محطة أخبار سورية
اعتبر مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات رفيق نصرالله انّ خارطة الشرق الأوسط الم التي يسوّق لها بعض وسائل الإعلام الخليجية انكشف دور تآمرها في العالم العربي "من المرجّح أن يرتفع عدد المحطات العربية من 720 محطة الى حوالي 1500 محطة خلال عامين".
وقال نصر الله في حديث لمحطة الـ"nbn" أن عدد المحطات التي تبث التحريض الطائفي يصل عددهم الى حوالي 130 محطة، من دون ان ننسى المحطات المتخصصة بالأخبار والذي بدا يذبل نجمها لسقوط المصداقية لها نهائياً".
يضيف نصرالله "موجة الإعلاميين الليبراليين الجدد المزروعين في أوطاننا هي التي سوقّت لثقافة العشائر والطوائف والأعراق وتزكية الشعور الأقلوي. منذ متى يتحدثون في سوريا عن عشيرة فلانية ومنذ متى يتحدث الليبيون عن شرق وغرب! هناك تسويق للعشائر في سوريا وللقبائل وتزكية لشعور الديني".
نصرالله طالب بيقظة عربية تُسقط هذه المحطات الفضائية بالعودة الى ميثاق الشرف الإعلامي "أنتجنا رجال دين متلفزة تفتي في امور الزواج والحب والغرام وفي سعر الصابون لتصل في النهاية الى السياسة والإفتاء في قتل الناس "حتى الآن هناك بحقّي فتوتان من اميرين يهدران دمي في إحداها تقول "إهدروا باسمه تعالى دم رفيق نصرالله". يعقّب "أخذوا الوكالة من الله وحللّوا ذبحنا ونسوا اسرائيل، تصوروا أحد المشايخ السعوديين يقول "ما المانع من قتل ثلث السوريين ليبقى الثلثان " أما القرضاوي يقول "مفسدة صغيرة لمصلحة... يروح فيها دم. ومالو".
تابوت يطير في ماتم على الهواء على قناة "الجزيرة"
ورأى نصرالله أنّ المفسدة المالية وصلت الى رجال الدين ولأصحاب المؤسسات الإعلامية من بينهم شخصيات لبنانية للأسف... نحن نعرف جيداً من هم الذين قبضوا الأموال. ما تتعرّض له سوريا في الإعلام من حربٍ عالمية كبرى يُشبه عدوان حرب تموز الذي حصل في لبنان لا بل أخطر منه لأنّه يستخدم الوسائل الناعمة لا العسكرية".
ويقول نصرالله: "نحن نفهم أنّ الإعلام ينقل وجهات النظر كلهّا، لكن أن يضخّ في كلّ الوقت تحريضاً بين السنة والعلويين والمسيحيين والدروز لقتل الناس بعضهم بعضاً مع تزوير الحقائق وتضخيم الأحداث مسألة ليست مقبولة وفق كلّ مفاهيم الإعلام المُتعارف عليه. تلفزيون الـ"BBC" كان يدعّي انّه لا ينشر ايّ خبر دون التأكدّ من جهتين على الأقل من أنّ المصادر موثوقة. ما حصل فيه وسريا هناك عملية إنتاج لشهود عيان وصناعة إعلامية تحريضية للإكثار من الجنازات، ولكنّه في أحد المشاهد التي بثتهّا محطة الجزيرة جلب المتآمرون تابوتاً فارغاً دون إحتساب الظرف المناخي ما أدّى الى طيرانه فوق رؤوس الناس".
وسأل نصرالله عن بدعة "الشاهد العيان" قائلاً "هل تسمحون لي بالإتصال بقناة الجزيرة في الدوحة والقول أني شاهد عيان عن تظاهرات تحصل في قطر. هناك مهزلة إعلامية حصلت في شمال الأردن بانتاج فيلم معد على الطريقة السينمائية لشبان ونسوة لتمثيل إعتداء قوى الأمن السوري على نسوة ضمن سيناريو كلام بذيء بعد تأمين الألبسة المطلوبة لنشر الصور على القنوات الفضائية على أنّ الأحداث حصلت في درعا".
