تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أخطر حَلقات الأزمة الخليجيّة: قناة الجزيرة تطالب بفَصْل الحَرمين الشّريفين عن السّياسة..؟!

مصدر الصورة
sns

تستضيف المنامة اليوم الاجتماع الثالث لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر للبحث في اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد قطر، لوقف سياستها في تمويل الإرهاب ودعمه في المنطقة. وقالت مصادر خليجية، طبقاً للحياة، أمس إن الاجتماع سيبحث في اتخاذ مزيد من العقوبات ضد قطر، ومن المتوقع فرض عقوبات تطاول الاقتصاد القطري في شكل تدريجي. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية، إن هذه الاجتماعات «تعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها وتأكيد مطالبها من قطر، وتقويم مستجدات الوضع ومدى التزام قطر التوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع». وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي، أنه «لا يبدو أن هناك مؤشرات انفراج في الأزمة مع قطر، لا سيما مع التعنت الحاصل من الدوحة... أتصور أن هناك مزيداً من الإجراءات لجعل الدوحة تفكر بجدية في التوقف عن سياستها الداعمة الإرهاب، وأشعر بأن الأزمة قد تطول لفترة أبعد مما نتصوره في ظل المكابرة القطرية، ولا أتصور أن تتراجع الدول الأربع، التي اتخذت قراراتها الحاسمة، والقافلة الخليجية ستسير إلى الأمام من دون قطر».

إلى ذلك، أكد نائب مدير وكالة أجهزة الاستخبارات الأميركية السابق مايكل موريل «دعم قطر الصريح والواضح حركات صنفتها الولايات المتحدة بأنها إرهابية مثل حماس والإخوان وجبهة النصرة في سورية»، مشيراً إلى أن قطر «تلعب لعبة كبيرة في المنطقة». وشدد مايكل في برنامج حواري على قناة «بي بي أس» الأميركية، على أن الدوحة «دعمت مجموعات إرهابية بالمال والسلاح بما في ذلك جبهة النصرة، التي أعلنتها الولايات المتحدة مجموعة إرهابية دولية في سورية».

ولفت عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" إلى أنه وفي تزامنٍ لافتٍ مع بدء اجتماع وزراء خارجية الدّول الأربع المُقاطعين لقطر في المَنامة اليوم الأحد، لُوحظ أن قناة “الجزيرة” بدأت تستخدم تعبيرًا لم تستخدمه أي دولة، أو وسيلة إعلام خليجيّة من قبل، وهو “فصل الحرمين الشريفين عن السّياسة”، في إشارةٍ إلى الأماكن المُقدّسة في مكّة المُكرّمة والمدينة المُنوّرة. وأوضح الكاتب: أن تذهب دولة قطر، وعبر ذِراعها الإعلامي الأقوى، قناة “الجزيرة”، إلى درجة المُطالبة بفَصْل الحرمين عن السّياسة، أي إلغاء تحكّم السلطات السعوديّة بموسم الحج، وحركة الحُجّاج، بطريقةٍ مُلتوية، ومَنع بعض الجنسيات المُعيّنة، أو تضييق الخِناق عليها بطريقةٍ أو بأخرى، فهذا ربّما يَرتقي إلى درجة “إعلان الحرب” بالنّسبة إلى المسؤولين السعوديين، وسيُصنّف بأنّه أخطر مظاهر التدخّل في شُؤونهم الداخليّة الأكثر حساسيّة، بالقياس إلى رُدود فعلهم السّابقة.

وأردف عطوان: المُطالبة بفَصْل الحرمين الشريفين عن السياسة، هي مُقدّمة، أو إيحاء، بما هو أخطر، أي التشكيك بأهليّة الدّولة السعوديّة في إدارة هذه الأماكن المُقدّسة، ومُحاولة نَزع سيادتها عنها، وحقّها في إدارتها، وتنظيم مَواسم الحج والعُمرة بالتّالي، وهذه خُطوة، إذا ما تمّت، وتصاعدت، ووجدت أصداء في العالم الإسلامي، تُشكّل أخطر مِئات المرّات من إغلاق الحُدود، وفَرض الحِصار، وإغلاق السّفارات؛ دولٌ قليلةٌ تجرّأت على هذهِ الخُطوة في ذروة خِلافها مع السّلطات السعوديّة، كان أبرزها ليبيا في زمن العقيد مَعمّر القذّافي، وكذلك إيران، وبعض الكُتّاب والصّحافيين المَحسوبين عليها، الذين طالبوا بقيام هيئةٍ مُستقلّةٍ تُشرف على الأماكن المُقدّسة مُكوّنةٍ من مُمثّلين عن دولٍ إسلاميّةٍ عديدة على غِرار “الفاتيكان” في روما، ولكن هذه الصّيغ قُوبلت بردود فعلٍ رافضةٍ عنيفةٍ من قبل القيادة السعوديّة.

لا نَعرف ما إذا كانت مُطالبة “الجزيرة” بفَصل الحرمين الشريفين عن السياسة، هي قمّة جَبل الثلج في استراتيجية قطريّة جديدة، أم أنّها “زلّة لسانٍ” عابرة، أم رسالة تحذير للمسؤولين السّعوديين تقول بأن القادم أعظم؛ والسّؤال هو عمّا إذا كانت السلطات القطريّة قد أجرت حساباتها جيّدًا، وهل نسّقت هذه الخُطوة، أي التلميح غير المُباشر لنزع السّيادة السعوديّة عن الأماكن المُقدّسة في مكّة والمدينة، مع حُلفائها الأتراك “القُدامى”، والإيرانيين “الجُدد”، قبل الدّخول في حَقل الألغام شديد الانفجار هذا؟  وأوجز عطوان: قطر التي تعيش حالة حِصار شديد، وعُزلة من نِصف دول الخليج تقريبًا، ألقت صخرةً ضخمةً في بِركة الأزمة الخليجيّة التي هدأت قليلًا... ونعتقد أن هُناك شعورًا لديها، وربّما معلومات، بأنّ الدّول الأربع تستعد لخَطواتٍ مُفاجئةٍ، وغير مَسبوقة... وقرّرت الإقدام على هذهِ “الضّربة الاستباقيّة” التحذيريّة؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.