تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لتركيا تعريفٌ اليوم: الخوف.. وأولوية أردوغان الدستور الجديد:

مصدر الصورة
sns

كشف الرئيس التركي أردوغان، امس، عن رغبته في استغلال الفوز الذي حققه «حزب العدالة والتنمية» لتمرير تعديل دستوري يمنحه سلطات واسعة، إذ قال إن هذه المسألة يجب ان تشكل اولوية بالنسبة الى البرلمان التركي الجديد. وفي موازاة هذا الهدف الذي حدده اردوغان منذ انتخابه رئيساً للجمهورية في انتخابات مباشرة قبل عام، واصل الرئيس التركي اطلاق تهديداته ضد المتمردين الاكراد، تزامناً مع استئناف الجيش التركي شن هجمات ضد مواقع «حزب العمال الكردستاني»، إذ قال ان تركيا ستقاتل حتى «تصفية» آخر مسلح كردي.

وبعد ثلاثة أيام فقط من استعادة «حزب العدالة والتنمية» التفويض بالحكم منفرداً، سعى اردوغان الى الترويج لفكرة ان الانتصار الانتخابي المفاجئ في انتخابات الاحد الماضي يقرّب حلمه تعديل دستور البلاد، لتكون أغلب الصلاحيات في أيدي رئيس الجمهورية، وهي خطوة يخشى منتقدون أن تسمح له بحكم تركيا من دون مساءلة. ويطمح الرئيس لتحويل المنصب الرئاسي الشرفي إلى منصب تنفيذي على غرار نظام الحكم الرئاسي في روسيا أو الولايات المتحدة.

وقال أردوغان إن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو سيتشاور مع زعماء معارضين لإعادة كتابة الدستور، وإنه سيدعم أي قرار برلماني بإجراء استفتاء على التعديلات الدستورية. ولم يشر اردوغان مباشرة الى السلطات الرئاسية لكنه أوضح مرارا أن تلك هي التغييرات التي يسعى اليها. ويقول مقربون من اردوغان إن النظام الرئاسي سيكفل لتركيا قيادة حازمة تحتاجها لتحقيق الرخاء.

ووافقت أحزاب معارضة تركية على الحاجة الى دستور جديد لكنها لا تدعم النظام الرئاسي الذي يتصوره اردوغان.

وعنونت صحيفة الأخبار: فرحة «الإخوان» بفوز أردوغان: نشوة ونكاية. وأوردت القول: فاز حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التركية فعاش جزء كبير من «الإخوان المسلمين» في لبنان وفلسطين أجواء الانتصار. هذه الفرحة كانت مثل «نكاية» طفولية بمن ارتاح إلى تراجع شعبية أردوغان في انتخابات حزيران الماضي. واوضحت الصحيفة:  لم يشكل فوز حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات التركية انتصاراً لأردوغان أو لرئيس حكومته (ورئيس الحزب) داوود أوغلو فحسب، بل رأت فيه أطراف عدة «انتصاراً» لها ولحزبها، ومن هؤلاء «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، و«الجماعة الإسلامية» (فرع الإخوان المسلمين في لبنان). ليل الأحد الماضي، عاش حمساويون نشوة فوز أردوغان، افتراضياً. ونشرت الصحيفة تقريراً آخر، بعنوان: أردوغان يدعو أحزاب تركيا لوضع دستور جديد.

وأبرزت الحياة: أردوغان يحيي حلمه بنظام رئاسي ويلوّح باستفتاء. وطبقاً للصحيفة، سارع أردوغان إلى محاولة الاستفادة من الفوز الباهر الذي حققه حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات النيابية المبكرة التي نُظمت الأحد، إذ أحيا مسألة صوغ دستور جديد يتيح نظاماً رئاسياً، وتعهد مواصلة القتال ضد مسلحي «حزب العمال الكردستاني» حتى إلقاء سلاحهم. وقُتل 18 شخصاً خلال اشتباكات بين القوات التركية و«الكردستاني» في جنوب شرقي تركيا، فيما اعتقلت الشرطة تسعة أفراد يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» وتخطيطهم لهجمات انتحارية في أنقرة وإسطنبول. وأوردت وسائل إعلام أن أردوغان طرح على الأكراد مجدداً معادلة استئناف مفاوضات السلام ووقف القتال مع «الكردستاني»، في مقابل دعمهم مشروع النظام الرئاسي.

