تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: دبلوماسية أوباما مع الخليج: نتيجتها سلاح أكثر:

              قال وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير إن هناك توافقا تاما في الرؤية تجاه قضايا المنطقة بين السعودية والولايات المتحدة. وأوضح الجبير للشرق الأوسط، عقب قمة «كامب ديفيد» عن أن محادثات صريحة ومباشرة بين الجانبين السعودي والأميركي جرت حول كيفية مواجهة تهديدات إيران إلى جانب بحث مواجهة خطر الجماعات الإرهابية و«داعش». ووصف الجبير القمة المشتركة التي اختتمت أعمالها أول من أمس في منتجع كامب ديفيد في ولاية ميريلاند الأميركية، بالتاريخية وغير المسبوقة.. وكان وقف تدفق المقاتلين الأجانب وانضمامهم لتنظيم «داعش» المتطرف, على طاولة المباحثات، كما يقول الجبير، فيما يتعلق بتكثيف التعاون الاستخباراتي. وعلى عكس ما راج في الأيام الماضية عن طلبات محددة بعينها، شدد الجبير على أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تقدم طلبات محددة خلال القمة، سواء فيما يتعلق بصفقات أسلحة متطورة أو غيرها.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فإن الآراء والتحليلات حول قمة كامب ديفيد تتفاوت بين المهلّل الذي يرى أنها خرجت بنتائج طيّبة، والمنتقد الذي يشير إلى عدم إحداث اختراق، رغم البيانات والتصريحات الإيجابية التي أعقبتها. تغدّى الخليجيون مع أوباما في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد، أول من أمس، تناقشوا معه في كافة المسائل، وقفوا بعد ذلك إلى جانبه وأخذوا الصور التذكارية التي تؤرّخ لحظة «تبديد المخاوف من الاتفاق النووي مع إيران»، بابتسامات عريضة، أعقبها خروجهم التام من الصورة، ليستحوذ عليها الرئيس الأميركي، متحدثاً باسمهم جميعاً، محاولاً دحض التكهّنات والتقارير عن أن العلاقة الأميركية ـ الخليجية (السعودية بشكل خاص) تتهالك، ومنهياً بذلك المهمّة التي دعاهم من أجلها إلى أميركا. مشهد ليس «سوريالياً»، ولكنه مع ما احتواه البيان الختامي للقمة من دعم وترحيب الخليج بالاتفاق النووي المحتمل، وإظهار القبول بالضمانات الأمنية الأميركية، شكّل «مفاجأة سارة» لديفيد إغناتيوس، مثلاً، الذي بادر، بعد انتهاء القمة، إلى تظهير أجوائها وإبداء موجبات سروره، رغم الوقائع التي عكف البعض على إبرازها والتي تشير إلى أنه لم يتم إحداث خرق يُذكر.

الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست ــ المقرّب من الإدارة الأميركية ــ حرص على المقارنة بين التعاطي الإسرائيلي والخليجي مع الملف النووي، منتقداً «تعنّت» الأولى ومثنياً، بنحو غير مباشر، على العرب الذين أدّوا دور «الأخيار» هذه المرة. خلال نقله تفاصيل الجلسات الحوارية بين أوباما والقادة الخليجيين، أبرَزَ إغناتيوس محطّات بدت لافتة بالنسبة إليه إلى حد التوقف عندها: الجلسة الأولى «أحاطها الجمود»، وخلالها جرى التطرق إلى التقدم في المفاوضات النووية. ولكن المزاج تغيّر، بعد الغداء. بعد الظهر «جرى الحديث، بشكل غير رسمي، عن التحديات الإقليمية في سوريا وإيران وليبيا، مع السعوديين والإماراتيين والقطريين، الذين رفعوا أيديهم، من أجل المقاطعة والتعليق وتقديم الاقتراحات». في هذه الجلسة، كان المزاج «جيد جداً جداً»، نقل إغناتيوس عن أحد الحاضرين الذي قال: «خرجنا بعدها بروح جماعية لم تكن موجودة قبل الاجتماع».

انتهى اليوم الطويل ببيانات «متفائلة بشكل مفاجئ» و«التزام أميركي لا لبس فيه بردع إيران ومنع أي تهديد مستقبلي من قبلها»، الأمر الذي أبداه أيضاً سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة لإغناتيوس، قائلاً له إن «العلاقات بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ارتفعت إلى مستوى جديد».

