تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جنبلاط معتذرا من الأسد.. ما صدر مني من كلام خارج عن الأدبيات السياسية كان في لحظة غضب وتوتر

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط عبر قناة الجزيرة اليوم السبت "صدر مني في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي وخارج عن الأدبيات السياسية حتى في حالة المخاصمة بحق السيد الرئيس بشار الأسد.. صدر مني بلحظة من التوتر الداخلي الهائل والانقسام.. وخرجت في لحظة تخلي كما يسميها عقلاء الدروز من العام إلى الخاص فهل يمكن لك ياسيادة الرئيس تجاوز هذه  اللحظة وفتح صفحة جديدة".

 

النص الكامل لمقابلة وليد جنبلاط

قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى قناة "الجزيرة" اليوم السبت في 16 آذار 1977 وبعد تغييب كمال جنبلاط ومن أجل التواصل العربي بين جبل لبنان وجبل العرب ذهبت بعد الأربعين وصافحت الرئيس حافط الأسد، وكانت لنا علاقة شخصية وطويلة استمرت حتى رحيله عام 2000".

 

وأضاف "سابقًا قلت أني أسامح ولن أنسى، اليوم أقول أسامح وأنسى، والثلاثاء في 16 آذار 2010 يذهب المقدم شريف فياض وتيمور ليضعوا زهرة على ضريح كمال جنبلاط ولختم الجرح نهائيًا ولن نعود إلى هذه الصفحة".

 

وتابع جنبلاط يقول "كانت لنا نقاشات ونضالات وملاحم بيننا وبين القيادة والجيش والشعب السوري من أجل الحفاظ على التواصل الموضوعي، واليوم لا أريد أن أولّد أحقاداً لأجيال ولمن يرثني في هذا البيت".

 

وقال جنبلاط "في هذه المناسبة وكون هذا الحديث قد يشكّل مجددا تواصلاً بين لبنان وسورية وبين شريحة العرب الدروز وبين سورية أقول التالي: صدر منّي في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي بحقّ الرئيس بشار الاسد في لحظة من التوتر والانقسام الهائل، وكان ذلك في لحظة تخلّي وقد خرجت فيها من العام إلى الخاص، ومن أجل عودة تحسين العلاقة بين الشعبين والدولتين وبين عرب الدروز في لبنان وسورية... أسأل هل يمكن للرئيس بشار الأسد تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة لست ادري"؟

 

وأوضح "وصفت تلك اللحظة في عام 2007 بأنّي قلت كلاماً غير مألوف وخارج عن الادبيات السياسية وأدب الخصام السياسي، وأقول للقيادة السورية من اجل المصلحة القومية ومن اجل العلاقة الموضوعية هل يمكن  تجاوز هذا الامر؟ أقول ذلك بشكل بسيط وقد وصفت 16 آذار 1977 و16 آذار 2005 وما أشبه الامس باليوم، وعندما أكلّف شريف فياض وتيمور أنا سأكون في بيروت وليس في المختارة، فأتمنى أن يرى تيمور شرقا جديداً بعد أن عبر كمال جنبلاط من مستنقع الشرق إلى شرق جديد.

 

وقال جنبلاط "أنا مستعد لعلاقة مع سورية وفق الأطر التي وضعناها سويًا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد بالتضحيات المشتركة والتي اختُتمت بالطائف الذي ينصّ على أن لا صلح مع إسرائيل، وعلى العلاقات المميزة مع سورية، أمّا الباقي في التفاصيل الداخلية اللبنانية فلن أدخل الآن ، وهذا هو الاطار الذي اريده للعلاقة مع دمشق".

 

وأضاف "لم تتغير أسس المواجهة، وهناك عدوان اسرائيلي وأميركي في المنطقة ولا بد من الاستمرار في المواجهة ضمن الامكانات في هذا البلد الصغير الذي اسمه لبنان، وفي السابق كان الواقع العربي افضل من الآن والمنطقة افضل من الآن".

