تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: نتنياهو «مرشداً روحياً» للكونغرس في غياب رئيسه:

مصدر الصورة
SNS

         متجاهلاً كل التحذيرات، ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطابه أمام الكونغرس، متحدياً إدارة الرئيس أوباما، رغم تكراره تقديم الثناء لها. وبدا نتنياهو في الخطاب، الذي حضرته غالبية كبيرة من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، أقرب ما يكون إلى زعيم يحاضر في أعضاء حزبه، الذين كانوا يصفقون ويهللون تقريبا لكل ما يقول.

وكان واضحاً أن نتنياهو تعامل مع أعضاء الكونغرس الحاضرين وكأنه «مرشد روحي»، يرسم للولايات المتحدة سياستها، ويقرر عنها ما ينبغي فعله، وهو ما يستدعي انتظار الرد، الذي لاحت بوادره في تصريحات لمسؤولين أميركيين انتقدوا ما وصفوه بـ«الاهانة»، فيما قال الرئيس أوباما انه «لم يشاهد» كلمة نتنياهو، بل «قرأ النص»، الذي «لم يجد فيه أي جديد».

وبالرغم من أن الكراسي في قاعة «الكابيتول» امتلأت، بعدما ملأ مساعدو أعضاء الكونغرس الحاضرون مقاعد أعضاء الكونغرس الغائبين، إلا أن الغياب كان سيّداً.

وأوضحت السفير أنّ رئيس الكونغرس، وهو نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، غاب عن الخطاب وحوالي 60 من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ومن بينهم يهود، كما أن قضاة المحكمة العليا الـ 11، ومن بينهم ثلاثة يهود، الذين تلقوا الدعوة رفضوا الحضور، وجميعهم يرون أن أمراً غير دستوري وقف خلف الخطاب.  وسارع مسؤول في البيت الأبيض إلى التعقيب على خطاب نتنياهو، معلناً، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان»، أن نتنياهو «لم يعرض أي فكرة جديدة، ولا أي خطة بديلة واضحة، وإنما مجرّد كلمات من دون أفعال».

كذلك، حملت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي بشدة على نتنياهو، واعتبرت خطابه «إهانة» للولايات المتحدة، قائلة إنّ تقديرها للعلاقات الأميركية - الإسرائيلية دفعها إلى أن تكون «قريبة من البكاء أثناء الخطاب». وأضافت «لقد غضبت من إهانة الاستخبارات الأميركية، ومن التعالي بشأن معرفتنا بالخطر الذي تمثله إيران، والتزامنا بمنع انتشار السلاح النووي».

واستبقت الإدارة الأميركية الخطاب بأن حذرت نتنياهو من الكشف عن تفاصيل حول المفاوضات السرية، بل وألحقت تحذيرها بوقف التعاون الاستخباري بشأن إيران، بحسب ما نشرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي. لكنّ ذلك لم يمنع رئيس الحكومة الإسرائيلي من الكشف عن بعض التفاصيل التي يعتقد مراقبون أنها ستزيد غضب إدارة أوباما على نتنياهو وحكومته.

وطبقاً للسفير، شدد نتنياهو على معارضته القوية للاتفاق الذي يتبلور بين إيران والقوى العظمى. وأضاف إلى مطالبه السابقة مطالب جديدة، من بينها اشتراط إبرام الاتفاق «بوقف عدوانية إيران في الشرق الأوسط، ووقف دعم الإرهاب في أرجاء العالم، والكف عن التهديد بإبادة إسرائيل، الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة».  وكشف نتنياهو النقاب عن أن الاتفاق النووي مع إيران لا يطلب «تفكيك ولو منشأة نووية واحدة»، كما أنه لا يشير البتة إلى مشروع إيران الصاروخي. وشكل كلامه هذا تحدياً واضحاً للبيت الأبيض، الذي حذر من أن الكشف عن معلومات حول الاتفاق يعتبر «خيانة للثقة».

