تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: البابا تواضروس يكسر حظرا تاريخيا على سفر الأقباط إلى القدس..؟!

مصدر الصورة
sns

سافر بشكل مفاجئ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس إلى القدس المحتلة في خطوة تكسر حظرا تاريخيا فُرض على الأقباط، وربما تفتح الباب لعودتهم مرة أخرى إلى الحج إلى المدينة المقدسة التي حرموا منها منذ عقود. وقال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية الأرثوذكسية بالقاهرة “البابا سافر فقط ليصلي على جثمان الأنبا أبراهام” مطران القدس والكرسي “الأورشليمي”. وكان من المقرر إرسال وفد كنسي للصلاة على المطران الراحل السبت المقبل، باعتباره ممثل الكنيسة المصرية هناك، وأحد الآباء الأساقفة، إلا أن قطاعا كبيرا من المصريين فوجئ بإعلان تواضروس رئاسة وفد الكنيسة لقيادة صلاة الجنازة بنفسه. وبررت الكنيسة قرار السفر بما أسمته “ظرفا استثنائيا”، مؤكدة أن ذلك لا يعني موافقة البابا على السفر إلى القدس في الظروف العادية.  لكن أقباطا مازالوا يعتبرون زيارة البابا تواضروس إلى القدس مخالفة صريحة وكسرا لقرار المجمع المقدس الذي اتخذ في مارس عام 1980، والذي منع المسيحيين من السفر للحج في الأراضي المقدسة بالضفة الغربية، التزاما بمقاطعة واسعة من الشعب المصري لزيارة فلسطين وهي تحت الاحتلال.

وطبقاً لصحيفة العرب، تتناقض هذه الزيارة مع تصريحات البابا تواضروس نفسه، إذ وجه فور جلوسه على الكرسي البابوي رسالة للأقباط الذين يرغبون في السفر للقدس لزيارة مهد المسيح في بيت لحم، قال فيها “يكسرون القانون وخطأ منهم أن يقوموا ذلك”. وأكد حينها أن الكنيسة ستعاقب المخالفين لحظر السفر إلى القدس بحرمانهم من التناول (أحد أسرار الكنيسة السبعة)، وقال “لن ندخل القدس إلا مصريين مسلمين ومسيحيين معا”. ومازال ينظر في مصر إلى زيارة البابا تواضروس للقدس بأنها نوع من التطبيع مع إسرائيل التي وقعت مع مصر معاهدة سلام عام 1979 مازالت بنودها مقتصرة على الأوساط السياسية ولم تؤثر واقعيا على النظرة العدائية التي تحملها غالبية المصريين إلى إسرائيل. لكن مؤرخين يقولون إن مقاطعة الأقباط للقدس هو “جُل ما تتمناه إسرائيل، إذ سيجد المقدسيون العرب حينها أنفسهم مجبرين على بيع بضائعهم وشراء حاجياتهم من اليهود الإسرائيليين في ظل غياب العرب عن المدينة”. وأضافوا "يجب فصل ما هو ديني عما هو سياسي والسماح للأقباط بالسفر لأداء فرائضهم الدينية الذي لا يعني بالقطع أي تطبيع أو اعتراف بالاحتلال الإسرائيلي".

وأبرزت صحيفة الأخبار: عار الكنيسة المصرية: البابا في تل أبيب بحماية إسرائيلية. وأوضحت: وصمة عار في جبين الكنيسة المصرية وضعها البابا تواضروس الثاني بسفره إلى تل أبيب من أجل الوصول إلى القدس، كاسراً حرماً كنسياً فرضه سلفه البابا شنودة الثالث. البابا تواصل مع أجهزة الدولة المصرية التي رتّبت سفره إلى إسرائيل بأسرع ما يكون، ليدخل القدس المحتلة وسط حماية إسرائيلية. وأضافت الصحيفة: على حين غرة، خالفت الكنيسة المصرية القرار التاريخي الذي كانت قد اتخذته بمقاطعة زيارة القدس منذ احتلالها في حرب 1967. يوم أمس، وفي ذروة شهر العسل المصري ــ الإسرائيلي، كسر بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، تواضروس الثاني، «التابو» بسفره إلى القدس. وضرب عرض الحائط بالقرار الصادر من سلفه البابا شنودة بمنع زيارة القدس إلا وهي محررة برفقة المسلمين، كي يتمكنوا من الصلاة في المسجد الأقصى ويزور الأقباط الأماكن المقدسة.

