تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: المصريون إلى الشارع: أرضنا «مش للبيع»..؟!

مصدر الصورة
sns

لم يكن خروج آلاف المصريين رفضاً لقرار الرئيس، عبد الفتاح السيسي، والحكومة، التنازل عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، يوم أمس، وبعد دعوة مسبقة وعلنية، سوى تعبير واضح عن الرفض الشعبي لأحد القرارات التي أصدرها «الجنرال»، الحاصل على نحو 97% من أصوات الناخبين للرئاسة، برغم أن هذا القرار ليس الوحيد، بل جاء بعد تراكمات بين رفض شعبي متزايد ونقص في شعبية الرجل. صحيح أن وزارة الداخلية نجحت في قمع التظاهرات بالغاز وإلقاء القبض على متظاهرين أحالت بعضهم على النيابة للتحقيق بتهمة التظاهر دون ترخيص، لكن الرسالة وصلت: لقد كسرنا الخوف، مرة أخرى.

وذكرت صحيفة الأخبار انّ تظاهرات «جمعة الأرض»، لم تحظ بأي تغطية إعلامية محلية، فقد اختصر أرباب الإعلام المشهد بأنها شيء من تنظيم «جماعة الإخوان الإرهابية». لكن المعتصمين حملوا لافتات مناهضة للسيسي و«الإخوان» معاً، في حين أن غياب التغطية الإعلامية حرم المواطن مشاهدتها عبر الفضائيات. والجديد في تظاهرات أمس، إعادة رفع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، خصوصاً في التظاهرة الحاشدة التي نظمت على سلالم «نقابة الصحافيين»، واستمرت حتى المساء، وسط حصار أمني كبير انتهى بفضها. وطبقاً للأخبار، أنه وبينما يبدو جلياً أن كرة الثلج بدأت تتدحرج ضد نظام السيسي، لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تصل في المدة المقبلة؛ التظاهرات التي عمت القاهرة وخلقت استنفاراً أمنياً لم يحدث منذ أكثر من عام، أمر سيكون له اعتبارات قوية في خلال مناقشة البرلمان بنود الاتفاقية قبل الموافقة عليها نهائياً، كذلك يُنتظر أن تخرج تظاهرات مماثلة في 25 نيسان الجاري (ذكرى تحرير سيناء)، ويتوقع أن يكون الحشد فيها أكبر، وذلك بعد نجاح تظاهرات أمس في ظل التعامل الأمني العنيف.

وأبرزت السفير: «جمعة الأرض» تجدد الحراك الاحتجاجي في مصر. وطبقاً للصحيفة، استعادت مصر، يوم أمس، بعضاً من روح ثورتها، حين خرج المئات في مسيرات غاضبة في القاهرة والاسكندرية، تحت شعار «جمعة الأرض»، احتجاجاً على تنازل الرئيس السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بموجب اتفاقية مثيرة للجدل حول ترسيم الحدود البحرية. وبالرغم من أن مسيرات الأمس لم تكن بالحجم الكبير، قياساً إلى ما شهدته مصر من تحركات شعبية خلال السنوات الخمس الماضية، سواء لجهة المشاركة الشعبية او النطاق الجغرافي للاحتجاج، إلا أنها قد تمثل أوّل التحدّيات التي تواجه النظام المصري. ومكمن تلك التحدّيات أن مسيرات «جمعة الأرض» شكلت أوّل خرق فعلي لقانون التظاهر، الذي استخدمه الرئيس المصري سلاحاً ضد المعارضين، والذي بسببه زج المئات من الناشطين الديموقراطيين في السجون، وكذلك أوّل اختبار لـ«فزّاعة» الإرهاب، التي طالما رفعها النظام الحالي للتحذير من تبعات اللجوء إلى الشارع. وفي جانب ثانٍ، فإن «جمعة الأرض» جاءت خارج الاصطفاف التقليدي بين التيار المؤيد للنظام المصري من جهة، وبين التيار الإسلامي المتمثل بجماعة «الإخوان المسلمين» من جهة ثانية. وفي جانب ثالث، فإنّ حركة الاحتجاج الجديدة تأتي في سياق يتجاوز القضايا الداخلية، ويلامس العلاقات الخارجية لمصر، وتحديداً ملف العلاقات المصرية ـ السعودية، وبالتالي فإنّ تعاظم حالة الرفض الشعبي للاتفاقية الحدودية، وفي ظل دعوات إلى التظاهر مجدداً يوم الخامس والعشرين من نيسان ضد «بيع» تيران وصنافير، سيشكل إحراجاً كبيراً للسيسي أمام حليفه السعودي. ومع ذلك، فإن من المبكر الجزم بتعاظم حالة الاحتجاج الشعبية تلك، خصوصاً أن النظام المصري ما زال يمتلك الكثير من الأوراق.

ولفتت افتتاحية القدس العربي، إلى أنه وبدلاً من أن تقوم الوثائق التي نشرتها الحكومة المصرية لإثبات ملكية السعوديين للجزيرتين بتأكيد هذه الملكيّة فإنها أثارت التساؤل عن سبب دفاع مصر، لا السعودية، عن هذه الملكيّة، وعدم إظهار المملكة لوثائقها في المقابل، بحيث بدت القاهرة أكثر تحمّساً في تسليم أراض تحت سيادتها، من حماس الرياض على تسلّمها! أظهرت الحادثة أيضاً، كما يحصل في أغلب الأحيان، استصغار النظام للرأي العام المصريّ، وعدم اكتراثه بحساسيّة القضايا التي تهمّ الشعب. وأضافت القدس: في تبرير ضمنيّ لقضية الجزيرتين عزا السيسي، في لقاء معه، الأمر لعدم الطمع، مستشهدا بأمه التي كانت تعلمه، كما قال، «ما خدش حق غيري»، و»اللي اعطى الناس يعطيك»... شرعيّة السيسي تتآكل لأن من يدافع عن نفسه بالطريقة الآنفة لن يجد، في النهاية، من يستطيع الدفاع عنه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.