تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «كابوس 2030»: دم خاشقجي يسبق الاستثمار... فضيحة تهز بيت آل ســعود..؟!!

مصدر الصورة
sns

قال الرئيس ترامب، في مقابلة مع صحيفة “يو.إس.إيه توداي”، أمس، إنه يعتقد أن وفاة الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في اسطنبول كانت “مؤامرة باءت بالفشل” ولكنه أشار إلى أنه سيعارض الجهود لوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة. وقال إن هناك “عقوبات أخرى كثيرة” محتملة مؤكدا أنه سيتشاور مع الأعضاء الرئيسيين في الكونغرس في تسوية الرد المناسب، مشبهاً بالمناقشات التي أجراها مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ خلال معركة تأكيد المحكمة العليا للمرشح بريت كافانو. واضاف ترامب أن ولي العهد السعودي قال له إنه لم يشارك فيما حدث، ولكن ترامب رفض التعليق ما إذا كان يصدق  إنكار ولي العهد.

وكشفت وكالة رويترز، استنادا إلى مصادر مطلعة عدة، أن مستشار العاهل السعودي المقال والمعني بشؤون الأمن الإلكتروني، سعود القحطاني، أدار شخصيا "عبر سكايب" عملية اغتيال خاشقجي. وأشارت الوكالة، أمس، إلى أن القحطاني كان من أقرب المسؤولين السعوديين من ولي العهد محمد بن سلمان، قبل إقالته  من منصبه على يد الملك سلمان على خلفية مقتل خاشقجي. وأوضحت رويترز أن القحطاني بدأ، في لحظة ما،  يوجه الشتائم إلى خاشقجي الذي تحدث معه عبر الهاتف، وقالت مصادر تركية وعربية إن خاشقجي رد على هذه الإهانات. وذكر مصدر تركي استخباراتي للوكالة أن التلاسن أسفر عن أن القحطاني أمر أعضاء فريق الأمن السعودي، الذي ضم 15 شخصا بالتخلص من الصحفي، وقال لهم: "إئتوني برأس هذا الكلب".

وفيما من المقرر أن يلقي أردوغان اليوم الثلاثاء خطابا يكشف فيه عن تفاصيل مقتل خاشقجي، أكد مسؤول تركي رفيع أن عملية قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول “تم التخطيط لها بوحشية”، مضيفا أن “جهودا كثيفة” تم بذلها لإخفائها. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أمس “نحن أمام وضع تم التخطيط له بوحشية وتم بذل جهود كثيفة لإخفاء” عملية القتل.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس بأن مقتل خاشقجي يهدد الخطط الطموحة للرئيس ترامب في الشرق الأوسط، بما فيها خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشارت الوكالة في تقرير أمس، إلى أن قضية خاشقجي قد تضع حدا لـ"صفقة القرن" التي من المفترض أن يلعب محمد بن سلمان الدور الرئيسي فيها عبر تقديمه الغطاء الدبلوماسي لطرفي النزاع. وذكرت الوكالة أن ترامب قد يراجع استراتيجيته الإقليمية في ظل التساؤلات الكثيرة فيما إذا كان الأمير السعودي متورطا في مقتل الصحفي. وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل في عهد الرئيس أوباما، دان شابيرو، للوكالة أن قضية خاشقجي عقّدت بشكل ملحوظ خطط ترامب المتعلقة بطرح صفقة القرن "إن كانت موجودة في الواقع". وذكر السفير السابق أنه حتى لو قرر ترامب استمرار العمل مع السعودية ضمن صفقة القرن، فإن الأمير محمد ليس في الموقع الذي يتيح له "كسر المحرمات" وإقناع الفلسطينيين على تقديم تنازلات يعارضها العالم العربي كله.

ووصفت السياسية الإسرائيلية تسفيا غرينفيلد محمد بن سلمان بالزعيم العربي الذي حلمت به إسرائيل منذ 50 عاما، داعية لتخفيف المواقف إزاءه في قضية مقتل جمال خاشقجي. ورجحت غرينفيلد، وهي عضو سابق في "الكنيست" عن حزب "ميرتس"، في مقال أمس في صحيفة هآرتس العبرية، أن أردوغان "يصر على أسنانه" إزاء تعزيز السعودية نفوذها في المنطقة والدور المركزي الذي من المقرر أن تتولاه المملكة في حلف إقليمي جديد تعمل الولايات المتحدة على إنشائه بغية التصدي لأنشطة إيران الإقليمية. وقالت إن أردوغان ربما يسعى إلى إلحاق الخزي بالسعوديين لكن هدفه الرئيسي يكمن في تعطيل مشروع "الناتو العربي" الأمريكي، في وقت تحاول فيه أنقرة إيجاد مكانتها في العالم الإسلامي كزعيم سني، وفي هذه الظروف لا يصب أي تقارب بين دول عربية وإسرائيل في مصلحة تركيا.

