تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا تتجه صوب الدكتاتورية.. البنتاغون: صفقة "إس-400" قرار سيادي تركي..؟!

مصدر الصورة
sns

أعلن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي أن صفقة تركيا مع روسيا بشأن توريد منظومة "إس-400" للدفاع الجوي هي شأن تركي داخلي لا تتدخل فيه الولايات المتحدة. وأضاف أن منظومات الدفاع الجوي الروسية غير متوافقة مع تقنيات الناتو، وعلى الولايات المتحدة أن تتابع كيفية استخدام تركيا لهذه المنظومات الروسية؛ جدير بالذكر أن مفاوضات روسية- تركية بشأن توريد منظومات "إس-400" للدفاع الجوي بدأت قبل عدة أشهر، وبحسب وسائل إعلام فإن أنقرة قد تنفق 2.5 مليار دولار لإنجاز الصفقة.

وقال الرئيس أردوغان، بمناسبة مرور عام على محاولة الانقلاب، إنها لن تكون الأخيرة في تركيا، مشيرا إلى أن بلاده قدمت قبل عام تماما 250 شهيدا، لكنها كسبت مستقبلها. وأشار أردوغان، خلال مشاركته في مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الانقلابية على السلطة في اسطنبول، إلى أن الشعب التركي أظهر خلال هذه الأحداث أنه معطاء لا يتردد في بذل الروح دفاعا عن قيمه ومقدساته، موجها الشكر إلى جميع المواطنين، الذين "دافعوا عن حريتهم وعن أذانهم وعلمهم ووطنهم ودولتهم". واعتبر أن محاولة الانقلاب الفاشلة لم تكن الهجوم الأول من نوعه على تركيا "وهي لن تكون الأخيرة"، وفقاً لروسيا اليوم.

إلى ذلك، اتهم أردوغان، أمس، الدول الغربية بالنفاق وازدواجية المعايير إزاء محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا ليلة 15 إلى 16 تموز 2016. وشدد أردوغان في مقال كتبه لصحيفة الغارديان البريطانية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب، على أن هذه الأحداث تشكل نقطة تحول في تاريخ الديمقراطيات، مؤكدا مرة أخرى خيبة أمل بلاده من موقف العديد من الدول الغربية حيال محاولة إسقاط الحكومة التركية الشرعية. واتهم الرئيس حلفاء أنقرة الغربيين بخيانة الشعب التركي، مضيفا أنهم فضلوا النأي بأنفسهم وانتهاج استراتيجية "انتظر وشاهد"، مما يثير انزعاجا شديدا لدى الشعب التركي؛ واستطرد أردوغان قائلا إن انتقاد هذه الدول للإجراءات التي تتخذها حكومة أنقرة بحق أنصار منظمة فتح الله غولن "يضع علامات استفهام بخصوص دعم الغرب للديمقراطية والأمن في تركيا". وأشار الرئيس التركي إلى أن العديد من قيادات منظمة غولن حصلوا على ملجأ في الدول الغربية التي تقول إنها حليفة وصديقة لأنقرة، مشددا على ضرورة "أن يختار قادة تلك الدول بين الفوز باحترام الشعب التركي من جديد، أو الوقوف إلى جانب الإرهابيين". وطالب أردوغان من جديد بتسليم فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة ومؤيديه إلى تركيا. وقال:"ليس هناك أي مبرر لخيانة صداقة تركيا بشكل لا يليق بالقيم الأساسية وبعلاقاتها الثنائية مع الدول الغربية".

وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطاينة أنه بهذا اليوم تمر الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ضد اردوغان، الذي تصفه الصحيفة بأنه "استبدادي" و"منتخب ديمقراطيا". ولفتت الى أن "البعض كان يأمل ان ترد تركيا بعد محاولة الانقلاب بالمزيد من الوحدة والالتزام بالديمقراطية، ولكن لأسف حدث العكس، فالآن تتجه تركيا، التي تعد الجسر بين الشرق والغرب، صوب الدكتاتورية". وأشارت الى أنه "منذ محاولة الانقلاب اعتقل نحو 50 ألف شخص، من بينهم قضاة وصحفيون ومحامون في مجال حقوق الانسان، وأقيل عشرات الآلاف من وظائفهم". وأوضحت أنه "في نيسان الماضي أجرى اردوغان استفتاء على تعديلات دستورية تمنحه سلطات واسعة، وفاز فيه بفارق ضئيل وأثيرت تساؤلات عن مدى عدالة الاستفتاء. هذه النتيجة قد تعكس آراء من يقيمون خارج اسطنبول ذات المستوى المادي المرتفع، فالمناطق الريفية أقل رفاها وعلمانية وتشعر بأنها غريبة عن الصفوة العلمانية"، معتبرة أنه "اتضح أن محاولات أوروبا استمالة تركيا صوب الليبرالية عن طريق التلويح بتيسيير انضمامها للاتحاد الأوربي أمر ساذج. ولكن استقرار الشرق الأوسط والتعامل مع ازمة اللاجئين السوريين أمران مستحيلان بدون تركيا ومن الأهمية بمكان بحيث لا يمكن عقابها، ولكنها في الآن ذاته اصبحت ذات نزعة ديكتاتورية متزايدة بحيث لا يمكن الثقة فيها بصورة كاملة".

وأبرزت العرب الإماراتية: أردوغان يغرق تركيا في الدكتاتورية. وأضافت أنّ أنقرة تعزل آلافا من رجال الشرطة والموظفين والأكاديميين في ذكرى الانقلاب على نظام رئيس حالم باستعادة صفة السلطان العثماني القوي.. الهوس بالانقلاب يتحكم بقرارات أردوغان. وأفادت الصحيفة أنّ تركيا عزلت أكثر من سبعة آلاف شرطي وموظف وأكاديمي في مرسوم يوم الجمعة عشية الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة، في خطوة تعكس استثمار أردوغان لتلك المحاولة لتكريس الدكتاتورية وإحكام سيطرته على الحياة السياسية في البلاد. ويقول حقوقيون ونشطاء أتراك إن أردوغان استثمر محاولة الانقلاب لإغراق البلاد في الدكتاتورية عبر الاعتقالات والفصل من الوظائف وتحويل الإعلام إلى أبواق دعاية فقط للنظام.

ووفقاً للحياة، بدأت تركيا نشاطات إحياء الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة، بقرار حكومي جديد تحت سلطة الطوارئ لطرد مزيد من موظفي الدولة، للاشتباه في تعاونهم مع جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة. وفصلت السلطات 7348 موظفاً في مؤسسات الدولة، وطردت 9 آلاف طالب من جامعاتهم، وسحبت أوسمة وميداليات كانت مُنحت لرموز تلك الجماعة، بينهم أشهر لاعب كرة قدم في تركيا هاكان شوكر. في المقابل، أُعيد 300 موظف إلى اعمالهم. وشهد البرلمان جلسة استثنائية في ذكرى المحاولة الانقلابية، شاركت فيها الأحزاب الأربعة الممثلة في المجلس، وأردوغان ورئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار وسفراء أجانب وإعلاميون. ولم تخلُ الجلسة من سجالات وتبادل اتهامات.

