أفادت صحيفة «يني شفق» التركية بأنّ أنقرة أصرت على واشنطن لأن تُعلَن مدينة جرابلس مقراً لإدارة العملية العسكرية المرتقبة لقوات «التحالف» ضد تنظيم «داعش» في الرقة والموصل، قبل الاجتماع المقبل للأمم المتحدة، بين 19 و24 من الشهر الجاري، في نيويورك. ووفق الصحيفة، فإن ردّ الولايات المتحدة لم يتضح، فيما تستمر الخلافات بين البلدين على خلفية الرغبة الأميركية بإشراك «وحدات حماية الشعب» الكردية بشكل «فاعل» في معركة الرقة، وهي «منظمة تعتبرها أنقرة إرهابية، وترفض التعاون معها». وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة اقترحت القيام بعمليتي الرقة والموصل في وقت واحد، مضيفة أنها لا تنوي زيادة عديد قواتها في سوريا، وأن قطر والسعودية أعلنتا تكفلهما بالتسليح وتكاليف إمداد العملية.
وفي سياق آخر، استنكر وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس، تصريحات السفير الأمريكي لدى أنقرة، جون باس، بخصوص فصل 28 رئيس بلدية أغلبهم أكراد في تركيا. وقال صويلو، للصحفيين، خلال زيارته لولاية طرابزون شمال البلاد: "يقول أحد السفراء إنه من الخطأ تعيين الحكومة أو الدولة 28 رئيس بلدية بسبب الإرهاب، وهذا يستدعي أن نسألكم عن الأسباب التي دفعتكم لقتل المسؤول عن هجوم 11 أيلول في أفغانستان؟ وماذا كان هدفكم من قتله؟"، في إشارة إلى أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة؛ وأضاف: "اليوم ننتظر من الدولة الحليفة (الولايات المتحدة) أن تُحذر هذا الشخص (السفير) بشكل صريح وواضح".
وأردف صويلو: "السفير الأمريكي، تجاوز حدوده وتصرف بشكل مغرور، ويجب على الدول الكبرى تجنب تعيين أشخاص صغار كسفراء لها، وخاصة في دول قوية كتركيا"، داعياً السفير الأمريكي إلى التراجع عن تصريحاته، وطالب واشنطن باتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الإطار، لافتا إلى أن هذا الأمر يُعد مطلبًا أساسيًا بالنسبة للشعب التركي وحكومته. تأتي تصريحات صويلو غداة هجوم شنه وزير الخارجية التركي، على السفير الأمريكي، مطالبا اياه بأداء واجباته بـ"رزانة ومهنية.. وعدم التصرف كحاكم" في تركيا. وفي وقت سابق، وجه سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، جون باس، انتقادات لقرار فصل 28 رئيس بلدية تحت حجة دعمهم لرجل الأعمال فتح الله غولن، طبقاً لروسيا اليوم.
وطبقاً للحياة، قتل نائب من اعضاء الحزب الحاكم في تركيا أمس أمام منزله في جنوب شرقي البلاد حيث تتصاعد حركة تمرد يقودها «حزب العمال الكردستاني». وقالت مصادر أمنية إن أحمد بوداك - وهو سياسي في حزب «العدالة والتنمية» اغتيل في منطقة سمدينلي بإقليم هكاري بالقرب من الحدود مع ايران والعراق.
وتساءل امين قمورية في النهار اللبنانية: هل تكرّر تركيا في الموصل ما فعلته في جرابلس؟ ولفت إلى مقال الصحافي التركي أمين بازارجي في صحيفة "اقشام"، ذكر فيه بأنه حتى نهاية الثمانينيات كانت حصة من عائدات نفط الموصل تدخل في موازنة الجمهورية التركية، وكانت هذه الحصة من البترول وفقا لاتفاق لوزان. ويضيف "ان تركيا كانت بمثابة كفيل في الموصل، ففي 5 حزيران 1926 جرى توقيع "معاهدة أنقرة" بين تركيا وبين بريطانيا، التي كانت الدولة المنتدبة على العراق، وتنص هذه المعاهدة على ان: تترك ولاية الموصل للعراق؛ تعطى للدولة التركية حق حماية أبناء جنسها (التركمان) في الموصل، اي انها لها حق الكفالة؛ وبناء على هذا الاتفاق يرى ان لتركيا الآن الحق في التدخل في الموصل: لأن تنظيم داعش المستوطن في الموصل ممكن أن يتسلل إلى تركيا وينفذ أعمالا إرهابية؛ ولأن حزب العمال الكردستاني الموجود في محيط الموصل يمكن ان يتسلل الى الحدود التركية القريبة لتنفيذ بهجمات إرهابية؛ ولأن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي تركيا الحق بالتدخل في الموصل مثلما تدخلت تركيا بسوريا بعملية درع الفرات". وعقّب قمورية أن العمليات العسكرية المقبلة في الموصل وفي الرقة ستساهم في تحديد مستقبل سوريا والعراق. ورجّح ان المنطقة ستشهد في غضون الايام المقبلة المزيد من التطورات الاستراتيجية في المنطقة خصوصا أن واشنطن تبحث عن مخرج من المشكلة العراقية لاسيما قضية الموصل قبل بدء الانتخابات الاميركية وسعي الديمقراطيين إلى الاحتفاظ بالمكتب البيضوي. وعليه فإن المفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة في هذا الشأن ستكون بالغة الأهمية، مع الاخذ في الاعتبار ان التحديات لن تكون سهلة ابدا ايضا.
ولفت مكرم محمد أحمد في الأهرام إلى أنّ ثمة انباء شبه مؤكدة بإمكانية ان تقود تركيا تحالفا يضم قوات سعودية وقطرية تشارك مع القوة التركية في تحرير الرقة، الامر الذي يشكل قلقا بالغ للروس الذين ينظرون بارتياب إلي توسيع الدور التركي في سوريا واثره المحتمل علي وحدة الدولة والتراب السوري... ولم يصدر عن السعودية ما يفيد بإمكانية ان تشترك قواتها البرية في عملية تحرير الرقة أو الموصل، وان كانت ثمة انباء عن اشتراك المقاتلات السعودية في عملية القصف الجوي لمواقع داعش في الباب ومنبج وحول الرقة.
