تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أمريكا والعالم.. ترامب للرئيس الإيراني: احترس أفضل لك.. هل أوشك الغرب على الإفلاس..؟!

مصدر الصورة
sns

وصف ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن نايف، على هامش زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للرياض، العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة بالاستراتيجية. وهذه أول زيارة معلن عنها يقوم بها مسؤول كبير في إدارة ترامب للسعودية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بن نايف قوله: "علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقة تاريخية استراتيجية ولن ينجح من يحاول أن يزرع إسفينا بين السعودية وأمريكا". وأضاف وهو أيضا وزير الداخلية، أن المملكة ستواصل محاربة الإرهاب.

بالمقابل، دعا الرئيس ترامب الجمعة، نظيره الإيراني حسن روحاني للحذر، وذلك ردا على تصريحات قال فيها الأخير إن أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم. وجاء تعليق ترامب، ردا على سؤال عن تصريحات روحاني خلال حشد في طهران أثناء الاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية. وقال ترامب موجها كلامه للرئيس الإيراني: "احترس أفضل لك"، طبقاً لرويترز.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن العراق لا يريد أن يكون طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي. وتأتي تصريحات العبادي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس ترامب الخميس الماضي، حيث تطرقت المكالمة إلى التوتر مع إيران. وقال العبادي للتلفزيون الرسمي: "العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه، ولا يريد أن يكون طرفا في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق".

من جهتها، ووفقاً للحياة السعودية، صعّدت جماعة عراقية موالية لـ «الحرس الثوري» الإيراني تهديدها للإدارة الأميركية، فيما رفضت الرئاسة الإيرانية التعليق علی ردّ الرئيس ترامب على تصريح للرئيس روحاني وصف فيه الأول بعدم الخبرة ودعاه الى التزام مبدأ الاحترام عند مخاطبة الإيرانيين. وهدد أوس الخفاجي زعيم جماعة «أبو الفضل العباس» أحد فصائل «الحشد الشعبي» في العراق بضرب البوارج الأميركية في السواحل اليمنية، رداً على قرار ترامب حظر دخول مواطني سبع دول بينها العراق وإيران الى الولايات المتحدة.وقال الخفاجي في شريط فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وتردد أنه سُجل في لبنان، أن ترامب يمنع الدول العربية والإسلامية من دخول الولايات المتحدة لأنه «يخشى من دخول رموز المقاومة».

وأضاف: «نحن قادمون إليك يا ترامب، المقاومة قادمة، انتصاراتنا في حلب قادمة وهي علامة على النصر في الأمتين العربية والإسلامية». كما هدد الخفاجي البوارج الأميركية في السواحل اليمنية، قائلاً: «بوارجكم في سواحل اليمن مهددة أيضاً فامنعوا ما شئتم».

ورأى مراقبون في طهران أن ثمة خلافاً جوهرياً بين القوى الإيرانية حول كيفية التعاطي مع ترامب، ذلك أن المتشددين يشاركون «الحرس الثوري» المهدد بوضعه على لائحة الإرهاب الأميركية، في دعوته الى عدم مهادنة الإدارة الأميركية الجديدة ووضعها عند حدها، فيما يؤيد المعتدلون موقف الحكومة المتريث، حتى يتبين ما إذا كان دخان أبيض أم أسود سيخرج من «المدخنة الأميركية».

وفيما أشارت مصادر قريبة من الحكومة الإيرانية الى أن ثمة اعتقاداً بأن «فتح النار» من جانب الإدارة الأميركية ضد إيران، يتناغم مع الخطاب الشعبوي لترامب خلال حملته الانتخابية، وبالتالي هو مجرد «ظاهرة صوتية» ستخفت، رصد مراقبون بالمقابل، تغييراً حقيقياً في الموقف الأميركي من إيران، وقال الأكاديمي الإيراني هرميداس باوند إن فرض حظر جديد على شركات وشخصيات إيرانية علی خلفية التجارب الصاروخية، يدل علی بوادر اصطفاف إقليمي جديد في المنطقة، شعاره إلقاء تبعية الإرهاب على إيران، ما قد يؤثر في علاقاتها مع بقية دول الغرب.