 

وأكد جنبلاط "نحن مع خيار المواجهة والمقاومة، ولكن يحقّ لي التساؤل هل سنكون وحدنا في لبنان في المواجهة؟ قد يكون كلامي مفهومًا لبعض الناس ولكن لشريحة أخرى قد لا نستطيع ان نقنعها بل هي تريد ان تعلم عن المستقبل، والواقعية تملي الكثير من الأمور فهناك شريحة تريد ان تعلم، إذ ليس هناك تناقضًا بين الاستقلال والمقاومة، ولا بين العروبة وفلسطين والعلاقة المميزة مع سورية".

 

ورأى أن "التواصل الطبيعي بين لبنان وجبل العرب وسورية لطيّ صفحة وبناء صفحة جديدة، وبناء علاقات صحية بين الدول".

 

وأشار إلى أنه "من الذين قالوا ولا زلت أقول إنه في الظروف المناسبة للمقاومة من الأفضل في يوم ما أن يكون هناك الانخراط التدريجي ضمن الدولة والجيش، وهذه الظروف المناسبة هي ظروف عربية ودولية وإقليمية، وحتى تأتي اللحظة فلنعمل لتحصين الساحة".

 

وأضاف جنبلاط "أفتخر بأن والدي شهيد فلسطين وشهيد القرار الاستقلالي اللبناني، وكنت في كل لحظة مع المقاومة، في السابق آنذاك كانت الحركة الوطنية والحزب الشيوعي والقومي وحركة أمل واليوم "حزب الله"، وأقول الافضل على المدى الطويل الانخراط ضمن اطر الدولة للمقاومة".

 

وقال "وردت أخبار في جريدة الوطن السورية انني هاجمت وحرضت على الشعب السوري، وهذا كلام غير صحيح، فأنا توجهت الى الشعب اللبناني لعدم الدخول في اي موجة عداء تجاه الشعب السوري والمواطن والعامل السوري في لبنان وذلك بعد اسبوعين من اغتيال الرئيس الحريري قلت هذا الكلام، لقد حافظت على هدوئي في أقصى الدرجات من التوتر الا في تلك اللحظة لحظة التخلّي".

 

وأوضح أنه "لا بد من علاقات سياسية واقتصادية وطبيعية بين هذا الشعب في لبنان وسورية، وهي كانت موجودة وستبقى، مرت فترة تأزم اعتقد اننا تجاوزناها، ولا أستطيع ان احدد اذا كنت سأزور سورية، وعلينا سؤال القياد السورية اذا كانت ستتجاوز تلك اللحظة وإذا وجّهت دعوة سألبّي".

 

واعتبر جنبلاط أن كلامه كافياً، وقال "ذهبت بعد الأربعين الى دمشق، وفي 1981 قال لي حافظ الأسد ان كمال جنبلاط كان على حق، وربما كانت رسالة الى كمال جنبلاط، لقد تجاوزنا أزمات كبيرة من اجل المصلحة العربية وما اطلبه تجاوز معين ولكن بظروف مختلفة".

 

واتهم جنبلاط "أوباما بأنه وقع في خطأ لم يكن يريده، عندما قال للشعب العربي السلام عليكم في القاهرة، وهنا كان الفخ الذي انتظره اللوبي الصهيوني والمتعصبين البيض في واشنطن الذين لا يقبلون برجل اسود وفي مكان ما مسلم في قيادة اميركا".

 

وأكد جنبلاط أنه من الطبيعي "ان يكون مع خيار المقاومة السياسي والعسكري عند الضرورة.. في 2 آب 2009 أعلنت خروجي من 14 اذار وأعلنت وقوفي في صف وسطي محايد إذا صح التعبير، وذلك من اجل الخروج من التخندق الذي كاد أن يُودي بنا الى حرب أهلية، ولا زلت على موقفي الوسطي الذي يتأكد بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الرئيس سعد الحريري".

 

واعتبر أنه كان لا بد من صدمة للخروج من 14 و8 آذار لأن الشارع وصل الى حالة احتقان لا تطاق.. وقال "علينا العمل مع سورية والسعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية لما فيه خدمة العرب والواقع الاسلامي، فلبنان قد يكون ساحة ولا ننسى الكمّ من العملاء من كل الطوائف.

