تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مجلس النواب الأميركي يقر قانون تسليح الأكراد والسنّة.. والرمادي تتداعى أمام «داعش»!

مصدر الصورة
SNS

 اقتحم تنظيم «داعش» المجمع الحكومي في الرمادي محققاً أبرز تقدم ميداني له في العراق منذ حزيران الماضي، وذلك غداة كلمة زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي»، التي دعا فيها عناصر تنظيمه ممن أسماهم «كواسر الأنبار» إلى «الثبات والتقدم» في المحافظة، وفي ظل التخبط الذي تعاني منه القوات الأمنية العراقية فيها بسبب رفض قيادات سياسية مشاركة مقاتلي «الحشد الشعبي» في المعارك، وفي ظل لجوء هذه القيادات إلى واشنطن للحصول على تسليح «مباشر» عبر قانون الكونغرس المثير للجدل الذي أُقرّ في مجلس النواب الأميركي، أمس.

ويأتي هذا التقدم الميداني للتنظيم الإرهابي، بعد حوالي الشهر على زيارة رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي لقاعدة الحبانية في المحافظة، والتي تتمركز فيها قوات من «المارينز» الاميركي، معلنا عن بدء العمليات العسكرية لتحرير الأنبار، ليبدأ «داعش» بعد ذلك هجوماً واسعاً أدى إلى تطويق المجمع الحكومي في الرمادي الذي كان يعد المعقل الأخير للدولة العراقية فيها، في ظل حديث أميركي عن «عدم رمزية» المدينة، وترقب لدور أردني محتمل في المحافظة. ونتيجة لهذا التقدم بات «داعش» قاب قوسين أو أدنى من الاستحواذ على كامل مدينة الرمادي التي تبعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد. وإذا تمكن التنظيم من السيطرة على كامل الرمادي، فسيصبح مسيطرا على مركزي محافظتين عراقيتين، اذ يسيطر منذ حزيران الماضي على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

وفي هذه الأثناء، أقر مجلس النواب الأميركي ميزانية الدفاع الوطني بما يشمل «دعم تسليح الأكراد والسنّة بشكل مباشر ومنفصل عن الحكومة المركزية في العراق» والتعاطي مع هذه الكيانات على أنها «دول مستقلة» كمسوغ قانوني لتسليحها، وهو القانون الذي أثار جدلاً عراقياً واسعاً تخوفاً من جعله مقدمة لتقسيم البلاد، ولكنه لم يثنِ رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، والوزير العراقي الأسبق رافع العيساوي (من الأنبار) عن التوجه إلى واشنطن لطلب «تسليح مباشر». وبعد تمرير مشروع القانون سينتقل الى مجلس الشيوخ الاميركي للمصادقة عليه.

وعنونت صحيفة الأخبار: «داعش» يرفع رايته فوق «الأنبار». ووفقاً للصحيفة، تسارعت خطى الانهيار في الأنبار بنحو كبير يوم أمس، وسقطت معظم مدنها ومبانيها الحكومية التي اعتلتها الرايات السوداء لـ«داعش»، فيما سارع حيدر العبادي إلى عقد اجتماع أمني طارئ رفيع المستوى للنظر بأسباب الانهيار... ولم يكتف «داعش» بما سيطر عليه من مناطق ومقار حكومية، حيث بدأ يحشد صوب ناحيتي الخالدية والحبانية التي تضم قواعد عسكرية مهمة والمأهولة بالمدنيين والمكتظة بالعوائل النازحة، ما دفع الولايات المتحدة إلى إخلاء بعض القواعد هناك من مستشاريها، بحسب ما ذكر مصدر أمني، أكد أيضاً هرب عدد من القيادات الأمنية البارزة.

ورأى استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، إحسان الشمري، أن معركة الأنبار الحالية ستحدد مستقبل العبادي ومصير حكومته، الأمر الذي يتطلب منه اعتماد استراتيجية جديدة. الشمري أوضح في حديث أن المنتظر حالياً هو أن تتدخل واشنطن بالدعم اللوجستي والضربات الجوية «لأن العبادي التزم عدم اشراك الحشد الشعبي في معركة الأنبار».

ووفقاً للحياة، سيطر تنظيم «داعش» أمس على وسط الرمادي ورفع علمه على مبنى المحافظة، ومقر قيادة العمليات ومناطق أخرى، وذلك بعد يوم على خطاب زعيمه أبو بكر البغدادي الذي دعا «المسلمين للهجرة الى ارض الخلافة»، وكأن العدوى أتت بمثابة «شيفرة» إلى مسلحيه الذين نفذوا عمليات إعدام جماعية في شوارع المدينة.