وفي السياق، عنونت العرب الإماراتية: العبادي متخوف من نتائج التصعيد بين واشنطن وطهران.. فصيل من الحشد الشعبي يلوح باستهداف المصالح الأميركية في اليمن وباب المندب. العبادي محاط بأحزاب وميليشيات تدين بالولاء لإيران. ووفقاً للصحيفة، يعيش حيدر العبادي وضعا صعبا في ظل التصعيد المنتظر بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يمكن أن يكون العراق ساحاته الرئيسية، خاصة أن استمراره في الحكومة مرتبط بدعم كلّ من واشنطن وطهران. وتتعمق حيرة العبادي مع دعوة صريحة من أحد قيادات الحشد الشعبي إلى مواجهة الوجود العسكري للولايات المتحدة في اليمن وباب المندب، وفي ضوء تصريحات سابقة لترامب عن سعيه لاستعادة العراق من الهيمنة الإيرانية. واعتبر محللون أن حرص العبادي على تأكيد حياده تجاه المواجهة الأميركية الإيرانية المنتظرة هدفه بالدرجة الأولى تجنب غضب طهران والأحزاب والميليشيات التابعة لها، والتي وقفت ضد مساعيه لإحداث إصلاحات جذرية ومقاومة الفساد. ويرى مراقبون أن سياسة النأي بالنفس لن تقود العبادي إلى الخروج من الورطة دون أضرار خاصة أن الإدارة الجديدة جادة في تطويق إيران إقليميا، ودفعها إلى رفع اليد عن العراق.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" موضوعا بعنوان: "ترامب سيشعل حربا مع إيران وهو ما يخدم تنظيم داعش"، أشارت فيه الى ان ترامب ربما يستلهم سياسات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل في تعامله مع إيران. وأشارت إلى ان ترامب مهتم بمطالعة كتب التاريخ ودراستها أكثر من اهتمامه بالأحداث الجارية خلال العصر الحالي مقترحة عليه ان يقرأ عن معركة غاليبولي جيدا لأن تشرشل كان فقط أول قائد غربي من ستة قادة تحطمت سفنهم في منطقة الشرق الاوسط خلال القرن المنصرم، لافتة الى ان منطقة الشرق الاوسط تتسم بأنها ساحة قابلة لاشتعال المعارك بشكل أكبر من أي منطقة أخرى في العالم وإن الأخطاء التي ترتكب خلالها تكون كارثية ولا يمكن إصلاحها.

ولفتت إلى أن أغلب القادة الستة الذين فشلوا فشلا ذريعا في الشرق الاوسط كانوا يحظون بمستشارين ومعاونين سياسيين أفضل من ترامب وبالتالي يجب عليه أن يحترس ويتصرف بحذر حتى لا يصبح سابعهم، مشيرة الى ان هؤلاء القادة بينهم 3 بريطانيين و3 أميركيين أولهم كان تشرشل الذي أخطأ حساب قوة الاتراك وتسبب في مجرزة للأسطول البريطاني في غاليبولي والثاني لويد جورج الذي دمر حكومته العام 1922 بالتهديد بإشعال الحرب مع تركيا أما الثالث فكان أنتوني إيدن الذي أغرق نفسه في أزمة قناة السويس العام 1956 وأيضا توني بلير الذي تلطخت سمعته بالتراب بسبب الحرب على العراق.

