تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان: بعد اليمن والقنيطرة وعبدالله.. فلننتظر

             أفادت النهار أن ما جرى أمس من مواجهات اتسمت بشراسة وعنف بالغين بين الجيش اللبناني والتنظيمات الارهابية في جرود رأس بعلبك، شكل اختراقا قلقا للانشغالات الرسمية والسياسية بالحدث السعودي خصوصا أن التنظيمات المسلحة بدأت هجومها المفاجئ على موقع تلة الحمرا ساعية الى السيطرة عليه واحتلاله.

وكلفت مواجهة هذه المحاولة الزج بأعداد اضافية من الوحدات العسكرية التي نجحت مساء في استرداد التلة كما في تكبيد المهاجمين أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى فيما سقط للجيش عدد من الشهداء والجرحى وظل مصير عدد من العسكريين الذين فقد الاتصال بهم مجهولا الى حين تراجع الاشتباكات ليلا. ونعت قيادة الجيش ليلاً ضابطا واربعة جنود استشهدوا في معركة جرود رأس بعلبك. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" ليلا انه سمع دوي انفجار عنيف في بلدة عرسال استهدف المحكمة الشرعية والمكتب الامني لـ"داعش".

وتحت عنوان: بعد اليمن والقنيطرة وعبدالله.. فلننتظر، رأى جان عزيز في الأخبار أنّ النتيجة الأولى للتغيير الحاصل في السعودية، قد تكون تأجيل البحث أو البت في الاستحقاقات اللبنانية، بعض الوقت. ذلك أن كل النظرية المؤسسة للحوارات اللبنانية الأخيرة، كانت منبثقة من قراءة سعودية، أو على الأقل من تصور معيّن لموقف محتمل لحكام الرياض. كانت النظرية – الفرضية تقول بأن تقدماً ما قد سجل على الخط الأميركي – الإيراني.

وأوضح أنّ ثلاثة أحداث مفاجئة، في خلال أيام معدودة، بدت وكأنها طرأت كمتغيرات سلبية تقود إلى تجميد المسار اللبناني: أولاً انهيار الوضع العسكري في اليمن، بما سمح للمعسكر الصديق لإيران، باستكمال سيطرته على هذا البلد الاستثنائي الموقع جيوستراتيجياً. بحيث باتت اليد الإيرانية، ممتدة بين عسير السعودية – اليمنية، وبين باب المندب. ثانياً، الغارة الاسرائيلية على الموكب الإيراني – الحزبللاهي في القنيطرة. مع ما أدت إليه من نتائج ميدانية وعسكرية وسياسية. قد تكون خلاصتها الأولى والأكثر بداهة، تمدّد «الوجود» الإيراني حتى ملامسة أكثر من حدود فلسطينية وقلب. وفيما المنطقة لم تهضم قضمة صنعاء ولا عض الأصابع المستمر في سوريا، جاء الحدث الثالث، غياب عبدالله. حدث كان متوقعاً منذ مدة. حتى قيل أنه كان قد حصل قبل أيام. وأن تأجيلاً لإعلانه قد تم، من أجل تحضير الخطوات اللاحقة. والخطوات اللاحقة في هذا المجال، لم تكتف بمعادلة «مات الملك عاش الملك». ذلك أن أسئلة أكثر عمقاً مطروحة، أولها أي «ملك ظل» سيعيش في ظل الملك الرسمي مقرن؟ هل هو متعب نجل عبدالله، أم شخص آخر؟ وآخرها، أي نظام سيعيش، في ظل انتقال السلطة هناك من جيل إلى جيل؟ لم يتأخر الجواب الأول: محمد بن نايف يعود. لكن الجواب الثاني قد يتأخر بعض الشيء، هل يستمر النظام كما كان وكما هو؟

وختم الكاتب أنه في هذا المشهد، قد تتجمد فعلياً مسارات الحوارات اللبنانية. حتى انقشاع الصورة من صنعاء، إلى القنيطرة، ومن الرياض إلى بيروت. وسيكون المتحاورون مضطرين لشوط إضافي من لعبة تقطيع الوقت الضائع حتى يحين وقت الجد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.