تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أحلام آل سعود تتبدد.. من يطبخ الحل اليمني ولماذا توقفت «العاصفة»؟

مصدر الصورة
SNS

             لم تأتِ «عاصفة الحزم» بأيّ متغيرات في المشهد السياسي اليمني، حتى أنّ الضغوط السابقة لحلّ الأزمة وبدء حوار تحت مظلّة خليجية، لم تعد محلّ ترحيب من قبل العواصم النافذة، وسط دعوات، كانت أبرزها أميركية، إلى تسريع العملية السياسيّة برعاية الأمم المتحدة، فيما تشترط «أنصار الله» استكمالها من حيث توقّفت جرّاء الحرب، وذلك بعد الوقف الكامل لأيّ نوع من العمليات العسكرية داخل الأراضي اليمنية، والتي استمرت، يوم أمس، في بضع محافظات. كما أنّ الدول نفسها التي كانت أول المرحبين ببدء الغارات الجوية، كانت كذلك أول المرحبين بالإعلان عن وقفها.

وأوضحت السفير أنه وبرغم عدم وضوح تفاصيل قرار وقف الحرب وما اذا كان جاء فقط بسبب انسداد الأفق امام الخيار العسكري العبثي، أم نتيجة اتّفاق سياسيّ ما بين الأطراف الداخلية والإقليمية وحتى الدولية، إلّا أنّ اتصالات أميركية ـ سعودية - إماراتية مكثفة، كانت تجري في الأيام القليلة الماضية، بهدف إنهاء الحملة العسكرية، وفقاً لمسؤول أميركي أكّد لصحيفة نيويورك تايمز أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري تواصل مرات عدة، في الأيام التي سبقت إعلان وقف الحرب، مع الحكومة السعودية، كما زار الرياض مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) جون برينان للهدف ذاته. ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله إنّ الضغط الأميركي لوقف الحرب سببه «الأضرار الجانبية الكثيرة» (الضحايا المدنيين)، فيما توقّعت تايمز مواصلة التدخل العسكري السعودي عبر تمويل وكلاء على الأرض، «لأن الحملة لم تحقّق أياً من أهدافها المعلنة».

ولفتت السفير إلى أنه وقبل الإعلان السعودي، سرت شائعات عن أنّ وسطاء تدخّلوا بين الحوثيين والمسؤولين في الرياض لوضع أسس لوقف إطلاق النار والمباشرة في محادثات السلام، إلّا أنّ الجماعة تنفي هذه الرواية. وفي هذا الإطار، أكّد رئيس الهيئة الإعلامية في جماعة «أنصار الله» أحمد حامد عدم وجود اتّفاق مع دول «التحالف» حول وقف «عاصفة الحزم»، ملمحاً إلى أنّ وقف العمليات الأخيرة جاء بناءً على رغبة أميركية.

وفي السياق، صرّح مصدر ديبلوماسي لفرانس برس، قائلاً «أعتقد أنّ التوقعات لما يراد من العملية العسكرية أن تحققه، حددت عند مستوى منخفض نسبياً»، مشيراً إلى أنّ «المهمة لم تحدّد بشكل واضح منذ البداية». واذ اعتبر أنّ العمليات الجوية التي نفذت، أمس، «رمزية»، قال إنّ السعودية أرادت «وضع حدّ للأمر قبل أن تغرق في المستنقع».

وكرر السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير من أن بلاده سترد على أي «تحركات عدائية» من قبل الحوثيين. وقال «إذا قام الحوثيون وحلفاؤهم بأي تحركات عدائية فسيكون هناك رد»، مضيفاً ان السعودية تنتقل الى المرحلة الثانية من الحملة لكنها تأمل الآن ان يؤدي الحوار السياسي بين الأفرقاء اليمنيين الى انتخابات ووضع دستور جديد.

ووفقاً للسفير، كانت الولايات المتحدة من بين أوائل المرحبين بوقف العملية، وذلك بالرغم من دورها البارز فيها، إذ دعا البيت الابيض إلى استئناف الحوار السياسي عبر الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة الراهنة في اليمن. وأكد المتحدث باسمه أنّه لن يكون هناك حلّ عسكري للأزمة في البلاد.

