تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأسد:مَنْ يساهم في حصار غزة يتحمل دماءالفلسطينيين

مصدر الصورة
SNS

حَمّلَ الرئيس بشار الأسد "كل من يساهم في الحصار على قطاع غزة دماءَ الفلسطينيين"، مؤكدا "أن هذا الحصار يؤلم كل مواطن سوري أو تركي أو عربي أو مسلم".

وشكر الرئيس الأسد، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في ختام أعمال المجلس الاستراتيجي السوري التركي، الشعب التركي لأن قافلة شريان الحياة التي مرت من سورية منذ أيام وفيها بضع مئات من الشاحنات التي تحمل المؤن لإخوتنا في غزة.. أكثر من ثلثي هذه المواد أتت تقدمة من الشعب التركي".

وكشف الرئيس الأسد ولأول مرة عن دور مهم لعبته تركيا في الموضوع اللبناني وقال: "كان دوراً بعيداً عن الإعلام لأنه لم يكن يبحث عن إبراز الدور التركي وإنما كانوا يريدون أن تكون العلاقات بين الدول سليمة وطبيعية ملؤها المحبة والاحترام وخلال هذا العام قطعت المنطقة شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه من خلال تطور العلاقة السورية ـ السعودية ومن خلال تطور العلاقات السورية ـ اللبنانية وكانت زيارة الرئيس اللبناني سعد الحريري إلى سورية زيارة ناجحة ووضعت أسس مؤسساتية للعلاقات مع لبنان ".

وأكد الرئيس الأسد أنه يتطلع إلى زيارة لبنان ولكن في الوقت المناسب وقال "زرت لبنان في عام 2002 كرئيس للجمهورية ومن الطبيعي أن يكون في يوم من الأيام زيارة إلى لبنان من قبلي وهذا ليس شيئا مستغربا.. وفي الحقيقة لم توجه لي دعوة ولابد من القيام ببعض الخطوات في العلاقات بين البلدين وهذا لن يستغرق وقتاً طويلا والحكومة اللبنانية حكومة جديدة وربما لديها أولوية داخلية  قبل أن تبدأ بالتفكير بالعلاقات الخارجية ولكن تهمني زيارة لبنان وستكون في الوقت المناسب". 

وأكد الرئيس الأسد أن التقاء سورية وتركيا يختلف عن أي لقاء آخر فنحن لسنا متفرجين في الملعب ولسنا مشجعين لعملية السلام وسورية وتركيا أحد الأطراف الأساسية واللاعبين الأساسيين في عملية السلام.. ولا نلتقي اليوم لكي نطلب من أردوغان أو نشجعه على القيام بدوره كوسيط في عملية السلام فتركيا أعلنت عدة مرات وبشكل مستمر استعدادها للعب هذا الدور.. ولم يأت أردوغان أيضاً لكي يشجع سورية على التزامها بعملية السلام فهو يعرف أكثر من غيره حماسة سورية لتحقيق وإنجاز السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.. ولكن كنا نبحث اليوم في كيفية إخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه والذي نعتقد أن سببه الأساسي.. والكثيرون في العالم يشاركون في ذلك.. غياب الشريك الإسرائيلي الجدي الذي يسعى فعلاً إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس الأسد: نحن اليوم أمام شريك وهمي يطرح نفسه على أنه لاعب أو شريك في عملية السلام ولكن الحقيقة هي العكس تماماً ولو أردنا أن نؤكد على هذا الشيء فلا أدل على ذلك من المصطلحات الإسرائيلية المستخدمة للمناورة في عملية السلام.. والحقيقة أن هذه المصطلحات أصبحت كثيرة لدرجة أنه لا بد من أن نحمل في جيبنا دائماً قاموساً لتفسير وترجمة المصطلحات الإسرائيلية التي تستخدم في هذا الإطار.. فهم عندما يقولون نريد مفاوضات من دون شروط فهذا يعني بحسب القاموس أنهم يريدون مفاوضات من دون أسس لأن المفاوضات من دون شروط أو من دون أسس هي كالبناء من دون أساس من السهل جداً أن يتم هدمه وهم يريدون هدم عملية السلام.