بدورها، نشرت صحيفة "الغارديان" موضوعا بعنوان: "ترامب يخطط لسياسة أمنية جديدة بعد فشل قرار منع تأشيرات الدخول"، أوضحت فيه ان ترامب يستعد لطرح سياسة امنية جديدة بعد فشل قراره التنفيذي الأخير بمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية إثر قرار المحكمة وقف تنفيذه. وأشارت الى أن ترامب أكد ذلك في خطاب له لكنه لم يوضح تفاصيل هذه السياسة الجديدة بعدما ألغت المحاكم الاميركية واحدا من أول قراراته وأكثرها إثارة للجدل، لافتة الى ان ترامب تعرض لإحباط كبير بعد رفض محكمة الاستئناف إعادة العمل بقرار منع دخول المسلمين، لكنه قال في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه سيعمل على إجراءات جديدة لتوفير الأمن المطلوب للولايات المتحدة.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أمس، إن إدارة ترامب تتعرض لضغوطات من قبل خصومها السياسيين الذين يسعون إلى عرقلة عملها. وقالت: "من الواضح أن الضغط على الإدارة الجديدة.. يستمر. وهذا هو السبب وراء أن عقيدة البيت الأبيض في السياسة الخارجية لم يتم صياغتها حتى الآن".

إلى ذلك، قال الرئيس ترامب، خلال لقائه مع كبار المدراء التنفيذيين في قطاع الطيران الأمريكي إنه لا يستطيع مساعدة شركات الطيران الأمريكية على درء خطر منافسة الشركات الخليجية. وتشكو شركات الطيران الأمريكية منافسة، تصفها بغير العادلة، من الشركات الخليجية، وتقول إن شركات الطيران "الإماراتية" و"الخطوط الجوية القطرية" و"الاتحاد" تتلقى دعما ماديا ضخما يساعدها على التوسع في السوق الأمريكية. وناشدت الشركات الأمريكية ترامب بشعار "أمريكا أولا"، مشيرة إلى أن هذه المنافسة تضر بالعاملين الأمريكيين في قطاع الطيران. لكن موقف الرئيس الأمريكي في هذه القضية خالف بشدة سياسته التي تنطلق من مبدأ "أمريكا أولا"، وذلك كون شركات الطيران الخليجية الثلاث تشتري الكثير من الطائرات والمحركات النفاثة من الشركات الأمريكية، ما يدعم الآلاف من الوظائف ذات الأجور الجيدة في المصانع الأمريكية.

أمريكياً، أيضاً، ذكرت الحياة أنه  ومع دخول إدارة ترامب أسبوعها الثالث في السلطة هذا الأسبوع، تحول قرار حظر السفر الذي اتخذته في الـ27 من كانون الثاني الماضي، إلى ما وصفه مراقبون بـ «حجر رحى» معلق في رقبة الإدارة الفتية. وبعد تلقيه نكستين في المحاكم بتعليق أمره التنفيذي، بدا أن ترامب أيقن استحالة التغلب على القضاء في فرض أمره التنفيذي بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية، لذا سربت مصادر الإدارة الجديدة أمس، أنها لن تسعى الى نقل الصراع فوراً الى المحكمة العليا، بل ستدرس تعديل القانون في شكل يسمح بكسب المعركة، فيما أعلن ترامب عزمه على إصدار أمر تنفيذي جديد في شأن الهجرة بحلول مطلع الأسبوع المقبل.

وتحت عنوان: ترامب وإيران: العبرة بالأفعال، كتب الياس حرفوش في الحياة: واضح أن التصعيد هو اللغة السائدة على لسان ترامب في وجه طهران. لكن هذه اللغة هي حتى الآن مجرد كلام وليست قرارات صالحة للتنفيذ بهدف وضع حد للتوغل الإيراني في شؤون دول المنطقة العربية؛ لن يكون سهلاً على ترامب إعادة ترتيب العلاقة الأميركية مع طهران على أسس المواجهة كما يهدد؛ الاتفاق النووي لا يسمح بذلك طالما أن ايران تجد من مصلحتها الالتزام بحدوده الدنيا، كما انه اتفاق يحظى بغطاء واسع، دولي على مستوى مجلس الأمن، وأوروبي من خلال الحرص الفرنسي والألماني وحتى البريطاني على الحفاظ عليه. حتى إدارة ترامب نفسها ملتزمة التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق؛ ما يمكن أن تفعل إدارة ترامب في الملف الإيراني هو تصحيح الخطأ الذي ارتكبته إدارة أوباما حين لم تعمل على توظيف الاتفاق النووي لمصلحة الإقليم، بحيث تجري مقايضة استمرار الالتزام بهذا الاتفاق بوقف المغامرات الإيرانية والتدخُّلات في شؤون دول المنطقة، من سورية إلى العراق إلى لبنان، وصولاً إلى البحرين ودول الخليج.

