تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: لبنان: الجيش يستعد لإعلان التحرير..؟!

مصدر الصورة
sns

وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، أمس إلى بيروت في زيارة رسمية للبنان تستغرق يومين. وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية التقى الرئيس ميشال عون، وبحث معه آخر المستجدات الأخيرة في لبنان والمنطقة كما بحث الجانبان التعاون الثنائي بين البلدين.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، لن يطول الوقت قبل إعلان الجيش اللبناني تحرير آخر الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إرهابيي «داعش»، الذين يستمرون في الانسحاب نحو الأراضي السورية، ويطلبون وقف النار للتفاوض على الخروج إلى دير الزور. وأفادت الأخبار، أنه إذا استمرّت وتيرة التقدّم في جرود رأس بعلبك والقاع على ما كانت عليه في أول يومين من عملية «فجر الجرود»، فسيكون بمقدور الجيش اللبناني إعلان تحرير الأراضي اللبنانية في غضون الساعات الـ48 المقبلة. عملياً، لم يعد من محور «صعب» أمام الجيش سوى محور «الكهف»، المتوقع استعادته قريباً جداً، بحسب مصادر ميدانية. وترى المصادر أن انسحاب مسلحي داعش السريع باتجاه الأراضي السورية في اليومين الماضيين، يدلّ على فقدان أي أمل بالقدرة على خوض المعركة. ومن الواضح أن وضع التنظيم لم يكُن كما توقّعه بعض المراقبين. فقد أدى فتح الجبهات كلها ضدّه على جانبي الحدود، في وقت واحد، إلى إضعاف قدرته على المقاومة. كذلك صار مؤكداً أن الحصار الذي فُرض عليه في الأشهر الماضية، من على جانبي الحدود، أنهكه بشكل كبير، وأثّر سلباً على قدرته على العمل والتجهيز. وعلمت «الأخبار» أن أمير «داعش» في الجرود، موفق أبو السوس، يطلب بصورة يومية وساطة للتفاوض، ويبعث برسائل مفادها أن «لا مشكلة بيننا وبين الجيش اللبناني»، داعياً إلى فتح ممر آمن «للخروج إلى دير الزور، وتحديداً إلى مدينة الميادين». لكن الجانب اللبناني، ممثلاً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رفض الطلب، بعدما أصرّ «أبو السوس» على وقف إطلاق النار قبل التفاوض، فيما أصرّ إبراهيم على التفاوض تحت النار، وأن يكون على بندين فقط: تقديم معلومات عن جنود الجيش المخطوفين منذ آب 2014، والاستسلام. وردّ «أبو السوس» بأنه لن يفصح عن أيّ معلومات بشأن المخطوفين قبل مغادرته الأراضي اللبنانية.

وأفادت الأخبار أنه ليس أمراً عابراً أن تكشف القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن «هزيمة داعش» في مواجهة حزب الله والجيشين اللبناني والسوري، «... تقلق صناع القرارات في تل أبيب، بالتأكيد». إذ لا يخرج هذا الكشف عن إطار المقاربة الإسرائيلية التي حدد معالمها بنيامين نتنياهو، إزاء المعارك التي تستهدف اقتلاع هذا التنظيم. والأمر نفسه ينسحب على المبررات التي أوردتها القناة، أيضاً، في تفسير قلق صناع القرار السياسي والأمني. إذ أوضحت بأن هذه الهزيمة ستؤدي ــــ من منظور إسرائيلي ــــ الى سيطرة أطراف محور المقاومة، وبحسب التعابير التي استخدمتها القناة «من الواضح للجميع بأن هزيمة داعش معناها تمركز إيران والحرس الثوري وحزب الله في المناطق التي يخرج منها داعش...». لكن بعيداً عن السيناريو الذي تخيلته القناة لمرحلة ما بعد إنهاء سيطرة داعش، فهي تكشف عن قلق عميق في تل أبيب من التكامل بين الجيش اللبناني والمقاومة، في إطار الثلاثية التي تشكل عنوان الاستراتيجية الدفاعية للبنان: الجيش والشعب والمقاومة.

