول الكبرى هو الآخر ينبغي أن يتغير".وأضاف "علينا أن نبذل جهود حتى تكون منطقتنا خالية من الوجود الأجنبي".

وأكد نجاد تطور العلاقات السورية الإيرانية، نافياً وجود أي قيود أمام تطويرها، معتبراً أن علاقة البلدين نموذج يحتذى لجميع البلدان في المنطقة والعالم. داعياً إلى تطوير التعاون الإقليمي واستتباب الأمن.

وفي الشأن العراقي قال نجاد " ندعم استتباب الأمن والحكومة الشرعية، مؤكداً أن " عراقاً موحداً هو لصالح كل بلدان المنطقة، وجلاء القوات الأجنبية من العراق هو الآخر لصالح المنطقة، وكذلك لصالح المحتلين".

وأضاف "وجود المحتلين في منطقتنا يتسبب بمشاكل عديدة لشعوب المنطقة" وقال " نحن لم نقدم الدعوة لهم، هم ضيوف ثقيلون وينبغي أن يغادروا من أفغانستان والحدود الباكستانية بأسرع وقت وهذا لصالحنا وصالحهم"، مشيرا إلى وجود ثمانين مليون فقير في الولايات المتحدة، وعشرات الملايين في أوروبا".

وشن نجاد هجوماً على الصهيونية وقال "الصهيونية تعني الاحتلال، والعدوان، والقتل والإبادة" وأضاف "خلقوا الصهيونية للعدوان والتهديد والإبادة، لذلك فإن دعم المقاومة يعتبر واجباً إنسانيا وشعبيا ومن حسن الحظ  أن سورية وإيران متفقتان على دعم المقاومة الفلسطينية".

مؤكدا أن "المقاومة ستستمر حتى تحرير الأراضي المحتلة بما فيها الجولان العزيز الذي يخضع لاحتلال زمرة من القتلة المحترفين".

وانتقد الديمقراطية الليبرالية وقال "إنها وصلت إلى نهاية الطريق" مشيراً إلى الإساءة للنبي والمقدسات الإسلامية، وأضاف " عندما اعترضنا قالوا عليكم أن تتحملوا وأن تمارسوا التسامح إنها حرية رأي" منوهاً إلى أن الغرب لم يتحمل كلمته في جنيف عندما أشار إلى "ملف صغير عن أعمالهم، وهم ليسوا على استعداد أن يسمعوا ما قاموا به من جرائم".

وتابع " منذ خمسين عاماً كانت حناجركم مفتوحة وآذانكم مفتوحة والآن حان الوقت لكي تقصروا ألسنتكم وتفتحوا آذانكم" متسائلا لماذا تشعرون بالرعب عندما نتطرق إلى التاريخ الفلسطيني والجولان، أينما تذهبوا نضع أمامكم هذا الملف.

وأبدى نجاد انزعاجه من الإساءة إلى سورية وشعبها بسبب دفاعها عن أراضيها ودعم المقاومة وقال "عندما تضعون المرآة أمامكم تعرفون من هو في محور الشر".

وقال نجاد "أريد أن أبشركم المنحني البياني يدل على أن الكيان الصهيوني وصل إلى طريق مسدود، أما منحني شعوب المنطقة وإيران وسورية  فيتجه إلى تصاعد وهو ناتج عن الوحدة ووعي البلدين" وأضاف "نحن على ثقة أننا في بداية طريق الانتصار ونأمل أن نعيش مستقبلاً في منطقة لا يوجد فيها صهاينة".

وفي رده على سؤال حول المتغيرات في المنطقة وأجواء الانفراج  بالنسبة لسورية وإيران قال نجاد" هناك مؤشرات عديدة على صحة هذا التفاؤل، والذين كانوا يمارسون الضغط على سورية وإيران يحتاجون اليوم لسورية وإيران، والذي اعتبروهما في محور الشر يوما يريدون تنمية العلاقات مع طهران ودمشق".

وأضاف " احتلوا العراق من أجل كبح جماح سورية وإيران واحتواء الفكر الاستقلالي في المنطقة وكانت الحصيلة في العراق حكومة صديقة لسورية وإيران". مشيراً إلى أن العديد من الشعوب كانت تعتبر  أن الكيان الصهيوني كيان لا يقهر، أما الآن  فلا يوجد طفل في المنطقة يشعر بالخوف، ولا يوجد حر في المنطقة يخطر بباله أن يعترف  بهذا الكيان، لقد فقدوا كل قواعدهم في المنقطة، ولا مكان لهم بين شعوب المنطقة".

وفي رده على سؤال حول كيفية دعم الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار غزة قال نجاد" السبيل الذي اتخذناه بدعم القضية الفلسطينية طريق صحيح وسنواصل هذا الطريق" وأضاف " بعد الانتصار في غزة الظروف تغيرت ومساعدتنا ودعمنا سننظمه حسب الظروف الراهنة وسنكون إلى جانب الشعب الفلسطيني ، وينبغي أن نبذل جهوداً من أجل أن يقف الشعب الفلسطيني وفصائله صفا واحداً حتى تحرير الأراضي المحتلة".

وأضاف " ينبغي أن يقوم الشعب الفلسطيني في غزة بإعادة البناء وسنتخذ التدابير ولكن هناك معوقات في غزة فهي لا تزال خاضعة للحصار والطرق مسدودة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.