أسماك تائهة
نصرالله قدّم التعازيّ الحارّة لمحطة "الجزيرة" القطرية على موت أسامة بن لادن، لأنّه بفضلها تمّ التسويق له "لهذا السبب كانت الأفلام تأتي الى قناة الجزيرة... هناك ارتباط لنشاط الطالبان بهم وفي النهاية هي من سوقّت للنشاط السلفي في المنطقة". يفسّر نصرالله "إنّ الرأي العام كالأسماك التائهة، نحن نعطيها الضوء وهي تأتي الينا، وللاسف إنّ إصطياد الأسماك في الليل يشبه إصطياد الناس في الإعلام، الرأي العام العربي بنسبة مرتفعة تائه وضائع ويتعاطى معه من خلال تصنيعه... كما حصل بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري خلال ساعات".
الردّ "من تحت الزنّار أيضاً"
سئل نصرالله عن قدرة المواجهة لهذا الحوت الإعلامي الكبير قال: "بامكاننا المواجهة، كما حصل في طروادة بدرس نقاط ضعفهم، لكلّ إعلام ثغرات.. قطر دون وجود قناة الجزيرة ليست مؤثرة؟ اهتزاز الوضع السوري الداخلي حصل نتيجة وسائل الإعلام فقط.. ولهذا السبب يجب مواجهتهم بنفس المنظومة الإعلامية، وبعد فشل الزلزال على سوريا بدأ الإعلام المُضاد يترنّح مع نكات بالآلاف يطلقها الشباب العربي والسوريين حول قدرة "شاهد عيان" التواجد في درعا وبانياس واللاذقية في آن.
رفيق نصرالله تمنّى على الإعلام الممانع الردّ على الإعلام المترنّح "تجاوزا الإرباك مع بداية الأحداث تماماً كما حصل للبنان في بداية حرب تموز. وانصح اللبنانيين الذين لعبوا في مستوى "من تحت الزنّار" إعلامياً وأمنياً أن ينتظروا الردّ المناسب "من تحت الزنّار" أيضاً.
السيناريو
وأشار نصرلله الى انّ السيناريو المعدّ للسودان ووضعه بيد الأخوان المسلمين هو نفسه السيناريو المُعدّ في مصر سيما وأنّه يأتي بعد الـ"Deal" الذي رُكّب بين الأميركيين والأخوان المسلمين وتركيا للسيطرة على المنطقة... مقتل "بن لادن" يدخل ضمن سياقها". يسأل: "لماذا لا تُعرض صورة بن لادن؟ الصور المعروضة لبن لادن لا يمكن التشكيك بها فقط التشكيك يطال صور جثث العسكريين السوريين الذين يُمثل بهم؟". يتابع "هناك محاولات لضرب الدور المصري القيادي بالهاء الليبراليين وجماعة الأخوان المسلمين بعضهم ببعض. هناك استهدافٌ للاقباط لفرط مصر عدة سنوات تماماً كما يحصل في ليبيا من تقسيم لكيانها الى شرقي وغربي واليمن الي ثلاث اقسام شمال وجنوب وحوثيين..". يُكمل نصرالله حديثه: "التعرّض لسوريا بدأ عام 2004 مع مجيء كولن باول الى دمشق، ليليه القرار 1559 واغتيال رفيق الحريري والحملات التحريضية الطائفية في لبنان وسوريا. كان يُراد اليوم إجراء مذابح بالعلويين في مناطق تواجد أقلوي لهم كما حاولوا فعله في حمص لإرسالهم الى مناطقهم فيترأس رفعت الأسد قيادتهم. وليتسنّى لمناطق كحماه ودمشق وحمص وبعض محافظة حلب حكمها جماعات إسلامية وليبراليين مؤتمرين من ببعض السفارات فيُنشئ إمتداد طبيعي لهذه الدويلات داخل الوسط السنّي في العراق (منطقة الأنبار الذي كان يأتيها الرئيس الأسبق جورج بوش) فيحاصرون أكراد سوريا فيتواصلون مع اكراد العراق".
الشعب يريد إسقاط النظام أغنية أميركية تغنّى منذ عام ونصف
يتابع نصرالله "ما بقي من مناطق درزية تحدث عنه "بن غوريون" عام 1954 "مقتل اسرائيل يكون من خلال الجبهة الشمالية ولدرء ذلك يجب وصل جبل العرب والسويدا من خلال "دفرسوار" يعدّ داخل البقاع الغربي يصله بجبل الباروك لإنشاء الكانتون الدرزي".
