تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السياحة الدينية في الأردن: نعم لإسرائيل.. لا لغيرها..؟!

مصدر الصورة
الأخبار

أفاد تقرير مطوّل في صحيفة الأخبار أنه في بلد يعاني أزمات اقتصادية خانقة ولا يزال يعتاش على فُتات المساعدات الدولية والوعود الخليجية بالقروض والمنح، يصرّ النظام الرسمي، ومعه التيار السلفي المهيمن، على رفض تفعيل السياحة الدينية، الإسلامية والمسيحية، رغم كثرة المزارات والأماكن المقدسة لعدد من الطوائف، في وقت يُسمح فيه للسياح الإسرائيليين، الذين يتهربون حتى من دفع الرسوم، بالدخول مع المواكب الأمنية! ووفقاً للصحيفة، لا يظهر أن الحكومات الأردنية المتعاقبة معنية كثيراً بالبحث عن بدائل مجدية لبثّ الروح في اقتصادها المتهالك، ومن ذلك إحياء السياحة الدينية، وخاصة في قرية المزار الجنوبي في الكرك، المتوقع إن أُخذ قرار بالتشجيع على زيارتها، أن يفِدَ إلى المملكة مئات آلاف الزوار من الطوائف الإسلامية المختلفة. لكن الدعاة السلفيين لا يتوقفون عن تحذيرهم المسؤولين القائمين على السياحة من الإقدام على هذا البديل، فيما يدعوهم آخرون إلى تفهّم معنى السياحة الدينية على أنها ليست ترويجاً لفكر السائح، وإنما «مكسب أردني وطني». وتحتوي المملكة على عدد من المزارات الإسلامية والمسيحية. وعند كل حديث عن انفتاح على إيران تُثار قضية التخوف من التشيع. وتعترف الحكومة بأن السياح الإسرائيليين هم الأكثر إثارة للمشكلات

وفي التقرير: لم يعد مقام جعفر بن أبي طالب في قرية المزار كما كان قبل أكثر من أحد عشر عاماً، عندما كانت ساحاته تمتلئ بالعراقيين، فضيوفه هذه الأيام قلّة، يأتون، يصلّون، ثم يغادرون، وذلك من دون عائد مادّي على المكان أو الأسواق المحاذية. السبب في ذلك أن المكان بات مثار جدل وقلق لكونه يهمّ الشيعة على وجه الخصوص، لكن بعض الأهالي قالوا إن القرية حتى بداية التسعينيات، وقبل تغلغل الأفكار السلفية التي أخذت على عاتقها محو الآثار التاريخية بحجة أن تقديسها نوع من الشرك، كان الأردنيون، وزوار كثر من العالم الإسلامي يهتمون بهذا المقام.

من جانب آخر، تُحاط أنشطة الوفود السیاحیة الیهودية بطوق من السرية والكتمان، كما أن الصحافة المحلیة رصدت خلال السنوات الماضية عدداً من «حالات السیاحة السرية في مناطق بعیدة ووعرة خارج المجموعات الرسمية من دون علم الأجهزة المختصة»، إذ تعمّد عدد من الإسرائيليين الإيهام بإضاعة أنفسهم، ثم توجهوا إلى أماكن الآثار التاريخیة لإتلاف مواقع أثرية بالمحو والتحريف أو إضافة كتابات جديدة، ودفن قطع أثرية مزيفة وسرقة الموجود منها. وكان لا يُكتشف أمرهم إلا عند طلب النجدة إذا ألمّ بهم طارئ، مع أنه كانت بعض مجموعاتهم ترفض دخول المستشفیات أو المراكز الأمنیة.

إضافة إلى ذلك، كان سیّاح يهود يخوضون رحلات سیراً على الأقدام ضمن ما يرون أنه في معتقداتهم «حجّ ديني»، وعادة ما تعثر السلطات الأردنیة علیهم بعد أن يضلّوا طريقهم ثم ينقلون جواً خوفاً على سلامتهم. وثمة تساؤلات عن أخطار السياحة المفتوحة للإسرائيليين، واستفادتهم منها لأغراض التجسس وجمع المعلومات، فضلاً عن المشكلات وحالات القتل التي يتسببون فيها، وخاصة أن الأطماع الإسرائيلية لن تنتهي عند حدود الضفة الغربية المحتلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.