تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: من الرهانات الخاطئة لأنقرة إلى العجز عن التراجع.. العدالة والتنمية: السلطة كلها أو الفوضى!!

مصدر الصورة
sns

أفادت الحياة أنه عشية انتخابات نيابية مبكرة في تركيا اعتبرها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بمثابة «استفتاء» يتيح تفرّد حزب «العدالة والتنمية» بالحكم، شهدت البلاد للمرة الأولى ذبح ناشطَين سوريَّين مناهضين لتنظيم «داعش». واتهمت حملة «الرقة تُذبح بصمت» التي توثّق ارتكابات التنظيم في الرقة شمال سورية، «داعش» بقتل إبراهيم عبد القادر وفارس حمادي في مدينة أورفا جنوب تركيا. وأفادت وكالة «الأناضول» للأنباء الرسمية التركية بأن الشرطة اعتقلت سبعة سوريين. إلى ذلك، دفعت الأحزاب التركية بكل أوراقها لخوض الانتخابات المبكرة المقررة غداً، على أمل إخراج البلاد من أزمة، بعد فشلها في تشكيل ائتلاف حكومي، إثر خسارة «العدالة والتنمية» الغالبية البرلمانية في الانتخابات التي نُظِمت في حزيران الماضي. وأقرّ علي باباجان، نائب رئيس الوزراء القيادي في «العدالة والتنمية»، بأن الصورة ليست مبشّرة بالنسبة إلى شعبية حزبه، علماً أن داود أوغلو رفض التكهّن بما سيحصد الحزب في الاقتراع، فيما يسعى إلى نيل 46 في المئة من الأصوات على الأقل، ما قد يتيح له التفرّد بالحكم مجدداً.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، يصف مراقبون دعوة أردوغان إلى انتخابات نيابية مبكرة بـ«المقامرة» لاستعادة السلطة كاملة، فيما تؤشر غالبية استطلاعات الرأي إلى أن نتيجة الانتخابات لن تختلف عن سابقتها، التي أرغمت الحزب الحاكم على بحث تشكيل حكومة ائتلافية.

وكتب خليل حرب في تقريره في السفير: فقدَ حزب أردوغان، «العدالة والتنمية»، البوصلة منذ سنوات، تتفق مصادر مؤيدة ومعارضة له. ليس خبراً كبيراً الذي يشير الى مشاركة أنقرة في لقاء فيينا السوري. تركيا التي أطلقت النار على قدميها منذ ما سُمّي بـ «الربيع العربي»، لم يعد بإمكانها التراجع، أو القيام بانعطافة كبيرة في سياستها السورية. الانغماس في الدم السوري يحاصر أردوغان وحزبه، لكنه لم يقتلهما حتى الآن. أردوغان لن يصلي في «المسجد الأموي»، أحرقَ حلب ولم يحتلها. سلبَ ادلب الى حين. تسللت النيران عبر الحدود اليه. «عقرب الإرهاب» يلدغ يمنة وشمالاً. «داعش» في كل مكان. له أتباع ومريدون في النواحي التركية المختلفة. له متعاطفون يعتبرونه رمزا للإسلام السليم!

وأضاف تقرير السفير: تقول مصادر في داخل الحزب الحاكم إن أردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو، قادا أنقرة الى حائط مسدود أمام البركان السوري. يذهب بولنت كنش، رئيس تحرير صحيفة «توداي زمان» الصادرة بالإنكليزية، أبعد من ذلك. يقول إن «السياسة الخارجية لهما انهارت بالكامل في المنطقة».

في بال الناخبين الأتراك وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع غداً في هذه الانتخابات المفصلية، الكثير من القضايا، والأخبار السورية بينها بالتأكيد، لكنها ليست الحاسمة في قراراتهم على ما يبدو... ليس مهماً كثيراً بالنسبة للغالبية على ما يبدو أن «تركيا أطلقت النار على قدميها» مع بداية ما سُمّي بـ«الربيع العربي»، كما تقول جنان قالسين، النائب السابقة عن حزب «العدالة والتنمية». وتسخر الصحافية في جريدة «زمان» سيفغي اقارجشما مما يجري قائلة إن «من اعتقلوا بسبب اتهامهم بشتم أردوغان، عددهم أكبر ممن اعتقلوا بسبب ارتباطهم بداعش».. «صفر مشكلات» صارت نكتة سمجة. أحمد داود اوغلو، عرابها ومطلقها، لم يعد يجرؤ على ذكرها. الناخبون الأتراك وهم يتوجهون غداً الى صناديق الاقتراع، متأثرون تحديداً بعبء اللاجئين السوريين. استهلكت الورقة «الإنسانية» التي استغلت خلال السنوات الأربع الماضية، وجرى تجديدها بموجات الهجرة الى أوروبا مؤخراً. تقول اقارجشما إن الإعلام التركي لا يركز حتى الآن كثيراً على خطر «داعش» على الأتراك، ولهذا لم يربط كثيرا حتى الآن ما بين الفشل السوري للخارجية التركية، وامتداد هذه العصابة الى الداخل التركي، مضيفة ان «الإعلام لا يقدم صورة واضحة... لكن البلد يدفع ثمن السياسة السورية الفاشلة».