وفي مقابلة مع شبكة «ام اس ان بي سي»، دعا الرئيس أوباما إيران إلى المساهمة في التوصل إلى حلّ سياسيّ بين مختلف الأطراف اليمنيين، مؤكداً أنّ بلاده أبلغت الجانب الإيراني «بضرورة المساهمة بحلّ، وبألّا يكون جزءاً من المشكلة». وأضاف «آمل في أن نتوصّل إلى تهدئة الوضع في اليمن»، مشدداً على «معاناة» العديد من سكان البلاد. وقال «ما علينا القيام به هو جمع كل أطراف النزاع حول الطاولة والتوصل إلى حلّ سياسيّ». ولدى سؤاله عن انتشار مجموعة من سفن النقل الإيرانية قرب سواحل اليمن، أشار إلى أنّها لا تزال، في الوقت الحالي، «ضمن المياه الدولية»، موضحاً أنّ الولايات المتحدة حذّرت إيران من تسليم أسلحة إلى اليمن وهو ما من شأنه أن «يهدّد الملاحة» في المنطقة. لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت، لشبكة «سي ان ان»، إنّ «المهمة في اليمن لم تنجز»، مؤكدة أنّ الأمر يستدعي تعاون كلّ الأطراف من أجل التوصل إلى حلّ ديبلوماسي، لأنّ «أيّ حل آخر لن يجدي نفعاً. هذه ليست حرباً يمكن خوضها في ساحة المعركة».

طهران، من جهتها، أكدت أنّها بدأت استشارات إقليمية «منذ الساعات الأولى» لبدء الغارات على اليمن، من أجل التفاوض على النهاية «الحتمية» لهذه العمليات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية «منذ الساعات الأولى لهذه الضربات (26 آذار الماضي) بدأت إيران تحركّاتها السياسية واستشاراتها الثنائية على المستوى الديبلوماسي مع دول من المنطقة»، مذكرة «كنّا ضدّ العمل العسكري، واعتبرنا أنّ الحلّ في اليمن سيأتي بالتفاوض»، مضيفة أنّ وقف الحرب «كان حتمياً بنظر المحللين المتابعين للوضع» اليمني. وتساءل رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني عن الأهداف التي حقّقتها الرياض من خلال شنّ الغارات. وقال «ماذا حصل في 27 يوماً، باستثناء مقتل أكثر من ألف شخص وإصابة الآلاف وتدمير البنى التحتية، فيما سيطرت أنصار الله على عدد من المحافظات». وأكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مؤتمر للدول الأفريقية والآسيوية في جاكرتا أمس، دعمه لإعلان انتهاء حملة القصف، مشيراً إلى أنّ التدخل العسكري الاجنبي «تسبب في كارثة إنسانيّة في المنطقة، تؤدّي إلى أوضاع مؤسفة في اليمن.. وسوريا مثال صارخ على هذا الوضع». وأبدى استعداد ايران إلى «إقامة شراكة مع جيرانها، بما في ذلك الدول العربية، ».

وطبقاً للسفير، اشترطت جماعة «أنصار الله» وقفاً كاملاً للضربات التي ينفذها «التحالف»، يليه حوار وطني برعاية الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، في بيان، «نطالب، وبعد التوقف التام للعدوان الغاشم على اليمن وفكّ الحصار الشامل على الشعب، باستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة من حيث توقف جراء العدوان». واعتبر، في البيان، أنّ «جهود الأمم المتحدة في اليمن إيجابية، ومواقفها المعلنة ظلّت إلى جانب دعم الحوار الوطني ولقاءات التفاهم، ورفض الحرب العدوانية على اليمن، ولهذا نرحب بأي جهود من قبل الأمم المتحدة تقف إلى جانب الحلول السلمية».

وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجيريك أنّ المنظمة الدولية مستعدة للقيام بأيّ دور لتسهيل المفاوضات بين أطراف الأزمة في اليمن، في حين أعرب الأمين العام بان كي مون عن قلقه بسبب تجدّد الضربات الجوية في اليمن، آملاً في انتهاء القتال سريعاً.