رفيق نصرالله يعتبر أنّ "فشل سقوط سوريا عامي 2004 و 2005 جعلهم يستبدلونه بحرب تموز عام 2005 فلم ينجحوا بضرب العسكرتاريا الشيعية وتحويل الجنوب الى مشاع يسيطر عليه القبعات الزرق فلم يُفتت لبنان الى دويلات مذهبية... اليوم الأحداث السورية هي نفس السيناريو الـ"Deal" حصل بين الإخوان المسلمين وتركيا باثارة النعرات السنية العلوية والسنية المسيحية... وبعد تنفيذ المذابح والمجازر يأتي دور العقوبات الدولية والقرار الظنّي الذي يُشعل الفتنة السنية الشيعية باتهام حزب الله وبعض الضباط السوريين في إغتيال رفيق الحريري".
ويعتبر نصرالله أنّ عرقلة تشكيل الحكومة تأتي ضمن سياق خدمة المشروع الكبير "بالتزامن مع طلب المحكمة الدولية قادة كبار من حزب الله للتحقيق معهم وعجز الدولة اللبنانية عن تنفيذ ذلك تدخل اسرائيل على خط ايقاف المذابح في سوريا ولبنان تماماً كما هو حاصل الآن في اليمن وليبيا".
تركيا "زحطت"
وعن انعكاس ذلك على لبنان يقول نصرالله "التوطين الفلسطيني ساعتئذٍ يحصل في لبنان نتيجة تفتيته، ومن دفع مليار و200 مليون $ لشراء الإنتخابات في لبنان يدفع ملياري (2) $ لإسقاط النظام السوري وبشار الأسد... وتركيا "زحطت" لأنّ دورها كان في الأساس تآمرياً فاردوغان كان يُعدّ ليكون الشخصية السنيّة المعتدلة في عالمنا العربي بعد ترنّح شخصيتي حسني مبارك والملك عبدالله وفقدان الشارع السنّي لزعيم قوي مؤثّر".
عزمي بشارة
ودعا نصرالله الأزهر الشريف في مصر الى العودة للعب دوره في حزم الأمور بإنهاء كلّ تلك المخططات الجهنمية... لأنّ المعركة في سوريا ليست ضدّ الرئيس الأسد بل لضرب سوريا تاريخياً وجغرافياً من أجل صالح التاريخ الضيّق والجغرافيا الصغيرة. هناك بعض الإعلاميين اللبنانيين طُلب منهم شتم الشيعة وأمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، عزمي بشارة أتحّداه في مناظرة إعلامية على الهواء مباشرة... لا يحقّ لعزمي بشارة التفلسف علينا والتكلّم عن الديمقراطية في سوريا إن لم يتحدث عنها في قطر او البحرين أو السعودية. ليعطنا القرضاوي رأيه بالنظام السعودي قبل التنظير علينا".
ودعا نصرالله اللبنانيين والسوريين الى مغادرة الفضائيات العربية التي تسممّ الأجواء بتحريضها الفتنوي "عودوا الى شرفكم ووعيكم الوطني.. أيّة "شاهد عيان" تتحدثون عنه، كيف تعتبرون أنّ الجيش السوري يقتحم حمص ودرعا والجيش السعودي يفرض الأمن في البحرين واليمن!".
وعن تداعيات الأحداث السورية قال نصرالله: "الأزمة في سوريا إنتهت لم يعد للباقين قدرة على تحريك شارع والتظاهر، وقد تأكّد لسوريا أنّ لبنان هو خاصرة رخوة له مع حصول حوالي 46 تهريب سلاح مُكتشف حتى الآن... التحقيقات التي كُشفت لا تزال في بداياتها، سوريا ستعود قوية وسيدفع من تدخّل في شؤونها الثمن غالياً، وليعرف الجميع انّ كثيرون منّا لا يريدون الموت نتيجة احداث فتنوية لأننا قررنا الموت بحرب قد نعلنها على اسرائيل طالما نعرف أنّ هناك حرباً واحدة متبقية للعرب مع اسرائيل".
المصدر: NBN