وتحت عنوان: تركيا: من نموذج ملهم إلى دولة مأزومة، كتب صلاح سالم في الحياة: ما يحدث في تركيا اليوم أبعد ما يكون عن معالم النموذج، أو حتى تجربة قادرة على عبور عتبات الديموقراطية، إلى تجربة دولة الحزب الواحد السلطوي، بصيغة تعددية شكلية ومسحة إسلاموية، وهذه تركيبة يزداد فشلها وضوحاً يوماً بعد يوم، سواء في ما يتعلق بالتصعيد ضد الأكراد، أو بحصار كافة قنوات الصحافة والإعلام ناهيك عن وسائط التواصل الاجتماعي، والصراع غير المبرر مع جماعة فتح الله غولن، الأمر الذي أفضى إلى تمزق في النسيج الاجتماعي، واضطهاد للعديد من الفئات المنتمية في عمومها إلى الطبقة الوسطى، والتي كانت شريكاً أساسياً ورافعة أولية لتجربة العدالة والتنمية. وأردف الكاتب: يبدو أردوغان منتشياً بقدرته الكبيرة على السيطرة على مقاليد الحزب ثم نظام الحكم في تركيا بحكم الدستور الجديد، خصوصا بعد إقصائه كل الرموز الكبيرة للحزب... غير أن تلك السيطرة ليست دليل قوة بل هي عرَض لضعف مرضي يتمثل في الشمولية، فالتجارب القوية هي التي تعبر عن نفسها بسلاسة من خلال القدرة على الإقناع، وعبر ارتياد الآفاق الجديدة ومراكمة الإنجازات الواعدة، وليس عبر الممارسة الخشنة للسلطة... ولعل ما نشهده على المسرح التركي ليس إلا دولة مأزومة تواجه أزمات مزمنة سوف تفضي حتماً إلى تراجع الحزب المسيطر على السلطة. وليست تلك هي المشكلة فقد كان ممكناً أن يتراجع الحزب في سياق طبيعي كحامل سياسي لصيغة ثقافية ثم يعود؛ وليست المشكلة كذلك في تعديل نظام الحكم الى الصيغة الرئاسية، فأكثر نظم الحكم ديناميكية وديموقراطية في العالم رئاسية؛ المشكلة الكبرى تتمثل في تراجع الصيغة الثقافية نفسها، واستهلاك الإسلام المعتدل لكل ممكنات اعتداله، وانتفاخ الرئيس بالسلطة إلى حد الجنون، والتورط في ممارسات استبداد عارية، لا تسمح بتداول وتقاسم السلطة إلا عبر انقلاب على النظام القائم أو تآكله من داخله. وللأسف أصبح هذان الخياران مصير تركيا القادم، حيث أُعطبت آليات عمل النظام، وبدأ العد التنازلي لماكينته السياسية.

وكتبت افتتاحية رأي اليوم: صحيح ان هذه المحاولة الإنقلابية الفاشلة لم تطح بالرئيس اردوغان، ولكنها اضعفته، وساهمت سياساته الداخلية والخارجية في تقليص شعبيته، والحاق اضرار كبيرة في الاقتصاد التركي انعكست في انخفاض معدلات النمو الى أقل من ثلاثة في المئة، وخسرت الليره التركية أكثر من نصف قيمتها، وباتت تركيا محاطة بالاعداء وتواجه خطر التفكك والارهاب؛ الوحدة الوطنية التي تجلت في توحد جميع احزاب المعارضة خلف الحكومة في مواجهة الانقلاب، والالتفاف حول اردوغان وحكمه، بدأت تتآكل بشكل متسارع بسبب المخاوف من انجراف تركيا نحو ديكتاتورية الزعيم القائد؛ المسيرة المليونية التي نظمها حزب الشعب الجمهوري وانتهت في اسطنبول، في التاسع من تموز الحالي، وامام السجن الذي يقبع فيه انيس بربر اوغلو، عضو البرلمان، ونائب رئيس الحزب المعارض، الى جانب 13 عضوا آخرين في البرلمان (معظمهم من الاكراد)، هذه المسيرة ربما تؤدي الى نتائج أخطر من المحاولة الانقلابية بالنسبة الى الرئيس اردوغان وحزبه.

في الذكرى الاولى للانقلاب الفاشل تقوى المعارضة ويضعف اردوغان وحزبه؛ مشكلة اردوغان انه لا يسمع للرأي الآخر، حتى لو كان من داخل حزبه، والدائرة الاصغر المحيطة به؛ الامريكان، ومعهم بعض حلفائهم العرب، ورطوا اردوغان في سورية وليبيا، وحرضوه ضد جيرانه في العراق وايران واليونان واوروبا، واقنعوه بإعادة العلاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، والآن انحازوا الى الاكراد الد أعدائه، وبدأوا يزودونهم بالاسلحة، تميهدا لاقامة دولتهم المستقلة على طول الحدود السورية التركية... ما زالت هناك فرصة أمام اردوغان لانقاذ تركيا قبل انقاذ نفسه وحزبه، شريطة ان يتخلى عن كل المواقف التي اوصلته، وتركيا، الى هذه الحالة من عدم الاستقرار والخلافات التي تعيشها حاليا، ومرشحة للتفاقم اذا استمر في تبنيها من منطلق “العناد وحالة “الانكار” التي يراها الكثيرون، ولا يريد ان يراها هو.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.