تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الأمم المتحدة تجاهلت شروط الرياض للهدنة: استياء من التعنّت السعودي

مصدر الصورة
sns

باتت الأمم المتحدة تدرك أنها تتعامل مع دولة تخلت عن الحد الأدنى من اللياقات في العلاقات الدولية.. تشعر الأمانة العامة للأمم المتحدة بضيقٍ شديد من السلوك السعودي في الملفّ اليمني، وخصوصاً لجهة تعمّد إقصاء المنظمة الدولية عن الوضع في اليمن برغم فداحة الأزمة الانسانية. ملامح خلاف حادّ بدأت بالظهور بين المنظمة والنظام السعودي، أولى بوادرها تجاهل الأمم المتحدة للشروط السعودية في إقرار الهدنة الانسانية.

وذكرت صحيفة الأخبار، أنه وفي دعوته إلى الهدنة الانسانية التي بدأت ليل أمس وتستمر حتى نهاية شهر رمضان، تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الشروط السعودية، ما أزعج الرياض التي نقلت إلى الأمانة العامة «استياءها»، محذرةً إياها من عدم التزامها الهدنة ما لم يتم تطبيق هذه الشروط حرفياً.

والمقصود بالشروط، نص رسالة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى بان في 8 تموز الجاري، التي استندت إلى أن الأوضاع الإنسانية المأساوية نتجت مما «تسببت به مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها واستمرارهما في الهجوم ومحاصرة المدن»، ملقيةً اللوم على الجيش وأنصار الله وحدهما في سقوط «آلاف القتلى والجرحى».

مصادر مطلعة قالت للصحيفة، إن الأمانة العامة للأمم المتحدة بدت منذ أسابيع «في ضيق شديد» من مواقف الرياض التي جعلت المنظمة الدولية ثانوية في أزمة لا تستطيع تجاهلها بالنظر لفداحة المضاعفات الإنسانية. الأمم المتحدة اضطرت إلى صرف عشرات الملايين من الدولار من احتياطيها لتلبية الاحتياجات الملحّة لحصر الأزمة الإنسانية التي بلغت مستوى الخطورة القصوى، بحسب ما أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبرايان، قبل أيام، كما تستمر الرياض في المماطلة بتسديد مبلغ ٢٧٤ مليون دولار كانت قد تعهدت قبل أشهر تقديمه بحجة أنها تريد الإشراف المباشر على إيصالها بما يضمن عدم إستفادة الحوثيين وقوات الجيش اليمني منها.

كذلك، بدا ولد الشيخ، مجرد ناقل رسائل بين الرياض وجدّة وصنعاء ومسقط، قبل أن يفقد ثقة الرياض التي وقفت وراء تعيينه، من دون أن يكسب ثقة أحزاب صنعاء التي توجست من تبعيته منذ البداية. وكانت السعودية تتصرف من منطلق أن اليمن شأنٌ داخلي لا علاقة للأمم المتحدة به ولا لأي طرف آخر، وتتحرك على أساس أنه يدخل في دائرة الدفاع عن أمنها وأمن الدول الحليفة معها، من الإمارات شرقاً إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر غرباً.

بالنسبة إلى الرياض، فإن أي وقف للنار يمكن تمديده سيعني حتماً نصراً للقوات المسيطرة على صنعاء والكثير من المناطق اليمنية الرئيسية. لذلك، هي ترفض أي حلول جزئية لا تؤمن لها انتصارات نهائية. وهي ترى في الكارثة الاجتماعية التي خلفها العدوان على اليمن فرصة لتركيع اليمنيين بلقمة العيش بعدما أخفقت الصواريخ المحظورة دولياً التي قصفت بها أماكن مدنية في صنعاء وغيرها، في تأمين الترهيب المرجو. الأمم المتحدة ليست متفائلة بنجاح الهدنة. باتت تدرك أنها تتعامل مع دولة تخلت عن الحد الأدنى من اللياقات في العلاقات الدولية، نازعةً كل الأقنعة عن وجهها، لكنها دولة حليفة لإسرائيل وللولايات المتحدة، وعليها التعامل معها بمراعاة خاصة.

وأفادت الأخبار في تقرير آخر، أنّ الهدنة الانسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة دخلت حيّز التنفيذ، منتصف ليل أمس، على أن تستمر إلى 17 تموز الحالي. وفي وقتٍ أُجل فيه البحث في القضايا السياسية، التي لا تزال عالقة بين طرفي النزاع في الأزمة اليمنية، أوردت الأخبار أن المفاوضات الجارية في العاصمة العُمانية مسقط، توصلت إلى جملة حلولٍ مقترحة مستقبلاً، لجهة السلطة المحلية وإدارتها في بعض المناطق.

في هذا الوقت، أعلن زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أنه في حال استمرار العدوان، ستقدم الحركة على «رد استراتيجي كبير» لمواجهته، منها التعبئة الشاملة في كل المجالات. وأكد الحوثي خلال مناسبة يوم القدس العالمي في صنعاء يوم أمس، أن الجيش و»اللجان الشعبية» يتحركان لمواجهة العدوان مباشرةً عند الحدود، «لأنه من غير الممكن السكوت عن الاجرام المرتكب بحق الشعب اليمني». وبشأن الهدنة، أبدى الحوثي تشاؤماً في ما يتعلق بنجاحها، بسبب تجربة الهدنة السابقة «المريرة»، مؤكداً إن هذا النجاح مرتبط بالتزام النظام السعودي بها، ورهنٌ بتوقف العدوان كلياً.

بالمقابل، أبرزت الحياة: اليمنيون استبقوا الهدنة بتكثيف القتال. وأفادت أنه قبل ساعات من سريان الهدنة الإنسانية غير المشروطة التي أعلنتها الأمم المتحدة لتطبَّق بدءاً من منتصف ليل أمس احتدمت المعارك على كل الجبهات بين ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها من جهة وبين مسلحي المقاومة المؤيدين لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، في حين شن طيران التحالف غارات على تجمُّعات الحوثيين ومواقع عسكرية ومنازل موالين للجماعة ومقرّبين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأبدى الطرفان شكوكاً في إمكان صمود الهدنة.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ هدنة اليمن فرصة الانقلابيين للخروج من المأزق.. ولذلك فإن تحركات الانقلابيين غير المناسبة في الساعات التي سبقت موعد بدء الهدنة لا تبشر بوجود نية حسنة لديهم لجعل الهدنة مثالية، وإن كانوا يعدونها فرصة لإعادة الانتشار فقد أخطؤوا، لأن قوات التحالف ستكون لهم بالمرصاد، أما الفرصة التي تتاح اليوم فقد لا تتكرر غدا، ومن الأفضل لهم أن يخرجوا من المأزق بأقل الخسائر عبر استثمار الهدنة والدخول في حوار للإنقاذ مع باقي مكونات اليمن إن كانوا فعلا يريدون الخير لشعبه، وخلاف ذلك لن يكون في مصلحة الانقلابيين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.