وحاول نتنياهو تبرير ذلك بالقول إنه «برغم عدم التوقيع على الاتفاق، فإنّ ثمة عناصر منشورة، ولا حاجة لأجهزة استخبارات، ولا معلومات سرية لمعرفتها. يمكن فقط البحث في (غوغل) عن تفاصيل الاتفاق. ومن دون تغيير جوهري، نحن نعرف بالتأكيد أن كل اتفاق مع إيران ينطوي على تنازلين جوهريين: الأول بقاء بنية تحتية نووية جوهرية تترك لإيران مدى اختراق زمني قصير للقنبلة، والثاني انه لن يتم تدمير أي موقع نووي في إيران، وبوسع إيران الاحتفاظ بآلاف أجهزة الطرد المركزي وآلاف أخرى تفصل عنها الكهرباء، لكن لا يتم تدميرها. معظم البنى النووية ستبقى مكانها، ولذلك فإن زمن الاختراق الإيراني سيكون قصيراً جداً». وتابع «إذا واصلت إيران إنتاج أجهزة طرد أكثر تقدماً، فإن مدى الاختراق يمكن أن يقصر جداً».

واستخف نتنياهو بالمراقبين الدوليين والقيود التي يفرضها الاتفاق على المشروع النووي، قائلاً «هذه هي المشكلة: المراقبون يوثقون الانتهاكات، لكنهم لا يمنعونها. على غرار كوريا الشمالية، انتهكت ايران مراراً اتفاقيات دولية في حالات عدّة، في الاعوام 2005، 2006، و2010. وكما هي الحال مع كوريا الشمالية، تضع إيران أقفالاً، وقد أطفأت الكاميرات وخدعت المراقبين الدوليين». وتابع «إيران، لا تنتهك هذه التعليمات فحسب، وإنما تعرف كيف تتلاعب وتخدع المراقبين».

وشرح نتنياهو معارضته للنظام الإيراني الذي «يفعل بالضبط ما أراد مؤسسوه: لقد دخل إلى غزة، لبنان، ولديه ممثلون في سوريا. هم يطوّقون إسرائيل ويحاولون خنقها بطوق إرهابي. ولإيران أنصار في العراق واليمن أيضاً، وهم يهددون المضائق الحيوية لمرور البضائع. إيران تريد خنق مرور النفط العالمي. قبل أسبوع أجرت مناورة عسكرية، قصفت خلالها نموذجاً لحاملة طائرات أميركية أثناء إجراء المباحثات النووية. وإيران تنفذ عمليات أيضا في الولايات المتحدة، وهي مسؤولة عن مقتل آلاف الجنود الأميركيين في بيروت والعراق وأفغانستان». وتابع «إيران تسيطر حالياً على أربع عواصم: بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. وإذا لم يتم وقفها، فإن عواصم عربية أخرى ستقع في أيديها».

وأمعن نتنياهو في التحريض قائلاً: «هناك من يأملون أن تقبل إيران في الأسرة الدولية، لكن إيران تسيطر، وعلينا الوقوف سويا لوقف حملة الاستعباد والإرهاب الإيرانية». وأضاف «لمن يؤمن بان إيران تهدد الدولة اليهودية ولكن ليس الشعب اليهودي، استمعوا إلى قائد حزب الله حسن نصر الله، قائد الإرهاب الإيراني بالوكالة. لقد قال: إذا تجمع كل اليهود في إسرائيل فإنهم سيوفرون علينا مشقة ملاحقتهم حول العالم».

وكان نتنياهو بدأ خطابه، الذي استمر 45 دقيقة، وقوطع بالتصفيق 25 مرة، بالثناء «على جميع من حضروا». وأشار نتنياهو إلى التعاون الوثيق بين أميركا وإسرائيل، شاكرا باسم إسرائيل «الشعب الأميركي والرؤساء الأميركيين. وأنا أقدر كل ما فعل أوباما من أجل إسرائيل. قسم مما فعله أوباما لإسرائيل معروف كالتعاون الأمني، الاستخباري وقسم غير معروف.». وعمد نتنياهو إلى عرض نفسه كرسول لـ «الشعب اليهودي»، وقال أنه جاء الى واشنطن «لأن الموضوع (الاتفاق النووي) قد يعرض وجود إسرائيل ومستقبلها للخطر».

وشدد نتنياهو على أن «التاريخ اليهودي صمد أربعة آلاف عام في مواجهة محاولات الإبادة»، مشيرا إلى أن اليوم هو «عيد المساخر» والذي يسخر فيه اليهود من هامان «المستشار الفارسي القوي الذي تآمر لإبادة الشعب اليهودي، لكن امرأة يهودية شجاعة ـ استير ـ كشفت مؤامرته، وهكذا دافع الشعب اليهودي عن نفسه ونجا».

