تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لبنان: دماء «البرج» تزخّم مبادرة نصرالله.. هل يتلقفها الحريري؟

مصدر الصورة
sns

تضامن العالم بأسره مع برج البراجنة. صارت «ضيعة البرج» مألوفة في كل عواصم العالم وبكل لغاتها، لكن ماذا بعد هذا التضامن اللفظي والمعنوي على أهميته؟ تقاطرت أمس بعض مواكب شهداء برج البراجنة، ولكل من هؤلاء حكايته، كما الجرحى، وخصوصا أولئك الأطفال الراقدين في المستشفيات ينتظرون عناقا وقبلة من والدين لن يأتيا بعد الآن. لملم الناس الطيبون في برج البراجنة جراحهم، أمس، وأفاض شارع سوق الحسينية في منطقة عين السكة بعنفوان ناسه وعباراتهم المتدفقة بالكرامة والوطنية، كما بتضحيات شهدائه وجرحاه، والمتضامنين بالشموع والكلمات والأعلام والقبضات، حتى بدا كأنه في حالة مهرجانية، استحال معها الموت، وبدت الحياة أقوى من قنابل الحقد السوداء.

وأوضحت السفير: ليس «داعش» عصابة لسرقة السيارات، ولا عصبة يترأسها شيخ طريقة ومعه شلة من الأنصار. وليس «داعش» ميليشيا أو مجموعة هواة، بل عبارة عن جيش منظم محترف يحارب وفق قواعد الجيوش، ولذلك، فإن مهمة القضاء عليه، تحتاج إلى تراكم زمن وإمكانيات، فهذا التنظيم يقدم نفسه بوصفه «حالة ثورية تقود مشروعا في المنطقة» على حد تعبير الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل، ليفترض بعد ذلك أن محاربته تكون بخلق مشروع بديل، يرتكز على الديموقراطية والعروبة.

هذه مسؤولية عربية وحتى إسلامية كبيرة، لكنها لا تعفي اللبنانيين من البحث عن دور لهم في سياق مواجهة هذا المشروع، فنحن أمام انتحاريين تعجز كل مدارس الأمن والاستخبارات والجيوش عن منع انتحارهم، فإذا صادف أن ألقي القبض على أحدهم، فلا شيء يمنعه من تفجير نفسه لقتل نفسه ليس إلا.. وعليك دائما أن تفترض أن التدابير قد تصعّب مهمة الانتحاري، لكنها لا تنفع أحيانا، خصوصا إذا تسلل سيرا على الأقدام إلى حي أو سوق، كما هو المرجح حتى الآن في حالتي انتحاريي الضاحية الجنوبية، وأحدهما يحمل الحزام الناسف نفسه الذي عُثر عليه مع انتحاري القبة في طرابلس الذي ألقت قوى الأمن القبض عليه فجر أمس الأول، ورفض التفوه بأية كلمة أمام المحققين حتى بعد ظهر يوم أمس. غير أن مواجهة الإرهابيين بكل مسمياتهم واجبة وضرورية في الأمن.. كما في السياسة أيضا وأولا.

لقد أُطلقت قبل سنة مبادرة للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري، وهي أثمرت في الكثير من المحطات الأمنية والسياسية، برغم ما تلاها من تغيير في القيادة السعودية، ومن اندلاع حرب إقليمية جديدة في اليمن، ينخرط الجانبان فيها سياسيا وإعلاميا. قبل هذا الحوار، كان سعد الحريري قد حيّد المحكمة الدولية، فوُلدت حكومة تمام سلام. واعتبرت السفير أنّ ثمة فرصة جديدة تتمثل في المبادرة التي أطلقها السيد حسن نصرالله، عشية مذبحة برج البراجنة، والمفترض أن يعيد التأكيد عليها في إطلالته المقررة مساء اليوم، في معرض تناوله جريمة الضاحية وتداعياتها السياسية والأمنية.