وتابع الرئيس الأسد: عندما يقولون أن الوسيط التركي غير حيادي أو منحاز فهذا يعني بحسب المصطلحات العالمية أو تفسير ترجمتها عالمياً بأنه كان وسيطاً موضوعياً.. والموضوعية في عملية السلام لا بد أن تؤدي إلى النجاح والنجاح في عملية السلام في هذا الوقت غير مطلوب في إسرائيل كما كان في السابق.

وأضاف الرئيس الأسد: عندما يقولون إن السلام هو الذي يعيد الأرض وبالتالي علينا أن نبدأ المفاوضات ولاحقاً تأتي الأرض كنتيجة فهذا يعني مفاوضات بحسب الطريقة الفلسطينية.. مفاوضات ليس لها نهاية زمنية وليس لها نتائج فعلية.

وأوضح الرئيس الأسد أن عودة الأرض هي التي تحقق السلام وليس العكس.. أما عودة الأرض من الناحية المادية بعد توقيع اتفاق السلام فهي عملية إجرائية فقط.

وأكد الرئيس الأسد أن الوسيط التركي كان وسيطاً نزيهاً وعادلاً وموضوعياً وبالمختصر كان وسيطاً ناجحاً ونحن نؤكد على هذا الدور اليوم أكثر من أي وقت في الماضى لافتاً إلى أن هذا لا يعني رفض أي مساعدة وأنا أتحدث مع أخي رئيس الوزراء بأننا نريد وربما نحتاج لمساعدة أي دولة مهتمة في هذا العالم ولكن هذا لا يعني استبدال من نجح في هذه العملية أو محاولة تجاوزه تحت عناوين واهية وغير مقبولة.

وحول العلاقات السورية التركية أوضح الأسد أنها أصبحت غنية عن التعريف فالعمق الذي وصلت إليه والخطوات التي قطعتها جعلتها أنموذجاً للعلاقات الأخوية بين الشعوب وبين الدول والإنجازات التي حققتها ونتائجها أصبحت ملموسة في منطقتنا في مختلف المجالات وأصبحت واقعاً لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال من الأحوال.

وأضاف الرئيس الأسد "إن ماتحقق من نجاحات بالنسبة لهذه العلاقات خلال السنوات الماضية يرتكز على القاعدة الشعبية للشعبين ولكن هذا العامل غير كاف.. ولو اجتمعت كل العوامل الأخرى متكاملة هي أيضاً غير كافية إن لم يكن هناك العامل الأهم وهو الإرادة القوية والإرادة المشتركة التي امتلكناها.. الإرادة التي تهدف إلى صناعة المستقبل المشترك وإلى رسم وصياغة وتخطيط هذا المستقبل من قبلنا وبأيدينا.. وهذه الإرادة التي يجب أن تبنى على قاعدة صلبة من الدعم الشعبي وهذا ما فهمناه بشكل جيد في سورية وتركيا.. وهذا ماعملنا بناء عليه وما فهمنا أنا وأخي الرئيس أردوغان وعملنا من خلاله في السنوات الماضية.. أن الشخص الذي يحترم نفسه ووطنه يحصل على دعم شعبه والشخص الذي يقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقته بشكل خاص يحصل على احترام شعب تلك المنطقة ومن يستخدم أوراقه فوق الطاولة وليس تحت الطاولة في الضوء وليس في الظلام يحصل على احترام العالم.

وأضاف "إن ما تحقق من نجاحات بالنسبة لهذه العلاقات خلال السنوات الماضية يرتكز على القاعدة الشعبية للشعبين ولكن هذا العامل غير كاف.. ولو اجتمعت كل العوامل الأخرى متكاملة هي أيضاً غير كافية إن لم يكن هناك العامل الأهم وهو الإرادة القوية والإرادة المشتركة التي امتلكناها.. الإرادة التي تهدف إلى صناعة المستقبل المشترك وإلى رسم وصياغة وتخطيط هذا المستقبل من قبلنا وبأيدينا.. وهذه الإرادة التي يجب أن تبنى على قاعدة صلبة من الدعم الشعبي وهذا ما فهمناه بشكل جيد في سورية وتركيا.. وهذا ماعملنا بناء عليه في السنوات الماضية.

