تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لبنان بعد الهِبَة المنسية: عقوبات سعودية على قياديين من حزب الله.. ماذا عن لقاء فرنجية ـ الحريري..؟!

مصدر الصورة
sns

شاءت الصدفة ان تتقاطع في يوم واحد مصارحة فرنسية ـ لبنانية حول هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية، لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الفرنسيين. فعندما كان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، يفصح من اليرزة، عن يأسه من ان تنفذ هذه الهبة يوما، كان احد المسؤولين الفرنسيين المواكبين للملف يعبّر عن تشاؤمه، بعد دخول الصفقة، مرة ثانية، نفق الانتظار الطويل، مع التمسك بفسحة من الامل بالافراج عنها في الرياض بقرار ملكي سعودي، ويقول ايضا ان الرياض طلبت مجددا «ابطاء عملية تنفيذ الصفقة»، فيما لم يحصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أي جواب من الملك سلمان بن عبد العزيز، عن مصير الهبة، عندما التقاه في الرياض في ايار الماضي. ويبدو ان العماد قهوجي بات يستبعد تنفيذ الصفقة ـ الهبة في وقت قريب، واصفا إياها بـ«انها ما تزال حبرا على ورق»، وهو اقسى ما قيل في الصفقة من قبل مسؤول لبناني بعد اشهر طويلة من المفاوضات وتحديد لوائح الأسلحة والأولويات والتفاهم مع السعوديين حولها، وتقديم كل الضمانات المطلوبة، بالا تقع في ايدي خصومهم السياسيين في لبنان، أي «حزب الله»، طبقاً للسفير.

إلى ذلك، وطبقاً للقدس العربي، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السعودية، أمس، أن المملكة فرضت عقوبات على 12 من قياديي جماعة حزب الله اللبنانية لتنفيذهم عمليات لصالح الجماعة في أنحاء الشرق الأوسط. وقالت وزارة الداخلية في بيان «إن تصنيف تلك الأسماء اليوم وفرض عقوبات عليها يأتي استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله». وجاء في البيان أن وزارة الداخلية فرضت أيضا عقوبات على «كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطة حزب الله الخبيثة التي تعدت إلى ما وراء حدود لبنان».

من جانب آخر، وطبقاً لصحيفة الأخبار، فقد تردّد أمس أن موعداً قد يكون حُدّد قريباً لزيارة فرنجية للسعودية. وتستمر البلاد منشغلة بأخبار ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من قبل الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط. ورغم كثرة الروايات والتحليلات، الجميع بانتظار تظهير علني ورسمي لمواقف القوى الرئيسية، محلياً وإقليمياً ودولياً. وذكرت الصحيفة أن مرجعاً بارزاً في 8 آذار دعا سعد الحريري إلى إصدار موقف علني يعلن فيه رسمياً ترشيحه النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وما إذا كان موقفه هذا يعبّر عن تيار المستقبل حصراً، أو يمثل فريق 14 آذار مجتمعاً. كذلك، طلب المرجع من الحريري تظهير موقف واضح للرياض وواشنطن من الموضوع نفسه. ويبدو أن لدى 8 آذار خشية من مناورة حريرية جديدة، كما حصل سابقاً مع العماد ميشال عون، بهدف إطاحة ترشيح الأخير، ثم التراجع عن دعم فرنجية بذريعة غياب الاجماع المسيحي حوله، ربطاً بما يتردّد عن اتصالات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وشخصيات من 14 آذار، للخروج بموقف موحّد ضد «محاولة المسلمين فرض رئيس مسيحي». وفي المقابل، يجري التداول بمؤشرات توحي بأن الموقف السعودي من ترشيح فرنجية «إيجابي جداً»، وأن هذا ما كان يُفترض أن يعبّر عنه الحريري في تصريح علني (تردّد أنه تريّث في إطلاقه في الساعات الأخيرة) يتبنّى ترشيح زعيم المردة. كذلك تردّد أمس أن موعداً قد يكون حُدّد قريباً لزيارة للسعودية يقوم بها فرنجية، ويلتقي خلالها ولي ولي العهد محمد بن سلمان. في ظل هذه الأجواء الملبّدة، تبدو الرابية ومعراب في صدد خوض معركة مصيرية لقطع الطريق على ترشيح فرنجية، شعبياً، وعلى صعيد استمالة بقية الأطراف المسيحية، كحزب الكتائب، لضمان أوسع مقاطعة مسيحية في حال مضت الأطراف الداعمة لترشيح فرنجية في قرارها هذا الى حدّ عقد جلسة لانتخابه. وإذا كان ما يُسجّل في الرابية استياءً، فإنه في معراب غضبٌ من جعل القوات تبدو، مرة جديدة، في صورة الزوج المخدوع... وأملٌ بأن ما أبلغه الحريري لفرنجية عن تأييد الرياض هو موقف «قياديين سعوديين» وليس موقف السعودية، أوضحت الأخبار.

وتساءل نديم قطيش في الشرق الأوسط: لماذا سليمان فرنجية؟ وأوضح أنّ العارفين بالتركيبة اللبنانية يعرفون أن فرنجية٬ على عكس حليفيه حزب الله والجنرال ميشال عون٬ ينتمي إلى فصيلة قوى النظام أو الـ«استابلشمنت»٬ في حين يقع حلفاؤه خارجها تماًما. هو أقرب بمعنى من المعاني إلى الرئيس نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط٬ منه إلى هوية حلفائه. ثم إن التوازن السياسي في البلاد لا يسمح إلا برئيس حكومة من «14 آذار» ورئيس جمهورية من «8 آذار»؛ يرعى الأول مصلحة الدولة اللبنانية٬ ويقف الثاني «حارًسا قضائًيا» على تركة نظام الأسد. اختبار التسوية في لبنان هو تمهيد للتسوية الكبرى في سوريا. هو تقاطع الحد الأدنى بين الفيلة المتصارعة في المشرق٬ وتثبيت للتوازن اللبناني٬ بالأصالة وليس بالوكالة٬ وفرصة جديدة لحماية لبنان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.