وفي النهار اللبنانية، وتحت عنوان: لتركيا تعريفٌ اليوم: الخوف، كتب جهاد الزين: دعكَ من بريق الانتصار الانتخابي الباهر لـ"حزب العدالة والتنمية" وهو انتصار اقتراعي وليس برنامجيّاً، تُكرِّس الانتخابات التشريعية التركية الأخيرة نمطاً من الفاشية التي يجعلها التكوين التركي الخاص مزيجاً من أنماط الفاشيات التي عرفتها أوروبا، أي الصعود والبقاء في السلطة عبر صناديق الاقتراع، ومن التجسيد الثقافوي الأصولي الإسلامي... الحزب الحاكم يُنتِج حاكما فرداً هو غالبا القائد المؤسِّس.... إرهاب شعبوي في الشارع يتجسّد في الهجوم العنفي المنظّم باسم "مؤيِّدي" الحزب على وسائل الإعلام المعارضة.. يأتي ذلك بعد أكثر من سنتين من حملات تصفية عشرات الضباط والقضاة بما حوّل تركيا المنتهية من الدولة العميقة العسكرية إلى دولة عميقة بوليسية... في العمق ترنّحت سمعة أردوغان في الغرب الديموقراطي....

وتابع الكاتب: التقييم السائد العميق لأردوغان حاليا ولاسيما بعد الانتخابات الأخيرة في أوروبا وواشنطن أنه "حاكم أمر واقع" رغم الغلاف الانتخابي الجدي لسلطته. ستتعامل الحكومات الغربية مع أردوغان على أنه يقبض على بلد ولكن النخب الأوروبية بمن فيها الصحافة لم يعد ممكنا أن تقبله كحاكم "طبيعي". في الانتخابات الأخيرة الفائز الأول هو الخوف في تركيا. وأردوغان أصبح رجل الخوف التركي: الخوف على الاستقرار والخوف على وحدة تركيا ومنذ سنتين الخوف على الاقتصاد والليرة. ويبدو اليوم وكأنه فات الأوان لمطالبة أردوغان بسياسة مصالحة في المجتمع: مع النخب والصحافة والأقلّيّتيْن الكردية والعلوية ومع الأحزاب وحركة "حزمت" الإسلامية مثلما طالبه الجميع في تركيا بهذه السياسة، مرة بعد الانتخابات الرئاسية وقبلها بعد الانتخابات النيابية الثالثة ما قبل قبل الأخيرة... وعندما يدعو أردوغان العالم إلى احترام نتائج الانتخابات فهو يعبّر عن عدم ثقته بمدى مصداقية هذه الانتخابات إذا نُظِر إليها بكامل بنيتها وليس فقط يومها الاقتراعي. لكن ماذا الآن عن المستقبل؟

وأجاب الكاتب: أظن أن أردوغان يخطط الآن على جبهتين: العودة إلى مشروع النظام الرئاسي ونقل "المعركة" إلى الاقتصاد... وهذا سيستلزم انخراطا أكبر في البيئة التسووية التي افتتحها الاتفاق النووي فالدخول العسكري الروسي. الحرب طويلة في سوريا والعراق لكنْ هذه المرة، خلافاً للسنوات الماضية، تدور رحى الحرب في مسار بحث عن تسوية. فهل سيتمكن من درء الضعف البنيوي الذي يهدد الاقتصاد التركي والذي لا نعرف أين ينفجر كقنبلة غير موقوتة! مع ذلك السؤال الآن هل تدفع القبضةُ المحكمةُ والسلطويةُ على مؤسسات الدولة الصراعَ للتفجّر خارج هذه المؤسسات؟ فحين تُغلق إمكانيات التعبير والعمل ستلتهب ديناميات خطرة.

أما على المدى الأقرب فالصحافة التركية المتقدمة ستعيش مرحلة صعبة جدا من الترهيب المباشر وغير المباشر ولكن الحداثة التركية التي تبدو الآن مستكينة بعد الانتخابات سرعان ما ستتابع المواجهة بأشكال مختلفة. تركيا نموذج حداثي ولكن اهتزازه الحالي لن يغيّر الثقة به وبحاجتنا إليه كمسلمين وكمشرقيين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.