أما الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي، والذي يبدو أنه باقٍ خارج العملية السياسية، فقد جدّد شكره «باسم الشعب اليمني» للسعودية و"التحالف الاستثنائي الإستراتيجي" على دعم ما أسماه «شرعيته». وهاجم، في كلمة بُثّت فجر أمس، «أنصار الله»، قائلاً «لم نكن نتخيّل أن يبلغ حجم الحقد والأطماع والانتقام لديهم هذا المستوى، وأن يتمكّن الشر من عقولهم وضمائرهم، وأن يعملوا على إيصال البلد إلى حدّ الانهيار.. ولقد تسارعت وتيرة التآمر بعدما اتّفق اليمنيون جميعاً على أسس بناء الدولة الاتحادية الجديدة».

وفي المواقف، كتب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على «فايسبوك»: «كان قرار الضربات والعدوان على اليمن مستنكراً ومرفوضاً، كما أنّ قرار وقفها وإنهاء العدوان مرحب به»، مضيفاً «نرجو أن يشكل نهاية تامة لخيارات القوة والعنف وإراقة الدماء وبداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء وأن يتساعد الجميع للعودة إلى الحوار».

وأعلنت الخارجية الروسية أنّ توقف القتال في اليمن، يجب أن يعقبه استئناف الحوار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة «للتوصّل إلى المصالحة الوطنية وتحديد اليمنيين بأنفسهم سبل المسار السياسي لدولتهم»، مشيرة إلى أن روسيا «ستقدم دعمها لأيّ جهود ترمي إلى إعادة السلام لليمن الصديق لروسيا تقليدياً، وكذلك إلى ضمان سيادته ووحدة أراضيه».

وحتى قطر التي شاركت في «التحالف»، وإن بصورة شكلية، رحبّت بانتهاء العمليات، داعيّة الأطراف اليمنيين إلى دعم العملية الجديدة تحت مسمّى «إعادة الأمل» بجانبيها الديبلوماسي والعسكري، مؤكدة أنّ العملية «حقّقت جميع أهدافها المنشودة». وفيما تنتظر السعودية وصول رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وقائد الجيش راحيل شريف إلى الرياض، اليوم، لمناقشة الوضع في اليمن، أشادت السلطات الباكستانية بإعلان حليفتها عن انتهاء عمليات القصف الجوي. وأعرب أردوغان عن سعادته بوقف الضربات الجوية التي قادتها السعودية، وقال «تحققت الأهداف العسكرية في ما يبدو».

وفي هذه الأثناء، ذكرت قناة «الإخبارية السعودية» أن «التحالف» شنّ خمس غارات جوية على مواقع للحوثيين في لحج جنوب اليمن، أمس، برغم إعلانها وقف الغارات الجوية. بالمقابل، أكدت قناة «المسيرة» أنّ السعودية قصفت مواقع في محافظة صعدة الحدودية شمال اليمن، مشيرة إلى أنّ «العدوان السعودي - الأميركي استهدف منطقة المنزالة والملاحيط الحدوديتين بخمس قذائف هاون وقصف بالرشاشات»، أفادت السفير.

وأبرزت الحياة: مصادر لـ«الحياة»: صالح إلى خارج اليمن وإعادة الحوثيين أسلحة الجيش. ووفقاً للصحيفة، فإن قوات التحالف لـ«عاصفة الحزم» بقيادة السعودية ستستمر في «مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216»، الخاص بمنع تزويد الحوثيين المتحالفين مع إيران بالأسلحة، والبدء في مرحلة العمل الإنساني في اليمن، وأن العودة الى العمل العسكري لفرض الأمن في أرجاء اليمن والحدود السعودية - اليمنية «غير مستبعد»، ولفتت مصادر خليجية رفيعة إلى أن الأولوية الحالية لاستئناف العمل السياسي وعودة السلطة الشرعية إلى البلاد. في غضون ذلك، أفرجت جماعة الحوثي عن وزير الدفاع اليمني محمد الصبيحي أمس، بعد مرور شهر على احتجازه في آذار الماضي، وكان مجلس الأمن الدولي طالب بإطلاق الصبيحي في مشروع القرار الذي تبناه هذا الشهر، وفرض حظراً على تزويد الحوثي بالأسلحة. وذكرت الحياة أن وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي زار الرياض أخيراً، والتقى مسؤولين في حضور أطراف يمنية، وأنه تم الاتفاق على خروج صالح إلى المنفى ( خارج اليمن)، وإنهاء أي دور سياسي له ولأسرته في مستقبل اليمن، وتسليم الحوثيين أسلحة الجيش التي بحوزتهم كافة، وانسحابهم الكامل من كل المدن والإدارات الحكومية التي استولوا عليها بالقوة العسكرية خلال الأشهر الماضية.

