تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لبنان: عون ينجح ويتحدّى: قانون الانتخاب أولاً:

مصدر الصورة
sns

نجح العماد ميشال عون في تحريك المياه السياسية الراكدة. فبعد ضمان إفشال خطة تيار المستقبل لكسر الشراكة في قرارات مجلس الوزراء، انتقل إلى معركة جديدة: لا انتخابات رئاسية بالأكثرية، ولا تعيينات في ظل وجود مجلس نواب «فاقد للشرعية بالتمديد». الانتخابات النيابية أولاً. ووفقاً لصحيفة الأخبار، نجح عون في وقف اندفاعة الرئيس تمام سلام، ومن خلفه تيار المستقبل. أراد المستقبليون تكرار تجربة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى التي مضت في عملها من دون الالتفات إلى فقدانها مكوناً رئيسياً فيها. وأراد سلام والتيار الأزرق أن تمضي الحكومة باستخدام صلاحيات رئيس الجمهورية، متخطية اعتراض 5 مكونات رئيسية فيها: التيار الوطني الحر، حزب الله، تيار المردة، حزب الطاشناق... وحزب الكتائب المتحالف مع المستقبل، لكن المتمسك بآلية العمل الحكومي التي جرى الاتفاق عليها بعد الشغور الرئاسي. نزل العونيون إلى الشارع، وخاض عون معركة يجيدها، بعدما حيّد القوات اللبنانية بوثيقة «إعلان النوايا»، ورفع شعاراً جذاباً في بيئته الطائفية: «استعادة حقوق المسيحيين». تيار المستقبل وجد نفسه في مواجهة مع المسيحيين، فقبل بسحب فتيل التفجير، ولو مؤقتاً.

وكتبت افتتاحية القدس العربي: يتغير حلفاء وخصوم الجنرال، لكن ما يمكن التأكيد في خصوص «نضاله» وحروبه المستمرة، التي تهون دماء اللبنانيين في سبيلها، هو أن هذه الحروب تتعلّق بمرض الزعامة المزمن، وأنها تتركز على علوّ مصالحه وسعادة وغنى بناته وأصهاره على مصالح وسعادة وغنى أي مسيحي أو لبناني آخر.

وفي افتتاحية الحياة، كتب غسان شربل لا تحرقوا الخيمة. حكومة تمام سلام هي في النهاية خيمة منصوبة فوق مكونات خائفة. والخوف مفهوم لدى كل طرف. خسارة «سورية الممانعة» ليست مجرد مشكلة لـ «حزب الله» في حال حصولها، انها كارثة تفقده عمقه والشرايين المضمونة لتدفق المساعدات الإيرانية. ونجاة النظام السوري ليست مشكلة لتيار «المستقبل» وبيئته بل هي كارثة. أما المكون المسيحي فلا يجد غير أسباب للخوف حين يلتفت الى مصير مسيحيي العراق وسورية وتمزق الخرائط على وقع النزاع الشيعي- السنّي المتزايد الالتهاب من باكستان الى لبنان. ولعل المشترك بين المكونات هو رهانها على مجريات معارك أكبر منها... لبنان بلا رئيس للجمهورية. لكن المعركة مفتوحة ومحتدمة... اختار عون خوض المعركة انطلاقاً من لغة المكونات. أي من كونه الأوسع تمثيلاً في صفوف المسيحيين ما ذكّر بلغة بشير الجميل على رغم اختلاف الحقب والتحالفات. بلغ الامر حد وضع امتحان الرئاسة على شفير الفيدرالية.

تبقى أسئلة لا بد من طرحها. هل كان تحرك أمس مجرد اختبار لأعصاب تمام سلام أم هو أبعد من ذلك؟ هل أعاد العماد عون قراءته لأوضاع المنطقة في ضوء التفكك السوري وهبوب رياح الأقاليم؟ هل يعتقد ان الضمانة للمسيحيين في لبنان هي إعادة رسم حدود اقليمهم داخل الدستور قبل الجغرافيا؟ وما هو موقف «حزب الله» وقبله إيران؟ لا بد من الإنتظار لمعرفة ما إذا كان ما شهده لبنان أمس سحابة صيف أم أخطر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.