انبهار إغناتيوس دفعه إلى إطلاق عنوان «خاتمة سعيدة لقمة كامب ديفيد» على مقاله، لينهيه بالقول: «لمرة واحدة، في مسرح الشرق الأوسط، اختار العرب أن يكونوا الأخيار، مقارنة بالحكومة الإسرائيلية... الأمر الذي قابله أوباما بشعور بلوره بنطق العبارة العربية: أهلاً وسهلاً». لكن هل فعلاً ما قاله إغناتيوس يعبّر عن الواقع وعن كافة الآراء؟

بالنسبة إلى نهال طوسي في صحيفة «بوليتيكو»، لم يحصل أي اختراق خلال «قمة كامب ديفيد»، «ولكن أوباما وحلفاءه الخليجيين نجحوا، على الأقل، في أن لا يدعوا علاقتهم تسوء أكثر». وانطلاقاً من الوصف الذي أطلقه السفير الأميركي السابق إلى الكويت ريتشارد لوبارون، على نتيجية القمة بـ«الوضع القائم معدّل»، أشارت طوسي إلى ما تبادر إلى أذهان كثيرين، وهو أن «القادة العرب الذين ذهبوا إلى كامب ديفيد سعياً إلى الحصول على اتفاق أمني مكتوب مع الولايات المتحدة، سيعودون إلى بلادهم من دونه». هي زادت على هذه الفكرة رأياً يقول إن أوباما الذي دعا حلفاءه الخليجيين إلى المنتج الرئاسي، على أمل الحصول على دعم «لانفتاحه على إيران»، أحرز تقدماً «محدوداً». الكاتبة ذكرت أيضاً أن «الطرفين اتفقا على مواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ويمكن التحقق منه مع إيران» ولكنها أضافت أن السؤال يبقى مفتوحاً بشأن ما إذا كانا سيحددان شروط الاتفاق النووي، بالطريقة نفسها.

تبقى حقيقة أخرى لا يمكن تجاهلها، وهي أن ما جرى في كامب ديفيد «ليست دبلوماسية إنما معرض أسلحة»، بحسب ما عنونت مجلة فورين بوليسي إحدى مقالاتها، أثناء إجراء المحادثات. وفق المجلة، تبقى طريقة أوباما الأمثل لإظهار الدعم لأصدقائه، «هي ببيعهم أسلحة متقدمة بمليارات الدولارات»، خصوصاً أنه خلال السنوات الخمس الأولى من ولايته، أجرت إدارته اتفاقات رسمية «على أكثر من 64 مليار دولار مقابل أسلحة وخدمات دفاعية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ـ نحو ثلاثة أرباعها للسعودية». «دول مجلس التعاون الخليجي أهم عنصر في صفقات الأسلحة الأميركية التي أبرمت، خلال فترة حكم أوباما»، أضافت المجلة، مشيرة إلى أن مبيعات الأسلحة في عهده أسهمت في تعزيز أوضاع الشركات مثل «بوينغ» و«لوكهيد مارتن» و«رايثيون».

وتحت عنوان: السعودية تحتفي بـ«الحزم» في كامب ديفيد، ذكر تقرير في صحيفة الأخبار أنّ «قمة كامب ديفيد» بكل ما سبقها من تأويلات وتصريحات أتت «لصالح الدول الخليجية»، ولتؤكد أيضاً على «الدور السعودي في المنطقة». هذا ما عكفت الصحف السعودية على تأكيده، خلال الأيام الماضية التي سبقت القمة ولحقتها. فكل الأحداث المحيطة أتت أُكلها، انطلاقاً من «عاصفة الحزم»، مروراً بتغيّب الملك سلمان الذي «نبع من موضع قوّة»، وصولاً إلى التمثيل السعودي في القمة.

وعنونت الحياة: اجتماعات أميركية - خليجية لمتابعة قرارات القمة. وأكد نائب مساعد الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس التعاون الخليجي عبد العزيز العويشق أن «اجتماعات للجان دفاعية وأمنية مشتركة» بين الولايات المتحدة ودوّل المجلس ستنعقد سريعاً لمتابعة القمة وستركز على نشر شبكة صواريخ وتركيز أجهزة إنذار مبكر». وعن العلاقات الخليجية - الأميركية، قال العويشق ان القمة غير مسبوقة بالتزاماتها وضمانها والشراكة الإستراتيجية بين الجانبين وتعهدها «حماية الخليج من أي اعتداء خارجي». وقال ان هناك «توافقاً أميركياً - خليجياً كبيراً حول ما يجري من نزاعات في المنطقة وتم البحث في العمق في أمن الحدود والإرهاب وحزب الله والتدخل الإيراني في شؤون دول المجلس الداخلية». ووصف «حزب الله بمركز الإرهاب المتميز» وبفروع من «سورية الى العراق واليمن» وقال ان دوره كان قيد البحث المعمق في الاجتماعات المغلقة رغم عدم ذكره في البيان.

وفي الحياة، رأت زينب غاصب، أنه ليس لأميركا من حليف سوى مصالحها، وأهدافها في المنطقة. تلعب على الوترين الحساسين في منطقة الخليج، تعدهم بالدفاع عن أمن الخليج، وتقوضه برفع العقوبات عن إيران، وتؤكد التعاون العسكري مع الخليج، وتنحاز إلى إيران بغض الطرف عن جرائمها في العراق وسورية ولبنان واليمن حالياً..... لا أمان لأميركا كما لا أمان لإيران، فهما توأمان في السيطرة، والتلاعب والمصالح. على السعودية والشعوب الخليجية الاعتماد على إمكاناتها وشعوبها، والتعامل بالمثل من حيث حقوقها في الحصول على السلاح وتصنيعه، والحصول على ترسانة نووية مثل إسرائيل وإيران، من دون الخضوع لأميركا، أو روسيا، أو إيران، لتعتدل موازين القوى، وما الذي يمنع الانفراد في القرار، والحرية في تغليب مصالح الشعوب الخليجية وحمايتها؟ احذروا من تصديق أميركا في عزفها على مفردة استغنائها عن النفط، ولو كان صحيحاً فلماذا تحارب لأجل السيطرة على دوله المنتجة، ولماذا ترعى القلاقل والحروب لو لم يكن هو أهم أهدافها. اقطعوه عنها، ستدركون الحقيقة الغائبة عن موضع التخدير.