وأفادت الحياة أن مجلس التعاون الخليجي سيركز خلال المرحلة المقبلة، على عملية «إعادة الأمل» وتأهيل اليمن اقتصادياً وإعادة إعماره، وحماية اليمن من أية تدخلات خارجية. ومن المقرر أن تعلن الدول الخليجية خلال الأيام القليلة المقبلة، عن الموعد الزمني لإطلاق الحوار «اليمني» الذي قد تستضيفه عاصمة خليجية. وأكد البيت الأبيض أمس أنه يتطلع الى الانتقال من العمليات العسكرية الى استئناف سريع للمفاوضات ومن دون شروط في اليمن، في شان «مرحلة انتقالية شاملة منبثقة من مبادرة مجلس التعاون الخليجي والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي». وحذرت واشنطن أيضا من انتهاك القرار ٢٢١٦ وتسليح الحوثيين أو الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أو ابنه.

ورأت كلمة الرياض أنّ خمسة أهداف برّرت القيام بالحرب: أنها جاءت استجابة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي؛ أنها استطاعت حماية الشرعية اليمنية المتمثلة في الرئيس هادي الذي تمت حمايته؛ إزالة التهديد على أمن السعودية ودول الجوار، خاصة بعد استيلاء الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع على الصواريخ الإستراتيجية.. وقد تم تدمير وتحييد تلك الصواريخ والأسلحة الثقيلة التي تم تكديسها في أماكن مختلفة؛ درء خطر التنظيمات الإرهابية، إذ قام الحوثيون بإطلاق عدد من المنتسبين للقاعدة في اليمن من السجون في المدن التي سيطروا عليها لدفع البلاد نحو الفوضى؛ عودة واستئناف العملية السياسية، إذ مهّدت تسمية خالد بحاح نائباً للرئيس، إمكانية إطلاق حوار يمني.. وبذلك حققت العملية العسكرية أهدافها التي وُضعت لها.

وزعمت افتتاحية الوطن السعودية أنّ عاصفة الحزم قطعت الطريق أمام كل المتآمرين على الدولة اليمنية والساعين إلى خلع ردائها العربي عنها كهدف استراتيجي بعيد المدى، ورميها بأي ثمن في حضن أسهم في جر اليمن بـ"الحديد والنار" إلى حافة الهاوية. المقصود هنا طهران. واعتبرت أنّ ست نقاط تكفل عودة اليمن إلى بر الأمان. فبعد دعم الإنسان اليمني تبرز، وبقوة، ضرورة قطع كل طرق وصول السلاح إلى المتمرد الحوثي. يسبق ذلك ضرورة أن تخضع كل الأطراف اليمنية لمخرجات الحوار الوطني المبني على المبادرة الخليجية، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن الذي يؤطر الحياة السياسية في اليمن، ويمنع قبل ذلك وجود السلاح في غير يد الدولة. الأهم من ذلك كله إعادة اليمن إلى محيطه، بالقوة من جانب والسلام من جانب آخر. وهذا ما تحقق.

ورأى عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط أن المجال صار مفتوحًا لوظيفتين أساسيتين؛ دعم المقاومة اليمنية الموالية للحكومة لإعادة تحرير المناطق التي احتلها الحوثيون وهيمنت عليها قوات صالح، والثانية فتح الباب للحل السلمي. ويبقى الهدف من استخدام القوة العسكرية ليس القضاء على الخصوم، بل دفعهم نحو المصالحة. أظهرت السعودية حكمة في معالجة الأزمة اليمنية، بإنهائها الحرب الجوية مبكرًا والامتناع عن الدخول في حرب برية، ودعم قوات الحكومة الشرعيّة، أي المقاومة، وإعطاء الحل السياسي فرصته.