وفي السفير، وتحت عنوان: تمزيق العراق.. ما هو الدور الأردني؟ كتبت رانية الجعبري: يبدو أن تنظيم «داعش» تحوّل إلى «مسمار جحا» في الوطن العربي، بعدما بدأ حضوره يعيد إلى الطاولة الملف الغائب الحاضر، وهو إيقاظ الطائفية باسم دعم «الوطن» في كل من العراق وسوريا. في الآونة الأخيرة، أُعلن عن دور للأردن في تسليح العشائر السنية في العراق، برغم حساسية هذا الملف، الذي أثار جدلاً حاداً خلال العام الماضي، حين طلب العراق الرسمي تبريراً من الأردن لاستضافته مؤتمر المعارضة العراقية السنية. وبالرغم من أن الحديث عن تسليح الأردن للعشائر سيتم، كما أُعلن، من خلال تواصل رسمي بين البلدين (الأردن والعراق) وبرعاية أميركية، إلا أن النتيجة ستكون تسليح عشائر تنتمي إلى مذهب معيّن (السنّة)، بدلاً من تسليح جيش وطني.

وذكّر تقرير الصحيفة أنه قبل أكثر من عام نشر «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي دراسة بعنوان «حدود جديدة في الشرق الأوسط». ومن قرأ الدراسة في ذلك الوقت يعتقد أن طرح تقسيم كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن، إن صح، سيكون بعيد المدى. لكن المتغيرات الحاصلة على الأرض تشير إلى أنه يقترب أكثر فأكثر، فقبل بوابة تفكيك الدولة الوطنية يتم تفكيك الجيش النظامي، وما تسليح العشائر على أساس طائفي إلا مقدمة حقيقية لتفكيك الجيوش، وهذا ما أشارت إليه الدراسة.

وتحت عنوان: دعم أردني «غير معلن» لعشائر الأنبار، لفت تقرير سعاد الراشد في السفير أيضاً إلى أنّ الأوساط السياسية العراقية لا تخفي تخوفها من تقاطع أردني ـ أميركي حول تسليح العشائر العراقية، خصوصاً أن عمان تستضيف حتى الآن غالبية الشخصيات العشائرية العراقية المعارضة، التي لم تخف دعمها لـ «عاصفة الحزم» السعودية، والتي تشترك فيها عمان. وعكست الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي (المقرب من النجيفي وأنقرة)، الشهر الماضي، استعداداً أردنياً للعب دور في محافظة الأنبار، حيث أعلن الوزير العراقي على أبواب بدء العملية العسكرية في هذه المحافظة عن فتح الأردن مخازنه للقوات العراقية، تزامناً مع إعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي عن تسليح العشائر آنذاك.

ويقول رعد الدليمي، وهو من الشخصيات العشائرية المعارضة من محافظة الأنبار، «نحن مع التسليح من أي طرف سواء كان الأردن أو الولايات المتحدة، أو أي جهة كانت، لغرض مقاتلة التطرف الإيراني والسوري، سواء كان شيعياً أو سنياً». وحول الدعم الأردني للعشائر أكد الدليمي أن «هناك دعماً موجوداً، وهناك أموراً لا يمكن التصريح بها، وهي ليست للإعلام»، مشيراً إلى أن «هناك طبخة ووفوداً ما بين المكونات السنية»، في العراق والأردن، بحسب تعبيره. وتابع الدليمي «نحن كلنا متهيئون للتسليح من أجل مقاتلة الإيرانيين في العراق».

وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أننا في كل مرة نعاود فيها تقدير الموقف من “داعش” بعد أن نُصدم بأننا أسأنا التقدير وقللنا من شأن هذا التنظيم، نكتشف أننا مخطئون أيضاً، وأن جميع التقديرات المتفائلة بقرب تحطيمه وسحقه تذهب هباءً عند أول منعطف من منعطفات “الكر والفر” في المعارك المتنقلة بين التنظيم وخصومه الكثر. وأوضح الكاتب: داعش “باقية وتتمدد”، يعينها على ذلك: (1) انقسام دول الإقليم واحترابها وما توفره هذه الحال من مساحات لحرية الحركة بل وأشكال مختلفة من الدعم والتأييد لجماعات من هذا النوع...(2) ارتداء مختلف صراعات هذه المنطقة عباءة مذهبية كريهة. (3) تفكك الدولة الوطنية وتحوّل جيوشها إلى ميليشيات وتعاظم أدوار اللاعبين “اللادولاتيين” على مسرح الإقليم، مع تآكل الهويات الوطنية الجمعية وبروز الهويات الفرعية. (4) تآكل دور التيارات السياسية والفكرية الحديثة من قومية ويسارية وليبرالية علمانية. وختم بأن المعركة مع “دولة الخلافة” مديدة ومريرة، ليس بالمعنى الإيديولوجي فحسب، بل وبالمعنى الأمني والعسكري كذلك. ولعل هذا هو أبرز دروس وخلاصات “سنة أولى” من القتال ضد التنظيم الأكثر تشدداً في العصر الحديث.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.