ومن الجهة السورية، وفقاً للحياة، سجلت المعلومات العسكرية أمس استخدام «حزب الله» طائرة مسيرة من بعد لقصف مواقع «داعش» على الأراضي السورية، بموازاة استخدام الجيش اللبناني خلال الأيام الثلاثة الماضية وقبل بدء العملية، طائرة «سيسنا» الأميركية الصنع لقصف مواقع التنظيم بصواريخ موجهة من بعد (من نوع هيلفاير) التي تحقق إصابات مؤكدة، وفق ما أكد مصدر رسمي لبناني. وتزامن ذلك مع إعلان السفارة الأميركية في بيروت عن «فخر بلادها بدعم الجيش باعتباره المدافع الوحيد عن لبنان وشريكاً في معركتهما المشتركة ضد داعش»، بينما عبرت السفارة الفرنسية عن «كل الإعجاب والدعم للجيش»، مؤكدة أن لبنان وفرنسا يواجهان عدواً مشتركاً. وكانت وحدات الجيش التي تقدمت في الجرود أول من أمس رفعت العلم الإسباني إلى جانب اللبناني، تضامناً مع ضحايا اعتداء برشلونة.

ومن الجهة السورية شن الطيران السوري غارات مكثفة أمس، على مواقع «داعش» المتبقية، بعدما أعلن الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» السيطرة على موقعين استراتيجيين هما وادي الحمائم الذي كان خط إمداد أساسياً للمسلحين، وجبل صرف الموصل، الذي يعتبر معقلاً رئيساً لهم، ما يسهل انقضاض الحزب على المساحة التي يتحصنون بها.

وقال مصدر أمني في الجيش اللبناني، إن عناصر من القوات اللبنانية ضبطت صواريخ مضادة للطائرات في مخبأ للأسلحة داخل منطقة انسحب منها تنظيم "داعش".

وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها الضوء على طبيعة العمليتين، اللتين أطلقهما الجيش اللبناني من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، في وقت واحد، ودون تنسيق بينهما ضد "داعش" في الجرود. وبحسب الصحيفة، فإن الجيش اللبناني يصر على أنه لا يوجد أي تنسيق مع حزب الله والجيش السوري، مشيرة إلى أن المعركة تتسم بطابع الحساسية، بسبب الدعم الأمريكي للجيش اللبناني، والتصنيف الأمريكي لحزب الله على أنه منظمة إرهابية.

وزعم آرام نيرغويزان، في تحليل لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الجيش اللبناني لا يمكنه خسارة هذه المعركة، لأنها برأيه ستدعم حجة "حزب الله" بأن "إيران لا غنى عنها في استقرار لبنان". ولفت تقرير الصحيفة إلى أن لبنان تلقى أكثر من مليار ونصف المليار من المساعدات العسكرية الأمريكية خلال العقد الماضي، وتضمنت المساعدات، دبابات، طائرات بدون طيار، مقاتلات، ومروحيات وهي تشكل 80% من تجهيزات الجيش، بحسب وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية، فضلا عن تدريب أكثر من 32 ألفا من أفراد الجيش اللبناني. وبحسب الصحيفة، فقد ساهمت تلك المساعدات بشكل كبير في تحويل جيش لبنان الضعيف تاريخيا والمنقسم سياسيا إلى قوة قتالية فعالة، لكن المعركة المقبلة تشكل تحديا له.

في سياق آخر، هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بعد نشره لصورة وتعقيب عن عملية "فجر الجرود" اللبنانية ضد تنظيم داعش، قائلا: "معركة واحدة ضد عدو واحد يخوضها جيشان". وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في فيسبوك معلقا على صورة تظهر فيها آليتان عسكريتان ترفع الأولى العلم اللبناني والأخرى علم حزب الله: "سؤال يحير كل من ينظر إلى الصورة.. ماذا يعني وجود علمين في معركة واحدة؟ ألا يخوض الجيش اللبناني حربا وطنية ضد الإرهاب تحت راية العلم اللبناني؟ إذا كان حزب الله يدعي (لبنانيته) فليس من المنطق أن يواجه تحت راية علم وطنه؟ أو أنه يخوض حربا لراية أخرى؟".

في المقابل، أعلن حزب الله انه يستخدم طائرات مسيرة مسلحة في المعارك التي يخوضها ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية على الحدود اللبنانية السورية. وقال الاعلام الحربي التابع للحزب ان “طائرات المقاومة المسيرة تستهدف نقاط ودشم وتحصينات تنظيم +داعش+ في جرود القلمون الغربي، وتحقق إصابات مباشرة”. وقال مصدر ميداني لفرانس برس “انها المرة الاولى يستخدم حزب الله طائرات مسيرة مسلحة في معركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وهي المرة الاولى يستخدم الحزب هذا السلاح بهذه الكثافة”، موضحا انه سبق ان استخدمه في معارك اخرى في سورية ولكن بحجم أقل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.