وأملت افتتاحية الخليج أن تكون عاصفة الحزم وتداعياتها درساً لمن أشعلوا نار الحرب وأدخلوا اليمن في دوامة العنف، وأدركوا الآن أن اليمن لن يكون لقمة سائغة، ويعودوا إلى رشدهم ويتعقلوا ما دامت الفرصة متاحة أمامهم، بعدما فتحت عاصفة الحزم باباً للأمل يتسع للجميع، الذين يؤمنون بيمن حر، مستقل وسيد وجزء من أمته العربية.. "عاصفة الحزم" أحبطت الرهان على الخارج، ووضعت قواعد جديدة للعلاقات في المنطقة أساسها أن الأمن العربي لا يتجزأ، وأن اللجوء إلى القوة لحماية هذا الأمن متاح وممكن، بل بات حقيقة ثابتة. ولعل الجار الإيراني الذي استخدم قوى محلية يمنية لتحقيق أهدافه، بات يدرك الآن أن اللعب بالنار سوف يكون مكلفاً، وأن هناك من هو مستعد في كل لحظة لحماية الأمن العربي.

وتساءلت افتتاحية القدس العربي: نهاية «عاصفة الحزم».. بداية السلام أم الحرب؟ وذكرت أنّ ثمة غموض مازال يكتنف الملابسات التي صاحبت الاعلان المفاجئ عن انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية «اعادة الامل»، خاصة ان الغارات الجوية استمرت أمس... المؤكد اننا امام مشهد بالغ التعقيد تتداخل فيه حسابات محلية واعتبارات اقليمية وتوازنات وصراعات دولية، تفرض شروطها على صانع القرار، وتضع حدودا لما يمكن ان يذهب اليه. لقد تحول اليمن الى الساحة الأكثر سخونة لمواجهة تنذر بتفجير صراع إقليمي، يستحيل توقع ما قد يسفر عنه من نتائج. وختمت الصحيفة بأنّ من الواضح أن «عاصفة الحزم» لم تحسم الوضع العسكري، ومن المهم الآن أن تركز بعد أن تحولت الى «إعادة الامل» على الخيار السياسي حصريا، حتى تكون بداية للسلام المنشود، وليس بداية لحرب جديدة بلا نهاية في المستقبل المنظور.

ونشرت الأخبار ملفاً بعنوان: أحلام آل سعود تتبدد.. اليمن ينتصر. وتحت عنوان: مقاصّة الجولة الأولى من العدوان، أوضح ابراهيم الأمين أنّ صمت آل سعود وحلفائهم عن حصادهم السياسي والعسكري للجولة الاولى من العدوان على اليمن سوف لن يتبدل سريعاً. هم قرروا، أمس، المباشرة في الجولة الثانية التي تركز على الجنوب، وتحديداً على استعادة السيطرة على مدينة عدن، ضمن سياق خفض سقف الاهداف الكبرى، ومن أجل تحقيق نتيجة ميدانية كافية للقول بأنهم يقدرون على الذهاب الى مفاوضات يحققون فيها بعض شروطهم. وبانتظار المواجهات القاسية المقبلة خلال الساعات والايام المقبلة. وأضاف: عمليات «عاصفة الحزم» تبيّن الآتي:

عسكرياً، يقوم الجيش اليمني فعلياً على قوات برية، وهو لا يملك كما يدّعي آل سعود منظومة سلاح جو استثنائية، كما لا يملك منظومة دفاع جوي متطورة. أما بشأن الصواريخ الباليستية، فالحديث هنا عن نحو 300 صاروخ «سكود» من الصناعات الروسية القديمة، وهي مخزنة وليست في وضعية التشغيل، ومع ذلك فقد تبين أن العدوان لم يصب أكثر من 10 في المئة من هذا المخزون. إلى ذلك، لم ينجح العدوان الجوي في الحدّ من القدرات الهجومية للجيش أو لأنصار الله، والتقدم بالمئات من الآليات والمدرعات وآلاف الجنود نحو محافظات الوسط والشرق والجنوب. أما الحديث السعودي عن ضرب منظومة الاتصالات وغير ذلك، فتكفي الاشارة الى عمليات التنسيق الجارية على الارض التي تدل على عكس ذلك، أو ربما تلفت انتباه آل سعود الى أن هناك آليات غير تقليدية لمعالجة هذا الامر.