وتساءل خالد الدخيل في الحياة: ما الذي يحصل لأميركا؟ ورأى أنّ وصول ترامب إلى منصب الرئاسة الأميركية ولا يزال، شكل عاصفة سياسية هناك لم ولن تهدأ قريباً؛ السؤال: هل يتمكن الرئيس في نهاية المطاف من فرض أجندته الداخلية والخارجية؟ الحقيقة أن رئاسة ترامب تمثل سابقة في التاريخ السياسي الأميركي. فللمرة الأولى يصل إلى البيت الأبيض رئيس ليس فقط من خارج مؤسسة الحكم، ومن دون خبرة سياسية على الإطلاق، بل ليس منسجماً مع قيم وتاريخ المؤسسة التي دخل إليها بطريقة لم يستوعبها أحد حتى الآن؛ الأزمة السياسية الداخلية التي فجرها وصول ترامب للرئاسة ليست جديدة، وإن كانت بطبيعتها ليست مسبوقة. وما ينبغي أن ننتبه إليه هو أنه بقدر ما أن وصول ترامب يعكس أزمة لمؤسسة الحكم، خصوصاً مع المكون الديموغرافي الأبيض للمجتمع، فإنه في الوقت نفسه مؤشر إلى قوة وعراقة هذه المؤسسة.

واعتبر الكاتب أنه يصعب لظاهرة ترامب أن تنجح في زعزعة مؤسسة لحكم الأمريكية التي، تستند إلى موروث تشترك فيه مع غالبية الأميركيين؛ يواجه ترامب معارضة واسعة وقاسية في القضاء، والكونغرس والإعلام، والمجتمع المدني، ومجتمع رأس المال. يحتاج الأمر إلى ما هو أكثر بكثير من ترامب. وعلى رغم صحة ما يقال عن ميول الأخير العنصرية، إلا أن تراجعاته الكثيرة تشير إلى أمرين؛ أن الرجل براغماتي، وليس ممثلاً حقيقياً لقطاع كبير في المجتمع، وبالتالي ليس مؤدلجاً كما يبدو على السطح. لكن الأصح أن هذه التراجعات تؤكد قوة ومتانة مؤسسة الحكم، كما تتبدى في السلطات الثلاث، وفي القاعدة الشعبية التي تستند إليها.