ونشرت صحيفة الأخبار ملفاً بعنوان: «كابوس 2030»: دم خاشقجي يسبق الاستثمار. وتحت عنوان: تركيا تصعّد ولا تحسم: «تذبذب» يمهّد لـ«التفاوض»؟ أفادت الصحيفة انّ آخر التصريحات والتسريبات الصادرة عن تركيا لم تقدّم مؤشراً حاسماً على ما سيخرج به أردوغان. لكن الاحتمال الواقع ما بين طرفَي النقيض، هو أن يضعّف الرئيس التركي رواية السعودية من دون أن يذهب إلى اتهامات «خطيرة» تسدّ طريق «المفاوضات». ولعلّ ذلك هو ما تراهن عليه إدارة ترامب، التي جدّدت أمس تمسكها بالعلاقة مع السعودية، مؤكدة أن مصالحها مُقدّمة على أي شيء آخر. وطبقاً للصحيفة، تتّجه الأنظار اليوم إلى تركيا، حيث يُفترض أن يصدر أردوغان، موقف بلاده الرسمي من قضية مقتل خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد طول صمت كسرته تسريبات وسائل الإعلام التركية وتصريحات وجوه حزب «العدالة والتنمية» الحاكم.

وتحت عنوان: «رؤية 2030»: رسم على ماء، كتبت الأخبار أيضاً: بعدما تلقّت ضربات عديدة جعلتها محور تشكيك وتوقّعات بالفشل، جاءت قضية مقتل جمال خاشقجي لتكشف «رؤية 2030» على مخاطر ربما لم تكن في حسبان ولي العهد محمد بن سلمان. وفي ظلّ تنامي المزاج العام المناوئ للرياض، وتصاعد مخاوف المستثمرين الأجانب، وانهيار الصورة «الإصلاحية» التي رسمها ابن سلمان، تبدو خطط الأخير الاقتصادية عرضة للانهيار، إن لم يكن مصيره السياسي نفسه على المحكّ.

وكتب علي جواد الأمين في الأخبار أيضاً، تحت عنوان: «مستقبل الاستثمار» في الصحراء: نأي اقتصادي عن دم خاشقجي: قرر شركاء الرياض السياسيون والاقتصاديون النأي بالنفس عن جريمة قتل خاشقجي، بعدما غرقت أسهم شركاتهم بدمائه، إثر مخاوف المستثمرين من الشراكة مع «القاتل» المهدَّد بعقوبات. اليوم «مستقبل الاستثمار» الذي يحلم به محمد بن سلمان أضحى كابوساً؛ تداعيات جريمة قتل جمال خاشقجي الاقتصادية هي الأكثر إيلاماً لولي العهد محمد بن سلمان حتى الآن. حجم تهور «رجل الإصلاحات»، بدا في التوقيت، قبل ثلاثة أسابيع من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض اليوم، الذي يرعاه للعام الثاني على التوالي. تفاصيل الجريمة الفظيعة، التي عملت تركيا على إذكاء نارها، أفسدت مناخ الاستثمار مع الرياض، حتى خرج الاقتصاد عن طور السياسة، بانسحاب أهمّ المستثمرين الكبار والمؤسسات التي أبرمت شراكات مع صندوق الاستثمارات العامة الذي يرأسه ابن سلمان، بسبب خسائر بالمليارات طاولتها من دماء خاشقجي، فلم يبقَ من المؤتمر المعدّلة برامجه هذا العام، غير الشكل.

ولفت الكاتب إلى أنه وأمام الانسحابات الغربية، ثمة مفارقة، أن الدول التي تقف على الضفة المقابلة للرياض وحلفائها سياسياً، مثل الصين وروسيا وباكستان، تسعى إلى استغلال موقف ابن سلمان الضعيف لاستمالته نحو ضخ مشاريع واستثمارات فيها؛ هروب الحلفاء واقتراب الخصوم اقتصادياً، يشيان بأن مستقبل ابن سلمان بات على المحك...

وفي مقالة تحليلية، رأى لقمان عبد الله في الأخبار أيضاً أنّ تداعيات مقتل خاشقجي تتجاوز بقاء ابن سلمان. ورأى أنّ الأنظار تشخص إلى التفاصيل التي سيدلي بها اليوم أردوغان، بشأن جريمة مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول. تفاصيل تحدد بوصلة الاتهام باتجاه المستويات العليا في المملكة السعودية، وبالتحديد ولي عهد المملكة محمد بن سلمان، وتقدم أدلة دامغة على أنه صاحب القرار بإصدار الأوامر. الاحتمال الثاني أن أردوغان سيقترب من الرواية السعودية ويتجه إلى عقد صفقة مع الجانب السعودي برعاية أميركية؛ ومن المرجَّح أيضاً أن يبقى الصراع حول قضية خاشقجي مستمراً في المدى المنظور، من هنا سيولي الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، الاهتمام بالثروة النفطية، وستشهد المرحلة المقبلة نشاطاً واسعاً لتحييد النفط عن الصراعات القائمة والقادمة.