سياسياً، بقي الرئيس الفار في منفاه الاختياري في الرياض. وليس هناك من مؤشرات تقود الى احتمال عودته الى صنعاء أو الى منصبه السابق، وان عدن لا تزال في غالبية مناطقها تحت سيطرة الجيش والحوثيين، وان إعادة هادي اليها تتطلب اجتياحاً برياً، ولو عن طريق البحر، وهو أمر قيد البحث الفعلي الآن. وليس هناك أي توافق، لا أوّلي ولا نهائي، على أي إطار للحل السياسي. بل على العكس، فإن كل المبادرات المطروحة لا تزال دون المقبول. وقيادة «أنصار الله» تقول بوضوح إن أي حل لا يمكن أن يكون استجابة لضغوط قوى العدوان، وإن الاطار الوحيد للتدخل سوف يكون قيد الدرس في حال كان من جانب الامم المتحدة، ووفق البرنامج الذي كان قد بدأه المندوب الاممي جمال بن عمر.

أما في ما خصّ إيران ونفوذها، فيبدو أنه ليس هناك من داع لشروحات أو تفاصيل، إذ تكفي الاشارة الى أن أول من أعلن وقف عمليات العدوان لم يكن مسؤولاً سعودياً أو عربياً أو حتى غربياً، بل كان مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، الذي جزم بأن وقف العدوان سيكون بعد ساعات، بينما كانت القطع الحربية الايرانية تتموضع قبالة خليج عدن وفي البحر الاحمر. وهو أمر ترافق مع كلام إيراني واضح لجميع المعنيين بالامر، بأن هذه القطع سوف تتصرف أحادياً ومن دون العودة والتنسيق مع أي قوة لأجل تقديم العون الى الشعب اليمني.

وعنونت الأخبار تقريرا بالقول: «أنصار الله» تستنفر استعداداً لإنزال في عدن. وأوضحت: عين العدو على عدن، عبارة تلخّص الوضع الآن في اليمن حيث تحشد السعودية لإنزال يعيد عبد ربه منصور هادي إلى المدينة الجنوبية، فيما تخوض إيران معركة من نوع آخر، تتركز على إغاثة البلد المنكوب. ووفقاً للأخبار؛ انتهت «عاصفة الحزم» من دون أن تنتهي المجازر. العدوان السعودي لا يزال مستمراً جواً وإن بوتيرة مختلفة، في ظل عملية تنشيط للمجموعات العسكرية الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في عدن، حيث رُفعت الجاهزية العسكرية ضد الجيش و«أنصار الله»، بالتزامن مع حملة سياسية ودبلوماسية يقودها السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير لأجل القيام بعمل عسكري خاطف، على شاكلة انزال مظلي بحري وبري، هدفه السيطرة على عدن وإعادة هادي إليها. يأتي ذلك في وقت رفعت فيه «أنصار الله» مستوى الجاهزية والاستنفار، خصوصاً على جانب الحدود مع السعودية وعند السواحل، مع إصرار على أن تذكّر الدول والجهات الإقليمية بأن أي نقاش سياسي لن يحصل قبل وقف تام وشامل ونهائي للعدوان وإعلان رفع الحصار البري والبحري والجوي.

وأكدت طهران أمس أن «أمن المنطقة من أمن إيران»، مشددة على أنها سترد بقوة على أي إجراء من شأنه أن يعقد الوضع، سواء صدر من السعودية أو من أي جهة أخرى، من دون أن تنسى الإعراب عن الأمل بأن يبدأ الحوار بين الأطراف اليمنية بسرعة ويعود الصلح والأمن إلى هذا البلد في أقرب وقت.