وأضاف الرئيس الأسد" أن ما رأيناه من توقيع لأكثر من 50 اتفاقية ومذكرة ووثيقة هو مؤشر كبير في هذا الاتجاه وهذه الاتفاقيات كانت في المجالات المختلفة في الطاقة والأمن والدبلوماسية والتربية والتعليم العالي والثقافة والاتصالات والإسكان والزراعة والرياضة والشباب والإدارة المحلية وغيرها من المجالات".

وأوضح الأسد إن "التحدي الذي يبدأ غداً هو كيف نحول الإنجازات والاتفاقات ومذكرات التفاهم السورية التركية إلى إنجاز فعلي على أرض الواقع وهذا يعني عبئاً كبيراً ومسؤولية كبيرة وطبعاً سيكون لرجال الأعمال دور كبير في هذا الشأن بالإضافة إلى مؤسسات الدولة".

وأضاف الرئيس السوري " أننا لم نحصر حديثنا اليوم في الجانب الثنائي وإنما أخذ الجانب السياسي حيزاً كبيراً من محادثاتي مع أخي رئيس الوزراء التركي وكما نعلم فالعالم اليوم مهتم بشكل كبير في عملية السلام أكثر من قبل.. يبدو لأنها تحتضر ومع كل أسف فهذه العملية بحاجة إلى اهتمام ليس فقط عندما تفشل وإنما ربما تكون بحاجة أكثر عندما تبدأ بالنجاح او بالإقلاع لذلك نرى دائماً تذبذبا في هذه العملية بين الصعود عالياً يليه هبوط سريع".

من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان" إن سورية بوابتنا المنفتحة إلى الشرق الأوسط وهي دارنا الثانية.. وتركيا أيضاً هي بمثابة البلد الثاني للسوريين وبوابة سورية التي تنفتح على أوروبا وهناك قرابة تاريخية وثقافية بين البلدين وقد قمنا بتعزيزها عن طريق التعاون الإستراتيجي عالي المستوى".

وأضاف أردوغان" أنا مع عشرة من الوزراء ومع الوزراء المعنيين السوريين وكأننا حكومة واحدة من بلدين قد وقعنا على الكثير من الاتفاقيات".

وأشار رئيس الوزراء التركي  إلى" قيام وزيري المواصلات أمس بفتح خط غازي عنتاب حلب للسكك الحديدية وأن العمل جار لإنجاز خط السكك الحديدية بين دمشق والحجاز مضيفاً.. أن هذه الخطوات الكبيرة من الناحية التجارية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية هي مهمة جداً بالنسبة لنا".

وقال أردوغان إن علاقاتنا الاقتصادية والتجارية وما أنجزناه سابقاً ستكون له انعكاسات على ذلك مع العلم أننا وصلنا في التبادل التجاري نهاية عام 2008 إلى ملياري دولار ولكن خلال سنتين أو ثلاث يجب علينا أن نرفع هذا الحجم إلى خمسة مليارات دولار.. فهناك الإرادة من الجانبين وليس هناك أي سبب يمنع إنجاز هذه المبادرات.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لغزة قال أردوغان: لقد أرسلنا قافلة مساعدات ومرت هذه القافلة من تركيا إلى سورية ثم الأردن ويجب أن تصل إلى غزة وأن عرقلة وصولها من ناحية حقوق الإنسان سيؤدي إلى المضايقات وفي هذا الموضوع أيضاً يجب أن يؤدي كل شخص عمله والمسؤولية الملقاة على عاتقه لتقديم كل المساعدة لهذه القافلة لأن هناك أناساً أشقاء لنا يحتاجون مثل هذه المساعدات ويجب مد يد العون لهم وأننا نريد من الجميع الشعور بالمسؤولية.

وفيما إذا كان لمس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن ترحيباً إسرائيلياً بدور تركي ما على مستوى المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قال أردوغان: في مثل هذه المواضيع لا نستطيع إعطاء المهام لأنفسنا.. وأشقاؤنا السوريون يقولون نعم للوساطة ولكن يجب أن يقول الطرف الإسرائيلي ذلك أيضاً وعندئذ سنكون مستعدين ولكن الطرف الإسرائيلي يقول إن أردوغان منحاز ولهذا السبب نحن لا نضغط عليهم ولهذا السبب المسيرة تستمر ولكن أنا لا أعلم إلى أين سنصل وإذا طلب من تركيا القيام بمهام فنحن مستعدون لذلك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.