تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحريري:عندما قررت ترؤس الحكومة اتخذت قراراً بإرساء علاقات جديدة مع سورية

مصدر الصورة
الاخبار اللبنانية

في أحد اجتماعات لجنة البيان الوزاري خاطب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الوزراء الـ 10بالقول: "عندما اتخذت قراري أن أكون رئيساً للحكومة، اتخذت في الوقت نفسه قرار إرساء علاقات جديدة مع سورية وطيّ صفحة الماضي مع كل ما رافقها" وهو يعبّر بموقفه هذا عن مغزى نظرته إلى علاقته الأولى ـ وليس الجديدة ـ بسورية التي لم يعرفها قبلاً.

كما يعبّر ذلك عن أحد أبرز دوافعه للوصول إلى رأس السلطة الإجرائية، حين ربط نجاحه في الحكم الذي يمارسه للمرة الأولى بعلاقة جيدة مع سورية تقلب صفحة كل ما قيل أو رافق المرحلة الممتدة من 2005 إلى 2009. يستعجل الرجل الزيارة ويريدها. كذلك سورية... ومهّد لها، بعد إقرار البيان الوزاري معدّلاً ومهذّباً حيال كل ما يسترضي دمشق بأن جعل علاقات البلدين أخوية، لا نديّة، بدعوة من بعض غلاة معاونيه إلى تخفيف نبرتهم العالية والحادة ضد سوريا. فعلت وسائل إعلامه الأمر نفسه وهي تنحو بهدوء في وجهة مختلفة، وأكثر استيعاباً لموقف جديد من النظام السوري.

ينطبق ذلك أيضاً على بعض نواب تيار المستقبل... فصل الحريري بين الزيارة المحسومة والاستنابات القضائية رغم امتعاضه منها، دون أن يجهر بذلك... مع هذا بلغ إليه أن في وسعه اصطحاب مَن يشاء من معاونيه إلى دمشق، بمَن فيهم مَن وردت أسماؤهم في الاستنابات، دون أن يتعرّض لهم أحد هناك سواء تبلغوها رسمياً أو لا... كان رأي دمشق أنها لا تستطيع تجاهل موقف قضائها، ولا إهمال مراجعة اللواء الركن جميل السيد محاكمها... لم يكن في إمكانها تأجيل الاستنابات إلى ما بعد زيارة الحريري لها، كي لا يُفهم ذلك إخفاقاً لزيارة رئيس الحكومة... هو إذاً بالنسبة إليها الوقت الملائم.

هكذا استمرت الاستنابات القضائية، واستبعد الحريري ودمشق على السواء تأثيرها على الزيارة.

لكن موقف دمشق من الزيارة يلاقي الوجهة الجديدة التي اختارها الحريري، تبعاً لمعطيات مصدرها العاصمة السورية كالآتي:

ـ لا تنظر سورية إلى الحريري كما لو كان صنيعتها، شأن عدد لا يحصى من الرؤساء والوزراء والنواب والزعماء والسياسيين الذين تقلّبوا في مناصب رسمية، بعضهم لا يزال حليفاً، والبعض الآخر تنكّر لها وانتقل إلى معاداتها، وهذا البعض هو اليوم على أبواب العودة إلى ما كان عليه. الحريري هو صنيعة ما أفضى إليه اغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، فوقع في قلب دوّامة تداخلت فيها المشاعر الشخصية بالعداء السياسي، وانضم إليها ضغط دولي استهدف سورية من خلالها، ناهيك بمواقف أفرقاء لبنانيين مناوئين لسورية تكتّلوا في قوى 14 آذار.

بعد انتخابات 2009، وذهاب العاهل السعودي الملك عبد الله إلى دمشق، بات لزاماً تعديل خياراته... وهو عندما يتوجه إلى سورية يرمي وراء ظهره كل ما رافق الأعوام الماضية.

ـ تتصرّف دمشق حيال الحريري على أساس أنها تخطت كل ما قاله فيها بين 2005 و2009، وتقول إنها «صفحت»، في حين أنها لم تصفح عن الكمّ الكبير من الإهانات التي كالها جنبلاط لرئيسها.

ـ يدرك رئيس الحكومة أن مفتاح نجاحه في مجلس الوزراء، وفي ممارسة الحكم واستقرار حكومته، يكمن في علاقة متينة مع سورية وحزب الله. كان الحريري قد تنبّه لهذه الخلاصة في اليوم الأخير من مناقشة البيان الوزاري لحكومته ونيلها الثقة في 10 كانون الأول، عندما قال لنائب حزب الله محمد رعد، وهو يتلقى تهنئته بالثقة، إنه يشكر الحزب على منحه إياها، ويقدّر عدم اتخاذه أي ردّ فعل في البرلمان بعد عاصفة الانتقادات، الحادّة في معظمها، التي أطلقها نواب تيّار المستقبل وحلفاؤه من سلاح المقاومة... قال الحريري لرعد أيضاً إنه يرغب في إكمال تعاونه مع حزب الله في المرحلة المقبلة، وطلب نقل تحيته إلى أمينه العام، آملاً أن يجتمعا مجدّداً في وقت قريب لاستكمال مناقشاتهما.

واقع الأمر أن الحريري سلّم بالخيارين الأكثر إلحاحاً عند دمشق في سبيل إرساء تعاونها وإياه: تعاطيه مع سلاح حزب الله على أنه مقاومة، والعلاقات اللبنانية ـ السورية المميّزة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.