 

وأضاف جنبلاط "سنبقى في الدفاع عن قضية فلسطين وسنبقى لنمنع ان يكون لبنان ممراً لأي اعتداء على أمن سورية، ونطالب بتوسيع رقعة المواجهة لكي لا يبقى لبنان وحيدًا في المواجهة وآن الأوان لجبهة عربية واسعة في المواجهة".

 

ورأى "أن ملامح المرحلة المقبلة تبدو بعد اجتماع دمشق مرحلة مواجهة ولا احسد الإسرائيليين عليها، ونحن مقبلون على منظر جديد، ويبدو ان هناك مواجهات قد تكون سياسية وعسكرية، وقد آن الأوان للاعتماد على المال العربي والنفط العربي كما كان بقيادة الملك فيصل، وكان حينها عاملاً مهمّاً لاستخراج بعض الدول من مستنقع التخلّف، وهنا أهمية التنمية البشرية في العالم العربي".

 

وأكد جنبلاط أن "المواجهة ليست مغامرة، وقد حاول الملك عبد الله بن عبد العزيز وعن صدق وتقدم بالمبادرة العربية وفق مبدأ الأرض مقابل السلام، وراهنوا عن صدق وظنّوا أن اميركا قد تفعل شيئًا، لكن لا الغرب ولا أميركا فعلوا شيئاً".

 

وقال "طبعاً أؤيد خيار المواجهة، وهذا هو خيارنا في الأساس عندما كنا مع سورية نواجه التقسيم وهذا تاريخنا، وأنا لم اخرج من تاريخي، ولكن من حقّنا أيضاً أن نحلم في يوم ما بتلك الدولة القوية التي يمكنها ان تقرر في يوم ما".

 

ومضى جنبلاط يقول "شاركت في مرحلة معينة مع المواطن اللبناني في ساحة الشهداء في 2005 الذي حلُم بشيء، وقد حقّقنا الكثير، ولا بد اليوم من الالتفاف في الداخل على برنامج اقتصادي واجتماعي بعيدًا عن النتوءات الطائفية والمذهبية، وقد حلم كمال جنبلاط ايضا ولكنه من أقلية، وفي هذا الشرق الأقليات لا أحد يهتمّ لهم".

 

وأضاف "حددنا الخيارات الأساسية واتّفقنا في طاولة الحوار أنه لا مجال الا للحوار من أجل العبور الى الدولة، كما يقولون، وسنستخدم التعبير نفسه، لكن كيف ومتى لست أدري".

 

وأكد جنبلاط أن "حزب الله هو الفريق الاساسي في المواجهة، وقد مر على التشنج معه الزمن، وطوينا الصفحة عندما استقبلني السيد حسن نصرالله ونطويها على الارض ونختبر النيات من أجل مواجهة ما قد يأتي علينا".

 

وحول الأوضاع في غزة قال جنبلاط "لقد أدان مسؤول في الأمم المتحدة الحصار على غزة الحصار المعيب، ولكن ماذا نفعل في ظل غياب الموقف العربي الواحد وفي ظل الانقسام الفلسطيني"؟

 

وردا على سؤال قال جنبلاط "لا تدخلني في المحاور العربية وكفاني محاور واعلم انه مهما كان الموضوع ستبقى مصر عربية، ولست بخائف ستعود مصر".

 

وأضاف "كنت دائما على تواصل مع العماد حكمت الشهابي عندما كان في باريس، ولكن بعد ان عاد الى دمشق لا، ولا أنسى أيضًا أن عبد الحليم خدام والشهابي وغازي كنعان كانوا يشكلون لجنة لبنان، وربما في لحظة تخلّي دخل خدّام في شيء مغلوط وهذا شأنه، وانقطعت عن العلاقة معه".

 

وختم بالقول "أن اليوم بداية طريق جديدة. في 1977 كانت المحنة كبيرة وصمدنا وقطعنا، وكم كلّف هذا الموضوع اللبنانيين، واليوم عندما أُقفل موضوع 16 آذار 1977 أيضاً أُقفل معه موضوع الشهداء الابرياء الذين قضوا لحظة اغتيال جنبلاط بفعل الجهل، فلقد فتحنا صفحة مصالحة مع البطريرك نصر الله بطرس صفير يجب ان تستمر، وعسى ان تكون طاولة الحوار صفحة مصالحة على مستوى أوسع".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.