تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أنقرة: «داعش» أول المشتبه فيهم في الهجوم..؟!

مصدر الصورة
sns

 

الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف تجمعاً للمعارضة في أنقرة يوم السبت الماضي «لا يحوّل تركيا إلى سوريا، فهو هجوم ضد بلد متقدم وديمقراطي، تماماً كما حصل في الحادي عشر من أيلول في نيويورك، أو في لندن ومدريد وباريس لاحقاً»، قال أمس رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو.

وقال رئيس الوزراء التركي إنّ السلطات الأمنية تمكنت من تحديد كيفية وصول الانتحارييَن الاثنين إلى موقع هجوم أنقرة، وكيفية تمكنهما من نقل المتفجرات، وإن التحقيقات اقتربت كثيراً من تحديد اسم شخص «يشير إلى تنظيم معين». وفي حين أعلن داوود أوغلو أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو المشتبه فيه الاول، «نظراً لطريقة تنفيذ الاعتداء»، أشار في الوقت نفسه إلى احتمال وقوف حزب العمال الكردستاني أو «جبهة التحرير الثورية» وراء التفجيرين.

وفي مواجهة عاصفة غضب شعبية، حمّلت حكومة «العدالة والتنمية» المسؤولية عن هجوم أنقرة، حجبت السلطات التركية، أمس، شبكتي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» في العاصمة أنقرة. وفيما أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن قرار حجب الشبكتين سيكون مؤقتاً، وأنه يستهدف خاصة الأخبار والصور التي لها علاقة بهجوم أنقرة، كثفت المعارضة التركية حملتها ضد أردوغان، الذي تتهمه بالوقوف وراء الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد. ميدانياً، أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش التركي، أمس، أن اثنين من جنودها قُتلا في اشتباك مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شرقي البلاد، أفادت صحيفة الأخبار.

ووفقاً للحياة، سخر داود أوغلو أمس، من اتهامات «دنيئة» حمّلت الحكومة مسؤولية الهجوم الانتحاري المزدوج الذي هزّ أنقرة السبت، مكرراً اتهامه تنظيم «داعش» بتنفيذ المجزرة، ومؤكداً أن «تركيا لن تصبح سورية». لكن المعارضة التي حشدت قطاعات مهنية مهمة، ركّزت حملاتها على الحكومة والرئيس أردوغان، متعهدة السعي خلال الانتخابات المبكرة المرتقبة الشهر المقبل، إلى «إطاحة الديكتاتور». وتعيش تركيا حال ترقب وانتظار خلال الحداد الرسمي على أكثر من مئة قتيل سقطوا في التفجير، فيما أعلنت الأحزاب السياسية تجميد مؤتمراتها حتى نهاية الأسبوع. وذكر ناطق باسم «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي أن الحزب يدرس إلغاء كل تجمّعاته الانتخابية، لاعتبارات أمنية.

وتصاعدت الضغوط على وزير الداخلية سلامي ألتينوك للاستقالة، خصوصاً بعد اعترافه بأن «الوزارة أخذت درساً مما حصل في أنقرة، وستتخذ تدابير مناسبة مستقبلاً». وأضاف أنه سيناقش مسألة الاستقالة مع داود أوغلو الذي تعهد «اتخاذ التدبير المناسب»، في حال أثبت تقرير المحققين حدوث إهمال في التدابير الأمنية لحماية المتظاهرين أو لتتبع خلايا إرهابية داخل الدولة.

لكن المعارضة كثّفت احتجاجاتها، إذ نظمت مسيرتين في أنقرة وإسطنبول، هتف خلالهما مشاركون «تجب محاسبة الدولة القاتلة». وفي تجمّع إسطنبول، هتف الحشد «أردوغان لص وقاتل». وكانت لافتة مشاركة أطباء بلباسهم الأبيض في مسيرة أنقرة، فيما هتف محامون في محكمة إسطنبول «القاتل أردوغان سيُحاسَب»، وسط تصفيق من زملاء لهم. وبدأت نقابات عمالية إضراباً يستمر يومين، احتجاجاً على الهجوم.

