تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا والخليج... هل يطيح أردوغان داوود أوغلو عبر غول؟

             أفادت الحياة في تقرير لها أنّ زيارة أردوغان الرياض للقاء العاهل السعودي سلمان سبقتها إشارات الرغبة التركية في إعادة الدفء إلى العلاقة بين البلدين، من انضمام مفاجئ إلى اجتماعات التحالف ضد «داعش» في السعودية من ناحية، وإعادة اكتشاف أهمية اليمن من ناحية أخرى بإغلاق السفارة في صنعاء بعد استيلاء الحوثيين عليها، في تنسيق سريع مع الموقف السعودي هناك. لكن إشارات «الغزل التركي» لم تشمل أي شيء يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها المملكة منظمة إرهابية، وهو ما يعني بقاء النية التركية للتدخل في شؤون الدول العربية... وهو ما لا يستقيم مع روح المصالحة عموماً.

وخلص التقرير إلى أنّ أنقرة منفتحة على تعاون مع دول الخليج من أجل إحداث توازن في المنطقة، لكنها لن تغامر أبداً في استعداء ايران أو حتى الظهور وكأنها تقف في حلف «سنّي» ضد مخطط «الهلال الشيعي» في المنطقة. إذ لا يجب الخلط أبداً بين سياسة «دعم السنّة وقيادتهم والدفاع عنهم في المنطقة» التي رفع رايتها أردوغان في السنوات الأربع الماضية، والتي كان الهدف منها هو دعم تنظيم الإخوان المسلمين وتبرير التدخل التركي في سورية والعراق، وبين «العقيدة» التركية للسياسة الخارجية التي ترفض الدخول في هكذا أحلاف، مهما بلغ تأثير أردوغان في السياسة وتحكمه في مفاصل الدولة، لرفض الشارع التركي ذلك وكذلك رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو - على قلة قدرته على كبح جماح الرئيس أردوغان حاليًا لكنه يعزز موقعه في السياسة يوماً بعد يوم -، كما تابعنا جيداً الكثير من الوعود النارية التي أطلقها أردوغان في السنوات الثلاث الماضية في هذا الإطار والتي لم نر لها أي أثر عملي في الأرض حتى الآن.

وعليه فإن طبيعة العلاقات بين أنقرة وطهران تجعل الدعم التركي لأي علاقة مع الدول العربية أو الخليجية محدوداً، ولا يجب المبالغة في رسم توقُّعات كبيرة منه تتجاوز حدود الواقع على الأرض.

واعتبرت الصحيفة أنّ النقطة الثانية التي يجب التوقف عندها في موضوع التعاون الخليجي - التركي هي علاقة تركيا بتنظيم الإخوان المسلمين، والتي أدت الى انهيار العلاقة القوية التي كانت بين معظم دول الخليج والسعودية تحديداً مع تركيا خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ إن بقاء هذا الدعم سينسف الحجة العربية المطالبة بعدم تدخل الجيران في شؤون الدول العربية وبخاصة إيران... ناهيك عن أن هناك من يعتقد بأن رغبة تركيا في التقارب مع السعودية قد تكون مناورة لكسب ود السعودية والاستقواء بذلك على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والضغط عليه في ملف تنظيم الإخوان المسلمين.

وختمت الصحيفة أنه إذا كان الحديث عن تقارب خليجي - تركي من أجل حسم الملف السوري عسكرياً، وترك بقية ملفات الخلاف على الرف الى حين، فإن هذه قد تكون مجازفة، لأن إسقاط نظام الرئيس الأسد عسكرياً من دون الاتفاق مع تركيا على حدود دورها في مستقبل سورية، قد يفتح شهية أردوغان على المزيد من التدخل في الشأنين السوري والعربي.

من جانب آخر، أفادت صحيفة الأخبار أنه في وقتٍ يكثر فيه الحديث عن خلافات داخل حزب «العدالة والتنمية»، أعلن أردوغان بصورةٍ مفاجئة إمكانية عودة عبدالله غول إلى العمل السياسي، ما قد يمثل بداية الطريق نحو إزاحة أحمد داوود أوغلو من زعامة الحزب الحاكم. وأوضحت الأخبار: «يبدو أن حزب العدالة والتنمية غير راضٍ عن (رئيس الوزراء) أحمد داوود أوغلو. هو يسعى إلى بدائل». لم يكتشف زعيم حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، هذه الخلاصة التي قالها أول من أمس وحده، غير أنه تلقّف مناخاً داخلياً آخذاً في التكوّن على مسافة ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية، التي من المقرّر أن تغير وجه تركيا. ففي خطوةٍ مفاجئة، أعلن الرئيس أردوغان، ترحيبه بإمكانية عودة رئيس الجمهورية السابق، عبدالله غول، إلى صفوف حزب «العدالة والتنمية»، معبراً عن «سعادته» إذا تحقق ذلك. تصريح أردوغان يوم الجمعة الماضي، عُدّ إشارةً إلى رئيس الحكومة ورئيس الحزب الحاكم أحمد داوود أوغلو، بإمكانية استبداله بغول لرئاسة الحزب.

ليست الخلافات بين أردوغان وداوود أوغلو طارئة على المشهد السياسي في تركيا. فلقد أظهرت عوامل عدة تصدعات في العلاقة بينهما في الأشهر الماضية، خرجت إلى الضوء يوم ترؤس أردوغان لاجتماع مجلس الوزراء، في 19 كانون الثاني الماضي، في تعدٍّ على صلاحيات داوود أوغلو، وفي خطوة غير مبررة دستورياً. ومن المقرّر أن يعيد أردوغان الكرّة اليوم، حيث سيترأس اجتماعاً وزارياً للمرة الثانية في تمهيدٍ للتغيير الذي ينشده بتحوّل نظام الحكم إلى رئاسي، بحيث تختفي صلاحيات رئاسة الحكومة لمصلحة رئاسة الجمهورية. غير أن أبرز الخلافات بين الزعيمين، كان بشأن استقالة رئيس الاستخبارات الوطنية، حقان فيدان، للترشح على الانتخابات البرلمانية، التي وافق عليها داوود أوغلو برغم رفض أردوغان. منذ ذلك الحين كثرت التساؤلات عن «رضى» أردوغان عن رئيس الحكومة.

وتساءلت صحيفة حرييت، إذا كان أردوغان يأمل «استخدام» غول للضغط على داوود أوغلو، وخصوصاً أن الأخير لم يعبّر بعد عن موقفه من توجه أردوغان نحو «نظام رئاسي قوي». وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان أردوغان سيضع ضغوطاً إضافية على داوود أوغلو، إذ إنه في حال عودة غول إلى السياسة، «فسيكون هناك بديل قوي منه لتسلّم رئاسة الحزب الحاكم».

وأوجزت الأخبار تقريرها بأنّ ما يهمّ أردوغان اليوم في هذا المجال، هو تمتين قبضته على الحزب الحاكم، تمهيداً لتأمين التأييد المطلق للانتقال إلى النظام الرئاسي، وخصوصاً في ظلّ تزايد الحديث أخيراً عن خلافات جدّية بين مسؤولين داخل الحزب، إما على خلفية استقالة فيدان، أو على خلفية المواجهة بين أردوغان والمصرف المركزي التي تنعكس سلباً على الاقتصاد في البلاد.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.