تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير لـsns: لبنان: تقدّم كبير في معركة الجرود يمهّد لحسم سريع ضد «النصرة»:

مصدر الصورة
sns

المواقع التي احتلتها جبهة النصرة، في جرود عرسال، تتساقط الواحد تلو الآخر. التقدّم الكبير الذي حققته المقاومة (تحرير نحو 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحتلها «النصرة») يمهّد لحسم سريع ضد جماعة «أبو مالك التلي»، ونهاية المرحلة الأولى من المعركة، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية: تحرير الأرض التي يحتلها «داعش». وكتبت صحيفة الأخبار: مرة جديدة، تُثبت المقاومة أنها حامية البلاد، ومحرّرة الأرض. من تحرير العام 2000، إلى منع الاحتلال و«فتح كوّة في جدار الردع الإسرائيلي» عام 2006، وصولاً إلى منع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الحدود اللبنانية السورية بدءاً من العام 2012، وأخيراً، تحرير جرود عرسال المحتلة.

في غياب الدولة، وعجز السلطة السياسية عن اتخاذ قرار لحماية السيادة، ليس من حامٍ للبلاد سوى المقاومة، بدماء أبنائها، وبخبرتها المتراكمة منذ أكثر من ثلاثة عقود. هذه الوقائع لم تعد قناعة عند فئة صغيرة من اللبنانيين، ولا هي حكر على جمهور المقاومة وحده. ثمة تضامن واسع، عابر للقوى السياسية وللاصطفافات الطائفية، يعبّر عن نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مواقف سياسيين وفنانين وناشطين ومثقفين ووسائل إعلام لا تكن الود للمقاومة ولا لمشروعها، يؤيدون بوضوح عملية تحرير الجرود. القوى المعادية للمقاومة بدت معزولة، فرفعت أمس صوتها، لكن بلا طائل. حتى تيار المستقبل وجد نفسه محرجاً، فهرب من اتخاذ موقف، نحو إطلاق المواقف المؤيدة للجيش، والحديث عن «لا جدوى المعركة»، والاكتفاء بـ«التنقير» عليها، او محاولة شد عصب الجمهور وتوجيهه، على وسائل التواصل الاجتماعي، نحو تمني أن تطول المعركة ليخسر المتقاتلون جميعاً؛ ثلاثة أيام مضت على انطلاق معركة تحرير جرود عرسال من احتلال «جبهة النصرة» الإرهابية. أيامٌ قليلة كانت كافية حتّى يُحقق رجال المقاومة تقدّماً أسرع ممّا كان مُخططاً له. لا يُعدّ الأمر مفاجأة، مقارنةً بخبرات المقاومين القتالية التي تعود إلى سنوات بعيدة، ومقارعتهم للإرهابيين في سورية منذ 2011. ولكن، هناك عوامل عدّة كانت تشي بأنّ معركة جرود عرسال قد تكون أكثر صعوبة مما ظهرت عليه. الجغرافيا التي تدور عليها العمليات صعبة، وشديدة الوعورة... وبالاستناد إلى عامل الجغرافيا والظروف القتالية لـ«النصرة»، يُمكن القول إنّ هؤلاء كان من المفترض أن يخوضوا حرباً دفاعية شديدة الشراسة، ضدّ المقاومة والجيش السوري الذي يُقاتلهم في الشقّ المُحتل من الأراضي السورية. مع ذلك، لا يُمكن إنكار أنّ المواجهات في الأيام الثلاثة الأخيرة كانت عنيفة، لكنها انتهت لمصلحة المقاومة التي أدى تقدمها السريع إلى تقلّص المساحة التي تسيطر عليها جبهة النصرة إلى نحو 30 في المئة ممّا كانت تسيطر عليه سابقاً، مع تحرير كامل جرود فليطا السورية. وأكدت مصادر ميدانية أنّ التقدّم في جرود عرسال «كان أسرع من المتوقع».

