وقّعت الصين، أمس، صفقة لشراء مئة طائرة «ايرباص ايه 320»، وذلك في اليوم الاول من زيارة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى بكين، الذي التقت خلاله الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي كي تشيانغ، مؤكدة «ثقتها» في قدرة ثاني اقتصاد في العالم «على الصمود في مواجهة التحديات». وتعكس زيارة ميركل الى بكين التي تستمر يومين، زيادة في النشاط الديبلوماسي بين الصين وأوروبا. وهي تأتي بعد زيارة الرئيس الصيني الى بريطانيا، والتي وقّع خلالها على اتفاقيات تجارية واستثمارية بين البلدين بقيمة 40.7 مليار يورو، كما تحصل قبل أيام من زيارة مماثلة سيقوم بها الى الصين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
ووقّعت الصفقة الضخمة، التي تبلغ قيمتها 9,7 مليارات دولار، خلال لقاء جمع المستشارة الالمانية ورئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ، وجرى خلاله تأكيد بكين أيضاً على طلبية لشراء 30 طائرة «ايه 330» للرحلات الطويلة كان جرى الاتفاق عليها في باريس، والتي تبلغ قيمتها 6,9 مليارات دولار. وأعربت ميركل خلال اللقاء عن ثقتها بالاقتصاد الصيني، بالرغم من أنها لفتت إلى ان هذا الاقتصاد سيواجه على مسار تطوره «اضطرابات وتغيرات».
من جهته، شدد لي كي تشيانغ على جهود اعادة التوازن التي بدأتها بكين وتستهدف «الارتقاء بجودة» الصناعات الصينية لصالح التكنولوجيا الحديثة والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية.
وعلى المستوى السياسي، حثت المستشارة الالمانية بكين على تسوية التوترات الاقليمية في بحر الصين الجنوبي في المحاكم الدولية، قائلة إنه «من المهم بقاء ممرات التجارة البحرية مفتوحة».
وتطرق الجانبان إلى الأزمة السورية، معربين عن اعتقادهما بضرورة إيجاد حل سياسي لها. وقال رئيس الوزراء الصيني إن الحاجة إلى حل الوضع في سوريا «تزداد إلحاحاً»، معتبراً ان «أهم شيء هو اغتنام الفرصة لتنفيذ حل سياسي، وإقامة حوار سياسي متوازن وشامل ومفتوح». من جهتها، قالت ميركل «نحتاج إلى حل سياسي ديبلوماسي. من الضروري إيجاد هذا الحل. على الأقل هناك علامات على شكل المحادثات يجمع بين المشاركين الضروريين».
إلى ذلك، من المقرر أن يعقد مسؤولون في البحرية الصينية والأميركية محادثات عالية المستوى بشأن التوترات في بحر الصين الجنوبي، وذلك بعد إبحار سفينة حربية أميركية خلال الأسبوع الحالي قرب جزيرة صناعية بنتها بكين هناك، وهو ما اعتبرته الأخيرة «استفزازاً». وقالت صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية إن قائد القوات الاميركية في المحيط الهادي الاميرال هاري هاريس سيزور بكين الاسبوع المقبل، مستندة إلى مصدر لم تكشف هويته، أفادت السفير.
وأبرزت صحيفة الأخبار: الصين تتخلى عن «سياسة الطفل الواحد». وأفادت أنه في حدث تاريخي، أعلن الحزب الشيوعي الصيني أمس إلغاء «سياسة الطفل الواحد»، في خطوة قد تؤثر بصورة دراماتيكية على وتيرة النمو السكاني في البلاد. وتأتي هذه الخطوة استمرارا للتعديلات التي تبنتها السلطات الصينية على سياسة الطفل الواحد المعتمدة في البلاد منذ عام 1978، عندما سمحت في أواخر عام 2013 لملايين الأزواج بإنجاب طفلين.