وتحت عنوان: مكاسب إيران في أزمة خاشقجي، لفت عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط، إلى أنه ومنذ بداية أزمة مقتل خاشقجي وإيران تتحاشى التعليق واتخاذ المواقف الرسمية، وإن كانت وسائل إعلامها جعلت الحادثة مادة يومية يشاهدها الملايين على موائد العشاء في تلفزيونها الرسمي. التعليق الذي سمع من طهران، نفضل أن ننتظر ونرى، ولم يكن رد الإيرانيين تجاه السعودية - مثل الأتراك - عدائياً، بل تركوا الباب موارباً؛ هل محاصرة السعودية في الزاوية تخدم إيران؟ بالتأكيد، خصوصاً أن قرارات العقوبات الخطيرة على إيران، بمقاطعة نفطها وحرمانها من التعاملات المصرفية بالدولار بقي على تنفيذه أقل من أسبوعين. وتابع الكاتب السعودي: الإيرانيون يظهرون مهارة عالية في التعامل مع الأزمات، فهم يرون السعودية وقد وضعت في زاوية حرجة جداً وفي الوقت نفسه يدركون أنها ستخرج منها لاحقاً، ويريدون تسجيل مكاسبهم بتوظيف الأزمة بطريقة مختلفة عن الأتراك، إما بالتقرب من واشنطن أو التقارب مع الرياض؛ عادة في السياسة تخلق الأزمات الفرص، وإيران المحاصرة تعرف ذلك وسبق لها واستفادت من غزو صدام للكويت بالتقارب مع السعودية، لكن محنة السعودية مؤقتة ومدة صلاحيتها محدودة.

وذكر موقع ميدل إيست أي البريطاني، أنّ جزء من جثة خاشقجي، قد يكون نقل إلى الرياض بواسطة العقيد السابق في المخابرات السعودية ماهر مطرب، في الثاني من تشرين الأول الجاري. ونقل الموقع، عن مصادر إنّ السلطات التركية تعتقد أنه تم نقل جزء من الجثة خارج تركيا بواسطة الحراس الشخصيين لمحمد بن سلمان، تحديدا ماهر عبد العزيز مطرب، العقيد السابق في الاستخبارات السعودية. وحسب المصادر، لم يتم فحص حقائب مطرب، أثناء مروره بقاعة كبار الشخصيات في مطار أتاتورك، كما لم تخضع طائرته الخاصة للتفتيش، لحمله جواز سفر دبلوماسي. وأشارت المصادر إلى أنّ مطرب كان على عجلة من أمره خلال مغادرته المطار ذلك اليوم.

وفي مقال لوزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، في صحيفة ديلي تلغراف،  بعنوان: يجب أن تكون بريطانيا والولايات المتحدة في صدارة من سيحاسبون السعودية، قال جونسون إن مقتل خاشقجي كان جريمة نكراء، وأنه يجب محاسبة المسؤولين عنها، وأن الولايات المتحدة وبريطانيا يجب أن تكونا على رأس الدول التي تتولى ذلك. وأضاف: يجب كشف موقع الجثة ويجب على تركيا الكشف عن التسجيلات الصوتية والمصورة التي تقول إنها في حوزتها للحادث. وأردف: لا يجب حرمان أسرة خاشقجي من الحصول على العدالة مراعاة لحساسيات السعودية، ويجب أن تعد بريطانيا عقوبات لفرضها عن الجناة في مقتله، خاصة في هذه الفترة التي يتعرض فيها الصحفيون في مختلف بقاع العالم للقتل بمعدلات غير مسبوقة.

ونشرت صحيفة الغارديان تحليلا بقلم باتريك وينتور، بعنوان: هل تؤدي الواقعية السياسية لغض الطرف عن مقتل خاشقجي؟ وقال: إن قادة البلاط الملكي السعودي يحاولون غسل أيديهم من دم خاشقجي بإلقاء اللوم على عدد من رجال المخابرات، ولكن يبدو أن رائحة الدماء ستبقى على أيديهم. ويضيف وينتور إن الرئيس ترامب بدا متذبذبا في موقفه إزاء التفسير السعودية لمقتل خاشقجي، واصفا إياه أولا بأنه أكاذيب ليعاود ليصفه بأنه تفسير له مصداقيته، ولكن بدا واضحا تماما من تصريحات ترامب أن مبيعات السلاح للسعودية لن تتوقف، لأن توقفها سيضر باقتصاد الولايات المتحدة. ويقول وينتر إن الولايات المتحدة قد تغض الطرف عن مقتل خاشقجي، لأن السعودية حليف لا غنى عنه لواشنطن في التصدي لإيران، الخصم الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط. ويرى وينتور إن من المحتمل أن ينجح ترامب، في تغيير الأجندة السياسية في بلاده قبل انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، وإبعاد الانتباه عن مقتل خاشقجي والعلاقات مع السعودية، مما يعني عدم الإضرار بالعلاقات مع المملكة أو بالأمير محمد بن سلمان. ويرى الكاتب إنه بعد اطلاعه على التصريحات المشتركة والفردية لزعماء الاتحاد الأوروبي بشأن مقتل خاشقجي، فإن زعماء أوروبا لا يصدقون الرواية السعودية للأحداث وأنهم سيمارسون الضغوط على ترامب لفرض عقوبات على السعودية بصورة أو بأخرى.