وأعلن أوباما، أمس، انه لم يشاهد الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس. وقال أوباما إن «رئيس الوزراء لم يقدم أي بدائل مجدية»، فيما وصفت طهران الخطاب بأنه «ممل ومكرر». وحث أوباما الكونغرس على الانتظار حتى إكمال اتفاق نووي مع طهران ليمكنه تقييم الاتفاق، مشددا على أنه لن يوافق سوى على اتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وتحت عنوان: كونغرس مثير للخجل، اعتبر سامي كليب في الأخبار أنّ ثمة ما يُضحك وما يثير الشفقة والخجل في تصفيق الكونغرس الأميركي، يوم أمس، لنتنياهو، لكن ثمة أيضاً ما يوضح للعرب والعالم أن هذه هي حقيقة الكونغرس الأميركي: مجرد مطيّة للسياسة الإسرائيلية. لكن ما جرى في الكونغرس أمس يؤكد أيضاً مسألتين جوهريتين: أولاهما أن إسرائيل هلعة فعلاً من إيران، ومن احتمال الاتفاق الأميركي معها، وممّا قد يغير في الاستراتيجيات في المنطقة، وثانيتهما أن أوباما أكثر جرأة مما اعتقدنا حيال إسرائيل، وربما أكثر حاجة مما اعتقدنا إلى توقيع الاتفاق مع طهران. لقد بدأت معركة الكونغرس الفعلية ضده لعرقلة ما قد يتفق عليه. لو كنت أميركياً لكنت شعرت ببعض الخجل فعلاً. الشعب الأميركي يستحق أفضل من هذا.

واعتبرت كلمة الرياض أنه وبصرف النظر عما يحمله الخطاب من تداعيات على اضعاف أيّ من الجانبين أوباما أو نتنياهو، فالثابت أن إسرائيل الحليف الأقوى مما لا يغير بالاستراتيجيات أو التعاون المفتوح وهذا يوضح بلا جدل أن الأهداف الإسرائيلية توازي، أو تتفوق على أهداف أمريكا الداخلية، وسرّ تفوقها على رسم أي سياسات تريد تمريرها عبر قواها التي قد تقطع حتى على رئيس الدولة علاقاته الخارجية إذا كانت تمس أمن أو رغبات إسرائيل هي الأولى والأخيرة..

وتساءلت افتتاحية القدس العربي: كيف سيردّ أوباما على تحدّي نتنياهو؟ معتبرة أنّ نتنياهو أقرب للصواب في قوله إن الاتفاق النووي لن يمنع إيران من حيازة سلاح نووي، ولكنه كاذب فيما يتعلق بتهديد ذلك «بقاء إسرائيل»، فمعلوم لدى كل الدول التي تمتلك سلاحاً نووياً أنها لا تستطيع استخدامه لأن أول استخدام له سيكون آخر استخدام أيضاً، فحتى لو كان البلد المقصوف لا يملك سلاحاً نووياً للردّ، فإن الدولة المهاجمة ستكون قد اجتازت خطّاً أحمر دولياً ما يجعل منها دولة خطرة على الوجود العالمي ويعرّضها، بالتالي، لرد نووي بالضرورة. واعتبرت أنّ المشهد يرسل رسالتين متعاكستين، الأولى تؤكّد مجدداً على التناقض المستمرّ لإسرائيل مع العالم، بما يجعلها تتنافر حتى مع حاميها الأكبر، أمريكا، وهو ما يؤكد للفلسطينيين وللعالم أن استمرار هذا الكيان الغريب موضع تساؤل… والرسالة الثانية هي أن العرب قد تمكّنوا بعد أكثر من خمسين عاماً من الدخول في «العالم الحديث» إثبات عطالتهم التاريخية، وجعل أنفسهم نهباً لقوّتين إقليميتين عظميين: إيران وإسرائيل.  حصول إيران على سلاحها النووي من عدمه لن يغيّر من حقيقة أن العرب، وربما لوقت طويل، هم خارج المعادلة.

واتضح لافتتاحية الخليج أنّ أزمة النووي الإيراني بين واشنطن وتل أبيب مجرد زوبعة في فنجان، وأن الأصل علاقات استراتيجية ثابتة، ودعم أمريكي مطلق للكيان الصهيوني لن يتغير ولن يتبدل، وأن إمكانية تحقيق تبدل أو تغيير في الموقف الأمريكي لمصلحة قضايانا هو "صفر مكعب".. وغير ذلك مجرد رغبات وتمنيات غير قابلة للصرف في السياسة الأمريكية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.