تعتبر الصحافية في جريدة «زمان»، وهي من الصحف القليلة التي ما زالت تجرؤ على معارضة الحكم الحالي، أن «المشكلة هي ان الناس إما أنها تحب أردوغان، أو تكرهه.. لا حالة وسطية هنا». وبينما تعتبر اقارجشما أن «السياسة الخارجية ليست قضية مركزية في هذه الانتخابات، وان السياسة السورية لن تتغير إلا إذا سقطت هذه الحكومة ووصل بديل من حزب العدالة والتنمية الى السلطة»، يقول سواش غينج، أستاذ العلوم السياسية في «جامعة فاتح» إن حزب أردوغان «فقد القدرة على أداء دور فاعل ووسيط في الأزمة السورية، منذ أن قرر مع بداية الربيع العربي أن يربط نفسه بمسار صعود حركات الإخوان المسلمين في المنطقة».

يقول غينج، وهو من الخبراء الأتراك بالشؤون السورية، إن حزب أردوغان لم يكن مستعداً ليفهم أن المعارضة التي ظهرت ضد حكم الرئيس بشار الأسد، لن تنجح لعوامل عدة. لم يتنبه هؤلاء الى جوانب أخرى للمشهد من بينها أن الجيش والأجهزة الأمنية أكثر ولاءً مما ظنوا، وأن هناك تأييداً قوياً للأسد بين أبناء الطائفة السنية، يصل الى 40 في المئة. والمفارقة، كما يقول سواش غينج، أن أردوغان الآن لديه 40 في المئة نسبة تأييد في الشارع التركي، ولا يريد التخلي عن مقاعد السلطة.

والآن، يقول غينج «باتت روسيا أكثر حضوراً في الشرق الأوسط، وليس في سوريا فقط، فهذا نفوذها الذي يتوسع، وهي ليست أخباراً طيبة لحكم أردوغان. والآن أقول كما قلت قبل عامين، إن إيقاف الحرب أكثر أهمية من إسقاط الأسد، وتحولت بسبب هذا الموقف الى عدوّ للدولة. وأقول أيضا إننا نتحدث الى عبدالله اوجلان.. فلماذا تدفعون السنّة في سوريا لمحاربة الأسد وليس الى الحوار؟!». ويلخّص غينج المشهد الآن قائلاً «ان تركيا أصبحت أكثر عزلة إقليمياً ودولياً. حزب أردوغان الحاكم لم يعد بإمكانه التراجع الآن، لان ذلك سيرتد عليه داخلياً والناس ستقول لماذا فعلتم كل ما فعلتموه في سوريا طوال هذا الوقت؟».

بولنت كنش، رئيس تحرير «توداي زمان»، يرى أيضاً ان أنقرة باتت بحاجة الى «توجهات جديدة في السياسة الخارجية بعدما انهارت بالكامل سياسات حزب اردوغان واحمد داود اوغلو... نحتاج الى تغيير بنسبة 100 في المئة، وهذه الانتخابات فرصة أمام تركيا لمراجعة سياساتها وإعادة إطلاق مسارات أكثر حكمة مع سوريا بالإضافة الى العراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة».

جنان قالسين، المسؤولة السابقة عن شؤون السياسة الخارجية لحزب «العدالة والتنمية»، قالت إن «سياستنا السورية كانت خطأً بالكامل. لم يكن يجب أن ننحاز لأي طرف. لعبنا كل أوراقنا دفعة واحدة. هذا خطأ. انتفاضات المنطقة كانت بلا رؤوس واضحة. الآن الخطر الأكبر في المنطقة الحرب الدينية. ووزير الخارجية يقود السياسة الخارجية وحده من دون التشاور مع هياكل الحزب الحاكم كما كان يجري سابقاً. احمد داود اوغلو يتحمل المسؤولية عن هذا الفشل. لقد أطلقنا النار على أقدامنا مع الربيع العربي. أتحدث الآن علانية لأن الموضوع بات يمس أمننا القومي، والحزب لن يجرؤ على محاسبة من ورّطنا في الوحل السوري. الولاء للحاكم صحيح، لكن يجب أن يكون بحدود... المتطرفون الإسلاميون الحاليون عادوا بنا الى القرون الوسطى». «أنا، بعد انتهاء الانتخابات، أستقيل من الحزب»، قالت جنان قالسين.

