تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«قاعدة محمد نجيب» العسكرية تموضعات إقليمية جديدة في غرب مصر

مصدر الصورة
الأخبار

في الذكرى الخامسة والستين لـ«ثورة 23 يوليو»، استحضرت مصر محمد نجيب، بإطلاق اسمه على ما وُصف بـ«أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا»، التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أمس. ووفقاً لصحيفة الأخبار، بدا الأمر تكريماً متأخراً لقائد عسكري، دفعته ثورة «الضباط الأحرار» قبل خمسة وستين عاماً، إلى منصب أول رئيس للجمهورية في مصر، قبل أن تزجّه صراعات الحكم، بعد سنتين، في إقامة جبرية مذلّة، مدى الحياة، داخل إحدى الفيلّات الملكية المصادرة في حي المرج القاهري.

وبصرف النظر عن التوصيف، الذي يراه البعض مبالغاً فيه، بشأن «أكبر قاعدة عسكرية» في الشرق الأوسط وأفريقيا، فإنّ المنشأة العسكرية الضخمة، التي افتتحها الرئيس السيسي، أول من أمس، تُمثّل، من دون أدنى شك، خطوة جديدة في تعزيز القدرات العسكرية المصرية، في منطقة تتسم بمخاطر أمنية، تزداد يوماً بعد يوم، سواء أتعلق الأمر بالحدود الغربية لمصر، الممتدة عبر خط وهمي في صحراء مفتوحة، أم بالأوضاع المضطربة في ليبيا المجاورة، التي باتت ميداناً جديداً للصراعات الإقليمية؛ وتُعدُّ «قاعدة محمد نجيب» إحدى منشأتين عسكريتين ضخمتين، أقامهما الجيش المصري في منطقتين متجاورتين في غرب البلاد، وفق المتحدث العسكري، الذي وصفها بأنها «إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة كماً ونوعاً»؛ ووضع افتتاح القاعدة العسكرية في سياق «ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مخاطر وتهديدات مباشرة للأمن القومي المصري، خاصة من الاتجاه الاستراتيجي الغربي»، مشدداً على «حرص القوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر الإرهابيين المسلحين عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وفق منظومة متكاملة تُكثَّف خلالها إجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح وإعادة تمركز بعض الوحدات المقاتلة»؛ لكنّ ثمة جانباً لا يقلّ أهمية عن حماية الأمن القومي الداخلي لمصر من المخاطر القادمة من البوابة الغربية، عكسها، ولو من الناحية الشكلية، حضور لافت لكل من ولي عهد أبو ظبي محمد ابن زايد، واللواء الليبي خليفة حفتر، في حفل افتتاح «قاعدة محمد نجيب».

انطلاقاً من ذلك، فإن المتوقع أن يكون للقاعدة العسكرية المصرية الجديدة دور بارز في العمليات العسكرية في ليبيا على صعيد توفير التدريب والخطط العسكرية واللوجستية لقوات حفتر، مع العلم بأن الملف الليبي تحوّل منذ فترة إلى عنوان للتحالف الإماراتي ــ المصري، ونقطة اشتباك إقليمية أساسية، بين المحور الإماراتي ــ السعودي ــ المصري، وبين دولة قطر، وخصوصاً في ظل الأزمة الخليجية القائمة، التي فرضت نفسها في الخطاب الذي ألقاه السيسي في حفل الافتتاح؛ علاوة على ذلك، إنّ افتتاح «قاعدة محمد نجيب»، نشّط الذاكرة القريبة لبعض المراقبين، لاستعادة ما نقلته وكالة «رويترز» في آذار الماضي، عن مصادر أميركية ومصرية، لناحية نشر قوات خاصة روسية على الحدود المصرية ــ الليبية، في إطار جهود سرّية لدعم اللواء خليفة حفتر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.