وتحت عنوان: ترامب يتخبط وبوتين يتقدم والعرب تائهون، كتب مصطفى السعيد في الأهرام: سر الفوضى التي تعم الولايات المتحدة وامتدت إلي أوروبا أن الرأسمالية الأمريكية هي من كانت تقود قاطرة تحرير التجارة العالمية، والأشد حماسا للعولمة، لكنها تنقلب علي قواعد النظام الرأسمالي، وترامب يعلن أن التجارة الحرة وبال على أمريكا، فالشعب الصيني ينتج أكثر ويستهلك أقل من نظيره الأمريكي، والمؤسسة العسكرية الأمريكية العملاقة والمنتشرة بقواعدها وأساطيلها في اليابسة والبحار تكلف 800 مليار دولار سنويا، لكنها لا تخيف أحدا، فلا منعت روسيا من دخول القرم، ولا أخافت الصين من التمدد البحري، ولا أوقفت الصواريخ الباليستية الإيرانية، وفكرة فرض إتاوات على أوروبا ودول الخليج واليابان نظير الحماية لا تبدو مقبولة، وليس أمام أمريكا إلا أن تمثل لقوانين الرأسمالية، وأن تخفض نفقاتها العسكرية والاستهلاكية لتجاري الشعب الصيني، أو أن تحتكم إلى العصا العسكرية لتفرض قانون القوة، لهذا يجري بحث تطوير القوات الأمريكية، فهي وإن كانت منتشرة بشكل واسع، فلم تثبت فاعليتها، لا في العراق ولا أفغانستان، فكيف ستكون في مواجهة الصين وروسيا أو حتي إيران؟ أما الرهان علي جماعة الإخوان وباقي الجماعات التكفيرية فخسائره تزداد، ولم يعد الاستثمار في الإرهاب يجني إلا المزيد من القلق الدولي، وها هي أوروبا تتخلي عن حكومة الوفاق الليبية، المكونة من إخوان وسلفيين وليبراليين، وبدأت تترنح في طرابلس، بينما يتقدم الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر الذي عاد من موسكو مؤخرا، ليتوجه ملك الأردن إلي مؤتمر آستانا، في استدارة مليئة بالدلالات، فالترمومتر الأردني شديد الحساسية للتبدلات في موازين القوى الدولية والإقليمية، وقد استشعر أن التحالف الأمريكي لا يجب التمسك به، ومن الأفضل اللحاق بالتحالف الروسي، أو على الأقل عدم الوقوف في مواجهته.

وتحت عنوان: إفلاس النظام العالمي الأطلسي وأفول الغرب؟ لفت د. أحمد القديدي (تونسي) في الوطن العمانية إلى صدور كتب لشخصيات فرنسية وأميركية منها كتاب (تحدي الحضارة) للوزير الفرنسي الأسبق جون بيار شوفينمون وكتاب (مذكرات السلام في زمن الحرب) لرئيس الحكومة الفرنسية الأسبق دومينيك دوفيلبان وكتاب (عدالة) للمفكر الأميركي مايكل ساندل الملقب بأرسطو هارفارد وهي جميعا تشكل صرخة فزع حيث طرحت السؤال التالي: هل نحن نعيش مرحلة سقوط الغرب؟ ثم تجيب جميعها بالقول: ”اذا ما ثبت أن الغرب ينهار فان ذلك من صنيعنا نحن لأننا جمعنا بين الجشع والغباء! ويضيف أغلب الكتاب بمرارة ”ان أزمة النظام النقدي الغربي التي تهز مجتمعاتنا هذه الأيام أخطر من أزمة 1929 لأننا اليوم مهددون بأن يحل لاعبون دوليون آخرون محلنا ويعوضوننا في تصريف شؤون الدنيا أمثال الصين وروسيا. وعقّب الكاتب: نعم. هذا ما يدور بخلد حكماء الغرب وهم يرون كيف تخون الرأسمالية نفسها وتقوض بنيانها من الأساس بإعلان عودة قوية للدولة تتدخل لإنقاذ مؤسسات مالية خاصة وأحيانا تؤممها بمبالغ مالية خيالية مأخوذة عنوة من الخزينة العامة أي من أموال الضرائب ومن ايداعات المواطنين. هذه هي التحولات الفكرية والسياسية والاستراتيجية التي تشكل قلب الغرب النابض والتي تعتبر المؤتمنة العتيدة على الخيار الرأسمالي الليبرالي وحرية الأسواق بعد القضاء الأيديولوجي على العدو الشيوعي بل واقحامه هو الأخر في دوامة الرأسمالية كشريك للغرب!