وتحت عنوان: موتوا بغيظكم.. الإمرة للمقاومة أينما وجدت! كتب ابراهيم الأمين في افتتاحية الأخبار: هل من داعٍ لسجال جديد مع أنصار الإرهاب في لبنان؟ ماذا ينفع النقاش، بعد كل ما حصل وإزاء ما تقوم به المجموعات المسلحة في سورية من أعمال إرهابية، مع من لا يزال يتحدث عن ثورة وثوار؟ ماذا ينفع النقاش مع من ينظرون إلى من يفوز بالمعركة، لا إلى من يخسر؟ هؤلاء ضد أن تخسر إسرائيل الحرب مع العرب إذا كان ذلك سيحصل على أيدي رجال محور المقاومة، فهل سيبالون بهزيمة أقذر المجموعات الإرهابية في العالم؟ هل من داعٍ بعد لمناقشة عملاء وخونة.. يتآمرون مع العدو منذ عقود ولا يزالون؟

وتابع الكاتب: هؤلاء يريدون أن يقرروا، نيابة عن النازحين، أن موعد العودة إلى بلادهم لم يحن بعد. طبعاً، سمير جعجع وفارس سعيد وسعد الحريري ومعين المرعبي يعرفون دواخل النازحين، وهم تثبّتوا مباشرة، من النازحين أنفسهم، أنهم لا يريدون العودة إلى مناطق سيطرة النظام في سورية، ولا إلى مناطق سيطرة المعارضة... لكنهم لا يريدون البقاء في لبنان، وهم ممنوع عليهم سؤال السعودية أو الكويت أو قطر أو الإمارات العربية أو فرنسا أو بريطانيا عن سبب عدم استضافتهم في بلادها الغنية! ماذ ينفع أن تناقش فريقاً لا توصيف دقيقاً لمهنته سوى العمالة؟... لا تهمّ مواقعهم، ولا وظيفتهم في الحياة، ولا طائفتهم ولا مذهبهم ولا منطقتهم... هم عملاء وخونة وليس أي شيء آخر. وليس علينا سوى التعامل معهم على أساس أنهم عملاء وخونة! غير ذلك، ستلاحق المقاومة كل تافه وحقير وتكفيري وعميل، وكل جندي أميركي وإسرائيلي، وكل مرتزق عربي أو إسلامي يعمل مع الاحتلال، وستقتلهم بندقية المقاومة في كل بلاد العرب وحيث أمكن الوصول، أما من لديه رأي آخر، فليبلِّط البحر بعد أن يشرب ماءه!

وتساءل جورج سمعان في الحياة: عرسال.. تعزز حصة إيران أم تكمل اتفاق ترامب وبوتين؟ ولفت إلى تعدد القراءات لمعركة عرسال - القلمون، إنها معركة جميع اللاعبين أو المتصارعين في المسرح السوري. ونتائجها تخدم كل الأطراف. مآل المنطقة إلى حضن النظام عاجلاً أم آجلاً يعزز سيطرته وسيطرة حليفيه الروسي والإيراني على المنطقة الممتدة من حدود لبنان الشرقية وحتى حلب ويرفع حظوظ طهران في ترسيخ نفوذها في «سورية المفيدة» إلى جانب موسكو.... لكن معركة عرسال - القلمون لها وجه آخر أو قراءة أخرى؛ نتائجها تندرج في اتفاق الرئيسين ترامب وبوتين على ضرب كل القوى المتطرفة في سورية من «داعش» إلى «النصرة» وغيرهما من فصائل متشددة تعوق تفاهمهما على هدنة شاملة تسهل رسم حدود جديدة للخريطة الداخلية لبلاد الشام تبعاً لمكوناتها المختلفة، وتبعاً لمصالح الكبار الدوليين والإقليميين.

وأردف الكاتب أنه ومع انتهاء معركة الجرود اللبنانية والسورية، ستعزز إيران وحلفاؤها حضورهم في المنطقة الغربية من سورية، علماً أن الحرب للسيطرة على الحدود الشرقية مع العراق لم تنته بعد. لذلك من المبكر الفصل في نجاعة النهج الذي تتبعه إدارة ترامب التي قدمت إلى الكرملين هدية قيّمة بوقف البرنامج السري لـ «السي آي إي» لتسليح المعارضة الذي كان يعمل من تركيا والأردن وكان هذا شرط الرئيس بوتين للاتفاق على هدنة الجنوب، وقد رحبت موسكو بالخطوة التي اعتبرتها دوائر أميركية «نصراً» لها. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.