هذه المبادرة مؤلفة من جملة واحدة: كلنا مسؤولون عن التردي السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولا حل لأزماتنا السياسية والدستورية إلا من خلال حوار يفضي إلى إبرام تسوية سياسية شاملة تتضمن سلة متكاملة: رئاسة الجمهورية، الحكومة المستقبلية رئاسة وتركيبة، مجلس النواب والقانون الانتخابي. ولعل ميزة هذه المبادرة أن لا نظير لها في هذه اللحظة، ولذلك، يجب أن توضع على الطاولة وتدرس جيدا، ولعل المدخل للإجابة يكمن في الجواب عن السؤال الآتي: هل يملك «تيار المستقبل» وزعيمه الرغبة والقدرة، في آن معا، بأن يفصل ملف لبنان عن مسارات المنطقة وملفاتها، اذا كان الطرف الآخر، أي «حزب الله»، يملك هذا الهامش، أي قرار فصل مساره اللبناني عن مسارات الإقليم؟

واضافت السفير: على عكس ما يشتهيه «حزب الله» من شراكة تؤدي الى إبرام تسوية متكاملة، فإن «المستقبل» لا يبدو حتى الآن جاهزا، ما دامت المعادلة في الرياض هي الاستعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل الفوز بـ «انتصار ما» في اليمن، بينما كل المعطيات السياسية والميدانية لا تؤشر الى ذلك، بل على العكس، فإن المأزق السعودي يكبر، وها هو اليمن يشهد حروب كر وفر، وتوسُع سيطرة «القاعدة» في المناطق التي ترتفع فيها أعلام دول «التحالف» في الجنوب.

ورأت افتتاحية الأهرام: تفجيرات لبنان، أنّ من المهم التنبيه إلى أنه يجب ألا يترك لبنان وحده في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية، وعلى دول المنطقة أن تدرك أنه يحتاج في هذه الظروف إلى المساندة والدعم العربي، والوقوف إلى جانبه، واضعين في اعتبارهم أنه يتحمل جزءا من فاتورة الحرب على الإرهاب، كما أن على المجتمع الدولي أن يبادر بالقيام بدوره وتحمل مسئولياته تجاه حماية لبنان من خطر الإرهاب الذى يهدد وحدته واستقراره...وقد سارعت مصر فى إطار دورها المحورى نحو أشقائها، إلى إدانة الحادث الإرهابي بأشد عبارات الإدانة، وأكد بيان لوزارة الخارجية وقوف مصر مع لبنان الدولة الشقيقة حكومة وشعبا.

وفي الدستور الأردنية، تساءل: ماهر ابو طير؛ لماذا اختار داعش قتلة فلسطينيين؟! وأوضح أنها من بين مرات نادرة يعلن تنظيم داعش عن هوية منفذي العمليات الانتحارية في بيروت، والكلام عن فلسطينيين وسوري، يثير التساؤلات حول مغزى اشهار اصولهم؛ جريمة قتل المدنيين في بيروت، جريمة مقصودة، لاعتبارات عدة.... هناك في الظلال من يريد تفجير  كل لبنان، وشبك لبنان بسوريا، وتحويل المنطقة الى ساحة متفجرة متصلة، والادلة على ذلك كثيرة أبرزها اثارة حنق اللبنانيين على الفلسطينيين المسلحين في مخيماتهم، والسوريين الذين يبحثون عن منامة ولقمة عيش، في سياقات البحث عن حرب اهلية جديدة في لبنان. وأردف الكاتب: لبنان هو المستهدف، والمراد تفجيره من الداخل، واشعال حرب كراهية ضد الفلسطينيين والسوريين فيه... هل يمكن لتنظيم داعش ان يقول لنا لماذا اختار لهذه الجريمة منفذين فلسطينيين وسوريين وترك كل انصاره من شتى الملل والجنسيات، ومن يخدم هذا الاختيار تحديدا؟!.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر طارق مصاروة أنّ مشكلة لبنان ليست مشكلة الارهاب، لا داعش ولا النصرة، مشكلة لبنان داخلية اساسها عدم الولاء للوطن الواحد، والولاء للطائفة، او لدولة خارج لبنان الوطن... ستبقى لبنان تغمس خارج الصحن، وستبقى داعش وارهابها تفجّر احياء الشيعة ومساجدهم في لبنان كما في العراق والسعودية وباكستان وافغانستان ومصر وليبيا، وسيبقى الولاء الوطني هو الغائب الوحيد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.