وأوردت صحيفة «حرييت» أن نوع المتفجرات المُستخدمة في هجوم أنقرة، مشابه لتلك التي استُخدمت في تفجير استهدف في 20 تموز الماضي ناشطين أكراداً في مدينة سوروج المحاذية لسورية، موقعاً 34 قتيلاً. وأوردت «حرييت» أن أحد الانتحاريَّين في هجوم أنقرة، قد يكون شقيق منفذ اعتداء سوروج.

وأضافت الحياة أنه ورغم أن الحكومة تتهم «داعش» بالهجوم، إلا أنها ترفض الإقرار بفرضية أن «خطر التنظيم بات حقيقة تجب مواجهتها في تركيا». وتشير أوساط إلى أن الحكومة تعتقد بأن «ما حدث هو نتاج تعاون بين داعش وحزب العمال الكردستاني، بتوفيق من دمشق، من أجل ضرب الإرادة التركية في شأن موقفها من الملف السوري». وتزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنقرة الأحد، لمناقشة ملفات الإرهاب وسورية واللاجئين، فيما حض الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا على الرد «في شكل متناسب» على الهجمات الإرهابية.

وتحت عنوان: خبر غير سار للأتراك، كتب امين قمورية في النهار اللبنانية: ما إن تلاشى دوي الانفجار المزدوج الذي هز انقرة حتى راح كل من الافرقاء يرمي الاتهامات على "ليلاه".... من سوروج الى ديار بكر الى انقرة، كشفت سلسلة التفجيرات المتلاحقة وجه تركيا المشوّه بالتناقضات الحادة والعميقة. القصة ليست فقط خياراً بين طربوش وقبعة أو بين حجاب، سفور، أو بين أتاتوركية وأردوغانية... بل بين نهجين متعارضين ومتصارعين، علماني واسلامي، حفرا عميقا في التاريخ التركي الحديث ونجحا شكلا في فرض استقرار وإحداث تنمية، لكنهما لم ينجحا في ترسيخ ديموقراطية فعلية تساوي بين كل مكوناتها.

وأضاف قمورية: تركيا التي نعمت اثناء العواصف الشرق الاوسطية بهدوء امني عكّرته نسبياً حربها الداخلية المحدودة مع اكرادها، وشهدت نموا اقتصاديا وضعها في مصاف الدول العشرين الكبرى ووفر لشعبها رخاء وازدهارا، تجد نفسها الآن تبتعد كثيراً عن أوروبا التي شاءت الانتماء اليها، وتنزلق بسرعة الى أتون الشرق وأمراضه المعدية والخطيرة. انفجار، انفجاران، ثلاثة... هكذا تكون عادة مقدمات السقوط في منطقتنا. الخبر ليس ساراً للاتراك ولا لشعوب هذه المنطقة التي اعتادت دفع فواتيرها الباهظة وفواتير غيرها.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية: تركيا تحصد ما زرعه أردوغان، أنه إذا كانت «داعش» - وهو الأكثر ترجيحاً - تقف وراء تفجيري أنقرة الإرهابيين اللذين أوديا بحياة أكثر من مئة مواطن وجرحا مئات آخرين، فالمسؤول المباشر عن هذا الفعل الشنيع هو أردوغان وحكومته وحزبه وسياساته المغامرة الهوجاء التي أتت بالإرهاب إلى تركيا، من خلال استقدام المجموعات الإرهابية من شتى أرجاء المعمورة لاستخدامها في تحقيق أهداف تدميرية في كل من سوريا والعراق، بعدما فشل مشروع «أخونة» المنطقة انطلاقاً من مصر، فراح يمارس حقده على دول الجوار وما بعدها من خلال التدخل المباشر في شؤونها، أو دعم مجموعات ظلامية متطرفة كي تمارس الإرهاب والتخريب كما في ليبيا، وكما حاول في مصر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.