«أخاف الآن على تركيا من ارتداد النار السورية علينا.. داعش يتحول الى عدو مباشر للاتراك، ولو تراجع حكم اردوغان عن دعمهم، فسيمارسون عنفا أكبر ضدنا»، قال بولنت كنش.

«قادة في الجيش السوري الحر التقيتهم قالوا لي لو عاد الزمن الى الوراء ما ذهبنا الى ما ذهبنا اليه» قال سواش غينج.

«حوّلوا قضية الأسد الى هوس وهذا خطأ. كيف سيكون بإمكانك التراجع عن سياستك الآن؟!» قالت الصحافية سيفغي اقارجشما، ختمت السفير تقريرها.

ورأى محمد نور الدين في السفير أنّ تركيا تذهب غداً الأحد إلى انتخابات نيابية جديدة خلال أقل من خمسة أشهر. هي المرة الأولى التي تخرج فيها انتخابات جديدة مباشرة من رحم انتخابات جرت للتوّ، من دون فاصل حكم لحكومة جديدة.  ويذكّر أنّ انتخابات السابع من حزيران الماضي أسفرت عن نتيجتين أساسيتين؛ إخفاق «حزب العدالة والتنمية» بالاحتفاظ بالغالبية المطلقة في البرلمان، والإطاحة النهائية بتطلع أردوغان لتعديل النظام من برلماني إلى رئاسي. ويضيف: في حال فوز «حزب العدالة والتنمية» بالنصف زائداً واحداً فسيشكل حكومة بمفرده، ويستمر كأن شيئاً لم يكن، وحينها تنتفي كل السيناريوهات الأخرى. لكن في حال لم يفز «العدالة والتنمية» بالنصف زائداً واحداً فإنه حتماً في ظل انقسام المعارضة سيكون هو المكلف تشكيل الحكومة لكونه الحزب الأول. والسيناريوهات هنا متعددة.

واعتبر الكاتب أنه في حال خسارة «العدالة والتنمية» الانتخابات وعدم القدرة على قيام ائتلاف، وعدم تقدّم نقاطه عن السابع من حزيران، فإن احتمالات دخول الحزب في مرحلة من التصدعات وولادة أحزاب جديدة من رحمه قائمة في ضوء تسريبات عن عبدالله غول، وتلميحات من بولنت أرينتش الرجل الثاني في الحزب، وهو خيار يساهم بقوة في إخراج تركيا من سياسات الاستقطاب العرقي والمذهبي والانسداد السياسي والتورّط العبثي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة القريبة أو البعيدة جغرافياً من تركيا. وختم الكاتب بأنه: خارج احتمال أن يربح «العدالة والتنمية» الانتخابات، وهذا وحده غير كافٍ لعودة الاستقرار في ظل الذهنية التي يستمرّ بها في الداخل والخارج، وخارج احتمال ائتلاف بين «العدالة والتنمية» و «الشعب الجمهوري»، فإن الاحتمالات الأخرى كلها لن تحسم المشكلات القائمة، ودونها مخاطر وصعوبات وتنبئ بدخول تركيا في أزمة مديدة ومفتوحة.

وفي الحياة، اعتبر مصطفى زين، أنه وبعيداً من طموحات أردوغان وخططه للتفرد بالسلطة، وسواء فاز في الإنتخابات غداً، أو فشل، فإن تركيا تتجه إلى الغرق في مستنقع الشرق الأوسط، بسبب سياساته المتهورة طوال السنوات الماضية، وتصوره أنه استعاد مركزية الأستانة (إسطنبول) وقوتها، وتصرفه مثل سلاطين العثمانيين في أيام عزهم.. الانتخابات التركية، غداً، محطة تاريخية مهمة، لن تخرج أردوغان من الحياة السياسية، لكنها ستحدد موقعه داخل اللعبة الديموقراطية، فإما أن يفوز بالأكثرية ويكرس نفسه حاكماً مطلقاً أو تحجمه وتضطره إلى قبول المعارضة. لكنه في كلا الحالتين، وبسبب سياساته القمعية في الداخل، والسلطانية في الخارج وتمسكه بأيديولوجيا الماضي، أدخل بلاده في دوامة العنف التي تجتاح الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.