أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية مباشرة تنفيذ برنامج التعاون في مجال مكافحة التطرف والحركات الانفصالية لافتا إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون وضعت خططا معينة لمكافحة تدفق المخدرات ولمنع استخدام عائدات تجارة المخدرات في تمويل الإرهاب.
وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال قمة منظمة شنغهاي اليوم إن المنظمة ناقشت الأوضاع في أفغانستان وتكثيف نشاط تنظيم “داعش” الإرهابي فيها ما يشكل خطرا على الحدود الشرقية لدول منظمة شنغهاي.
وأوضح الرئيس الروسي “نرى من المهم الشروع دون إبطاء في تطبيق برنامج مكافحة الإرهاب والانفصالية في الفترة ما بين 2016 و2018 الذي أقرته القمة والشروع في صياغة معاهدة “شنغهاي” لمكافحة التطرف”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن قرار توسيع عضوية منظمة شنغهاى للتعاون عبر انضمام الهند وباكستان يزيد من قوة اتخاذ القرارات مضيفا “إننا نعرف تاريخ العلاقات بين البلدين “الهند وباكستان” ونعول كثيرا على أن تصبح منظمة شنغهاي ساحة إضافية للبحث عن حلول وسط حول المسائل الخلافية.. إننا ننظر أيضا إلى امكانية انضمام إيران ودول أخرى إلى المنظمة”.
وقال بوتين “إن المنظمة حددت أولوياتها إلى عام 2025 وتأمين الاستقرار الإقليمي والرد على الأزمات والنزاعات” موضحا أنه تم الاتفاق على الإعلان المشترك لمنظمة شنغهاي وتحديد المناهج الأساسية تجاه المواضيع العالمية والاقليمية وتقييم نشاط هذه المنظمة.
وأكد الرئيس الروسي أنه “في إطار منظمة شنغهاي يجري اتخاذ جميع القرارات بالإجماع .. نحن لا نعمل بمنطق الحلف العسكري ولا يفرض أحد قراراته على الآخرين” معتبرا أن هذه الآلية في اتخاذ القرارات تشكل ضامنا للاستقرار.
وحول النقاط المهمة لنتائج قمة بريكس أشار بوتين إلى أنه تم الاتفاق على استراتيجية للتعاون الاقتصادي وتطوير هذه المجموعة وتعميق وتوثيق وضعها الدولي والتنسيق فى العلاقات السياسية وتوسيع التعاون الاقتصادي والثقافي ووضع بداية للتعاون في المجال المالي وتشكيل بنك جديد وصندوق احتياطي برأسمال “مئتي مليار” دولار مشيرا إلى أنه بحلول نهاية العام يجب التحضير لخارطة طريق لتنفيذ المشاريع فى مجال البنية التحتية والزراعة وغيرها.
وحول المفاوضات بشأن الملف النووى الإيراني قال بوتين “نراقب ما يجري في فيينا وآمل إنه في الوقت القريب سوف تنتهي هذه المفاوضات بالتوقيع على الوثائق المطلوبة والتوصل إلى اتفاق حول الضمانات التي تعتبر مهمة بالدرجة الأولى لضمان الأمن والاستقرار في العالم وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
وأشار إلى أن مسألة البرنامج النووي الإيراني “يجب أن يكون لها حل وسط” معربا عن أمله في أنه “سيتم العثور عليه في القريب العاجل”.
وأضاف بوتين نحن ننطلق من أنه سوف ترفع كل العقوبات عن إيران ونحن نقف مع رفعها مؤكدا أن “العقوبات ليست أسلوبا لحل المشاكل الدولية ويجب إلغاؤها من الكلمات والاساليب الاقتصادية العالمية لأن هذا يقلب النظام الاقتصادي العالمي رأسا على عقب”.
وحول الأزمة في أوكرانيا جدد بوتين تأكيده على أن التسوية تتعثر بسبب أن السلطات في كييف لا ترغب في إجراء المفاوضات المباشرة مع إقليم دونباس لافتا إلى أنه “ليس هناك أي حل لهذه الأزمة سوى السلمي وعبر تنفيذ كامل لما تم الاتفاق عليه في مينسك”.
وأوضح بوتين أن المشاركين في قمتي “بريكس وشنغهاي” بحثوا الأزمة الأوكرانية خلال اجتماعاتهم إذ اتفق الجميع على عدم وجود بديل لتسوية الأزمة بالوسائل السلمية وعن طريق التطبيق الكامل وغير المشروط لاتفاقات مينسك.
وبالنسبة لليونان قال بوتين إنه “لدى روسيا امكانية لتقديم المساعدة لشركائها بغض النظر عن الصعوبات الموجودة فى الاقتصاد الروسي” مشيرا إلى أن رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس لم يتوجه إلينا بطلب مساعدة.
إلى ذلك أكد الرئيس الروسي خلال لقاء نظيره الأفغاني أشرف غني على هامش القمة أن موسكو تنسق خطواتها مع أفغانستان على المستوى الدولي وللدولتين تفهما مشتركا لمكافحة الإرهاب.
وشدد بوتين على أن بلاده تدعو إلى التطبيع الكامل للوضع في أفغانستان وعلى توفير الظروف الملائمة للتنمية المستدامة في هذه البلاد.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن الدولتين قد شكلتا لجنة حكومية مشتركة لدفع العلاقات الثنائية قدما إلى الأمام.
بدوره أكد الرئيس الأفغاني أن روسيا ضرورية جدا لاستعادة الاستقرار في المنطقة قائلا “إننا نعتبر روسيا شريكا استراتيجيا.. ومن دون توحيد الجهود مع الاتحاد الروسي ومن دون تكاتف الجميع لا يمكننا أن نستعيد الاستقرار في المنطقة”.
وفي وقت سابق من اليوم أيضا التقى بوتين نظيره الأوزبكي إسلام كريموف وقال الأخير إن “انضمام الهند وباكستان إلى منظمة شنغهاي كعضوين جديدين قد يؤدي إلى تعديل توازن القوى في العالم نظرا لكونهما دولتين نوويتين”.
كما تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين حيث دعا بوتين كريموف إلى القيام بزيارة رسمية إلى روسيا.