وأردف الكاتب أنّ أكبر قضية مطروحة اليوم سنة 2017 في العالم هي نهاية النظام العالمي الراهن المسمى بالأطلسي أي الذي نشأ بعد انتصار الحلفاء على النازية سنة 1945... ثم عادت الصين الى احتلال مركزها الرئيسي في توجيه دفة العلاقات الدولية باقتراح منظومة (طريق الحرير) وتبعتها روسيا بالعودة الى امبراطورية القياصرة، وجاء انتخاب ترامب معلنا لتغيير جوهري في المنظومة الأطلسية بالاقتراب من موسكو وقول ترامب بأن الحلف الأطلسي هيكل عفا عليه الزمن. العرب وحدهم ظلوا يعانون مصائبهم القومية من العراق الى سوريا الى اليمن الى ليبيا ولم يدركوا هذا التحول العميق القادم على لعبة الأمم. ولفت الكاتب إلى أنه ينقل أفكار مفكري الغرب وهواجسهم الصادرة هذه الأيام في كتب تباع بكثرة وتهتم بها وسائل الاعلام، وليس هو من يتهم الغرب من منظوره العربي المنحاز.

بدورها، تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أزمة الاتحاد الأوروبي المتفاقمة، مشيرة إلى أن السياسيين والخبراء لايستبعدون تفككه. وأفادت أن المخاوف في الدوائر السياسية والتجارية والعلمية الألمانية، تتزايد بنحو ملموس على مصيرها، باعتبار أن هذه المؤسسات هي نواة الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو. وإن خط الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه أوروبا، العصي على التكهن، هو أحد الدوافع إلى ذلك. كما أن ما يثير القلق أكثر، هو الانتخابات البرلمانية، التي ستُجرى يوم 15 آذار في هولندا، والانتخابات الرئاسية في أيار المقبل في فرنسا، لاسيما أن أمزجة التشكيك في الوحدة الأوروبية قد أصبحت قوية في هذين البلدين؛ كما أنها ليست السنة الأولى، التي تتفاقم فيها أزمة الاتحاد الأوروبي. فالديون، والهجرة، والانكماش، والبطالة تتحول إلى أزمة ثقة وتقوض دعائم المجتمع. كما تترك آثارها سياسة العقوبات، التي تلحق الضرر بالاتحاد. ولذلك، فإن عدم استبعاد ترامب، في مقابلته مع صحيفة "التايمز" اللندنية، خروج أعضاء آخرين على أثر بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يكن زلة لسان.

ومن قبلُ، توقع الحائز جائزةَ نوبل جوزيف ستيغليتس تفككَ منطقة اليورو؛ مؤكدا استعداد إيطاليا للخروج الوشيك من الاتحاد؛ وبقدر ما تتفاقم توترات الوضع اليوناني المستمرة، ويتزايد الحديث عن خروج اليونان. وبذلك، يصبح من المفهوم الاهتمام بالبؤر ذات المستقبل العصي على التكهن، مثل المزاج العام في هولندا وفرنسا. وقد وصف رئيس معهد ميونيخ "Ifo" كليمنس فويست احتمال خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي بـ "سيناريو الرعب" لا أقل ولا أكثر. إذ إن خروجها من الاتحاد النقدي، برأي الخبير الاقتصادي، يعني "نهاية منطقة اليورو"، والعودة مرة أخرى إلى العملات الوطنية، والتي سيكون معظمها ضعيفا، أمام جبروت المارك الألماني.

بيد أن كبير الاقتصاديين في مصرف "كوميرتسبنك" (الألماني) يورغ كرامر، يحذر من أن "حل الاتحاد النقدي سوف يشكل صدمة من شأنها خلق حالة من الفوضى الاقتصادية، حتى في ألمانيا". ولذلك وللاحتياط، ينصح الخبير كليمنس فويست باتخاذ إجراءات وقائية، ويقول: "إذا فازت لوبان يوم الأحد، فبدءا من يوم الاثنين يجب وضع رقابة على حركة تنقل رؤوس المال في أوروبا"، وذلك للحيلولة دون انهيار الأسواق المالية.

بدوره، يبدي رئيس معهد كيل (الألماني) للاقتصاد العالمي دينيس سنوفر قلقه إزاء العواقب السياسية. ويعتقد أنه حتى لو بقيت فرنسا في الاتحاد الأوروبي بعد انتصار لوبان، فإن "المحور الألماني–الفرنسي سوف يتقوض، وستعزز سياسة الحمائية".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.