وتحت عنوان: الطور الثاني من العدوان: رهان على «الجبهة الداخلية»، كتب أسامه ساري رئيس تحرير صحيفة «المسار»، ما نقلته الأخبار أنّ إعلان التحالف الذي تقوده السعودية عن انتهاء العدوان على اليمن، يمثل على عكس ما يبدو، فتح فصلٍ جديد من حرب السعودية الطويلة. فبعد إدراكها التكلفة الباهظة لخيار العمليات الجوية غير المجدية، وارتباكها أمام الفشل في تحقيق إنجازات تُذكر، انتقلت الرياض إلى وسائل جديدة، أبرزها الرهان على الداخل اليمني، من دون استبعاد احتمال العملية البرية. وأوضح: لم تنهِ السعودية عدوانها على اليمن. إعلان العدوان السعودي الأميركي إيقاف عملياته العسكرية على اليمن يشبه «الانسحاب التكتيكي» للانتقال إلى مرحلةٍ أخرى من الحرب، بأساليب مختلفة.

وأضاف الكاتب: السعودية ذهبت مجبرة إلى خيارات غير مدروسة، وحتى انهزامية، بعد صمود اليمنيين واستمرارهم في خيار التعبئة العامة، لا سيما بعد خطاب زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، الأحد الماضي.. انتقال السعودية من مرحلة إلى أخرى، عبر تغيير اسم حملتها من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»، وهي استنساخ للتجربة الأميركية البرّية في الصومال، ينطوي على نقاط متوقعة عدة، قد تشهدها المرحلة المقبلة من المغامرة السعودية، ومنها؛ تنفيذ عمليات اغتيال أفراد وشخصيات قيادية في الجيش وفي أوساط «أنصار الله»؛ مضاعفة الدعم اللوجستي لعناصر «القاعدة» في حضرموت؛ مواصلة تعزيز موقع أعوان السعودية ورفع معنوياتهم في جبهات عدة، مثل عدن وتعز، ولو بواسطة إنزال مظلي للمسلحين، لتحقيق انتصارٍ فيها، نظراً إلى أهمية الموقع الجغرافي لهذه المناطق الاستراتيجية؛ - محاولة استنزاف الجيش اليمني المسنود بـ«اللجان الشعبية» في مأرب، عبر جرّهم إلى مواجهات في الصحراء، كحرب ميليشيوية؛ استهداف السعودية لشخصيات قيادية في «أنصار الله».. ورغم هذه الاحتمالات، فإن قيام الرياض بعملية برية يظلّ غير مستبعداً.

 وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنه في الشكل، انتهت “عاصفة الحزم” كما بدأت، على نحو مفاجئ وعاصف، بقرار سعودي مؤسس على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي.. علينا أن نصدق بأن هادي هو صاحب قرار الحرب والسلام على الجبهة اليمنية. في المضمون حُددت للعملية أربعة أهداف أساسية هي: (1) طرد الحوثيين وأنصارهم من مراكز المدن التي زحفوا إليها. (2) تجريدهم من السلاح الثقيل والمتوسط الذي استولوا عليه من مستودعات الجيش اليمني ومعسكراته. (3) إعادة الرئيس “الشرعي” إلى عرينه في صنعاء أو أقله في عدن. (4) إطلاق حوار يمني – يمني في الرياض على أرضية المبادرة الخليجية. اليوم، تهدأ العاصفة من دون أن تنجح “العاصفة” في تحقيق أيٍ من أهدافها المعلنة... ثمة قُطبة أو قُطَب مخفية في الرواية الرسمية لإنهاء الحرب ووقف مفاعيل العاصفة. انتهت العاصفة، لكن الحرب في اليمن وعليه لم تضع أوزارها بعد.. ونحن أقرب إلى صيغة “هدنة” أو “تهدئة” في ظل غياب أي حل سياسي توافقي.. والمفارقة أن العاصفة التي أريد بها إنهاء الحوثيين، ستنهي على ما تشير التسريبات “الرئيس الشرعي”، والأنظار تتجه الآن إلى دور مستقبلي، سيقوم به خالد البحاح في المرحلة المقبلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.