وفي الحياة أيضاً، اعتبر سليم نصار أنّ المؤكد أن الانقلاب المسلح الذي نفذه الحوثيون في اليمن، بفضل الدعم الايراني المتواصل، كان الدافع الأساسي لتشجيع الادارة الاميركية على مراجعة علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي. ويعترف الوزير جون كيري أن القمة الاميركية - الخليجية كانت بين أولويات تلك المراجعة. والسبب، كما حدده أوباما يتعلق بضمان حرية الملاحة في المياه الدولية، وخصوصاً عند مضيقي هرمز وباب المندب... وفي «كامب ديفيد» أعرب الوفد الاميركي عن إستعداده لحماية دول الخليج ضد أي سلاح نووي قد تنتجه إيران بعد عشر سنوات. أي مثلما قدمت الضمانات لحليفاتها: اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان. ولكن الدول العربية - وفي طليعتها السعودية ومصر والامارات - ستحصل على السلاح النووي كمنتج ناجز من باكستان، أو أن فرنسا ستباشر في تزويد المفاعلات الجديدة بالخبرات التي قدمتها سابقاً لإسرائيل!

وفي النهار اللبنانية، تساءل سميح صعب: هل تبحث دول الخليج العربية عن معادل استراتيجي للاتفاق النووي المرتقب بين ايران ومجموعة دول 5+1، أم انها تريد أن توجّه رسالة "حزم" الى الولايات المتحدة تحديدا مفادها ان ثمن التقارب المحتمل مع ايران، سيكون التضحية بالعلاقات التاريخية التي ربطت بين واشنطن والخليج؟ وفيما اعتبر الكاتب أنّ السلوك الخليجي في الآونة الاخيرة يربك الولايات المتحدة، رأى انّ ليس الشق النووي من الاتفاق مع ايران هو ما يؤرق الخليجيين، بل ذلك المتعلق بالسلوك الاميركي المتجنب للدخول في صدام مباشر مع طهران. وأكثر ما يؤرقهم هو كيف يمكن ان تترجم ايران خروجها من عزلتها الدولية بموجب الاتفاق النووي، تعزيزاً لنفوذها في ما بات يعرف بالعواصم الاربع من صنعاء الى بغداد ودمشق وبيروت، بينما مصدر القلق الاميركي هو تنامي نفوذ "داعش" والجهاديين. وفي خضم التعارض في الرؤى، تهبط العلاقات الاميركية - الخليجية الى مستويات لم تعهدها من قبل ويرتفع التوتر في المنطقة وتتسع الحروب ويعاد رسم الخرائط بالدم.

وعنونت كلمة الرياض: «كامب ديفيد» شراكة جديدة لا حلف جديد: وأوضحت الصحيفة: انفض الاجتماع الخليجي - الأميركي، والطرفان لا يبدو أنهما قد غيرا وجهة نظرهما تجاه سبب اجتماعهما، وقد تبقى ستة أسابيع لموعد توقيع الاتفاق النووي، الذي بدأت لجان صياغته في فيينا أعمالها، وخلال تلك الفترة سنرى نشاطاً دبلوماسياً وحراكاً إقليمياً على مستوى الأحداث واللقاءات، ومن يعلم ربما لن يكون هناك اتفاق نووي في نهاية المطاف.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنه حين تؤكد الولايات المتحدة الأميركية أمس في البيان الختامي لقمة كامب ديفيد أنها "سوف تستخدم القوة العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين، إلى جانب التزام الطرفين الخليجي والأميركي بالعلاقة الاستراتيجية" فذلك يؤكد عمق العلاقة بين الطرفين، فدول مجلس التعاون تشكل في واقع الأمر كتلة واحدة متجانسة ذات مصالح وأهداف مشتركة وثوابت واضحة، ما يحتم على أي جهة أن تتعامل معها ككلٍّ واحد، وليس كل دولة على حدة، وهنا مكمن القوة الخليجية الفاعلة على المستوى الدولي.... باختصار، دول مجلس التعاون تمتلك نظرة واقعية للأمور، نظرة تعقد عليها الأمة العربية آمالها.. ومن يريد التعاون لتطبيقها فالباب مفتوح، وما قمة كامب ديفيد إلا خطوة أولى تمهد لمرحلة مستقبلية ترسم فيها ملامح الاستقرار الذي يتمناه الجميع.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.