مفاجأة البابا، التي هزّت الوسط القبطي المصري، لم تكن فقط في السفر المفاجئ الذي تقول الكنيسة إنه جاء استجابة لوصية الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى بأن يدفن في القدس، ولكنها كانت في طريقة وصوله. عادة ما يسافر الراغبون في كسر جدار رفض التطبيع عبر الأردن، ومنها براً بموافقة إسرائيلية إلى الأراضي المحتلة. لكن البابا كسر كل القواعد ووصل القدس عن طريق تل أبيب، عبر رحلة شركة طيران «اير سينا» حطت في مطار بن غوريون، والتي تصادف تنظيمها أمس مع سفر السفير الإسرائيلي حاييم كورين لقضاء إجازته الأسبوعية.

ووفق معلومات حصلت عليها الصحيفة، فإن تواضروس أبلغ «المخابرات المصرية» وأجهزة أخرى في الدولة رغبته في السفر. وفعلاً تم إنهاء الإجراءات في غضون ساعات قليلة، بعدما باشرت الأجهزة المعنية الاتصالات مع السفارة المصرية لدى تل أبيب والسفير الإسرائيلي في القاهرة، فضلاً عن السفارة المصرية في رام الله. واقترحت الأجهزة السيادية على البابا السفر إلى تل أبيب مباشرة وليس إلى عمان ومنها برياً إلى القدس، بسبب «المشقة التي سيتكبّدها»، فضلاً عن وجود رحلة طيران مباشرة في صباح اليوم نفسه الذي يرغب في السفر خلاله!

وأبرزت السفير: البابا تواضروس في القدس: تراجع عن وصية شنودة؟ وأفادت أنه في خطوة مفاجئة، توجّه تواضروس إلى القدس المحتلة للصلاة على جثمان بطريرك القدس الأنبا أبراهام، الذي توفي أمس الأول. الزيارة البابوية هي الأولى من نوعها، منذ حرب حزيران العام 1967، وأثارت جدلاً كبيراً في الأوساط القبطية، خصوصاً أن البابا الحالي قد سجل سابقة كنسية، منذ أن امتنع البابا كيرلس السادس عن زيارة الأراضي المقدسة بعد احتلال إسرائيل لها، ومن بعده البابا شنودة الثالث، الذي اتخذ في عهده قرار مقاطعة إسرائيل، والذي ظل ثابتاً عليه حتى وفاته في العام 2012، لا بل إن «بابا العرب»، كما وصفه كثيرون بالنظر إلى مواقفه الوطنية والقومية، ظل يؤكد طوال حياته أنه لن يذهب إلى القدس إلا بصحبة شيخ الأزهر. ويعتبر سفر البابا تواضروس إلى القدس كسرًا لقرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 26 آذار العام 1980 الذي منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة التزاماً برفض فئات واسعة من الشعب المصري التطبيع مع العدو الإسرائيلي بعد اتفاقية كامب ديفيد، وبعد رفض البابا شنودة الثالث مرافقة الرئيس أنور السادات في زيارته للمدينة المحتلة في نهاية السبعينيات، الأمر الذي مثّل بداية خلاف بين الرجلين، انتهى بإبعاد البابا إلى دير وادي النطرون في أيلول العام 1981. وبرغم سفر عدد من الأقباط سنوياً إلى القدس المحتلة لأداء الحج، إلا أن موقف الكنيسة الرسمي ظل ثابتا ورافضاً لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل. وانطلاقاً من ذلك، تأتي زيارة البابا تواضروس لتثير الشكوك بشأن استمرار الموقف المبدئي للكنيسة القبطية، خصوصاً أن هذه الزيارة تأتي وسط أجواء تشير إلى تغيرات ملحوظة في الموقف المصري الرسمي إزاء إسرائيل.

وقبل أسابيع صوتت مصر لمصلحة انضمام إسرائيل إلى لجنة الأمم المتحدة للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي. كما أثنت إسرائيل أكثر من مرّة على تطوّر التعاون الأمني مع مصر، فضلا عن العلاقات الاقتصادية والسياسية. ولعل ذلك يدفع إلى الاعتقاد أن القرار البابوي ربما يكون تأثر بالأجواء السياسية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ووفقاً للسفير، تبدو زيارة البابا تواضروس الثاني للقدس طبيعية في سياق الصلاة على الرجل الثاني في الكنيسة. وقد تكون بالفعل استثناء ولن تؤثر في موقف الكنيسة الذي ظل ثابتا لما يقرب من نصف قرن. ولكن تزامن الزيارة مع خطوات أخرى عَبَّر عن تقارب أو تفاهم رسميين بين مصر وإسرائيل، يجعل خطوة تواضروس قابلة للتأويل، كما أن علاقة المؤسسات الدينية بالنظام الحاكم في مصر، سواء الإسلامية أو المسيحية التي ظهرت في أكثر من مناسبة، تجعل من الصعب قبول الزيارة كموقف منفرد للكنيسة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.