وتحت عنوان: حلفاء غير متناسبين، رأت صحيفة التايمز في افتتاحيتها أن بريطانيا تواجه خيارات صعبة في علاقتها مع السعودية. وقالت إن الحكومات الغربية ورجال الأعمال غالباً ما اتخذوا موقفاً براغماتياً من السعودية، فالثيوقراطية الإسلامية الشمولية لم تكن أبداً حليفاً أخلاقياً للديمقراطيات الغربية. ولكن التعاون الأمني والاستخباراتي كان كافياً بدرجة قوية فيما توفرت الفرص الاقتصادية بكثرة بدرجة جعلت هذه الدول مستعدة لحرف النظر عن استخدام السعودية أحكام الإعدام والعقوبات الجسدية والقمع الممارس على الأقليات. إلا أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي يضع الحكومات الغربية ورجال الأعمال أمام مأزق حاد أكثر من المعتاد. وحتى لو استثنيا صفقات السلاح، فالسعودية بشعبها المتعلم المتطلع للخارج يمنح إمكانيات عالية للاستثمار والتجارة للمجتمع الدولي التجاري والمجتمعات السياسية ولا يمكن والحالة هذه تجاهله.

وأكثر من هذا، فمنذ وصوله إلى السلطة قام محمد بن سلمان بإزاحة عدد من المعوقات التي لم يكن الغرب يوافق عليها مثل منع المرأة من قيادة السيارة. لكن مقتل خاشقجي جعل سمعة البلد تتدحرج في الاتجاه الآخر. وتختم بالقول “من مصلحة بريطانيا أن ينجو آل سعود والسعودية. وعلى السعوديين تقديم رواية أحسن حول ما حصل في قنصليتهم بتركيا ومن المسؤول، وإلا فإنهم سيجعلون العلاقة المعقدة أكثر تعقيداً”.

وفي صحيفة التايمز أيضاً، كتبت كاثرين فيليب مقالاً، بعنوان: فضيحة تهز بيت آل سعود. وقالت إنه حتى قبل مقتل جمال خاشقجي في اسطنبول، كان بن سلمان يواجه المتاعب في الداخل؛ إنّ توليه ولاية العهد أخل بتسلسل الخلافة في المملكة، وجاءت على حساب عمه، الأمير محمد بن نايف، الذي يقبع رهن الآن الإقامة الجبرية كما جمدت أرصدته. وتقول فيليب إن الملك سلمان ترك إدارة شؤون البلاد لابنه الشاب الذي انطلق ليترك بصمته على البلاد، متخليا عن الأسلوب التقليدي في ادارتها... وتقول الكاتبة إن أكثر ما أضر بسمعة ولي العهد السعودي كان احتجازه لعدد من الأمراء ورجال الأعمال في فندق بالرياض وتخويفهم للحصول على عشرات الملايين من الدولارات. وترى الكاتبة أن ولي العهد أصبح على دراية بالنقمة والغضب المتزايدين ضده في أروقة بيت آل سعود، حيث يشاع أنه يمضي ليله في يخته الفاخر خوفا من الاغتيال.

وتضيف: مع تفاقم أزمة اختفاء خاشقجي، أرسل الملك سلمان الأمير خالد الفيصل، أحد أمراء الحرس القديم، إلى اسطنبول في مهمة خاصة للحد الخسائر. ونظر الكثيرون إلى ذلك على أنه محاولة لرد الاعتبار للجيل الأكبر سنا. ولكن الملك عاد وعهد بعملية إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات لولي العهد الشاب. وتختتم الكاتبة بأن مصير خاشقجي هو تذكرة مخيفة لتبعات معارضة ولي العهد، وترى أن الملك سلمان هو الوحيد الذي يمتلك السلطة على تقليم أظافر الأمير الشاب، ولكنه من غير المرجح أن يقوم بذلك.

وتنصل منتدى “دافوس” العالمي، أمس، من استعارة اسمه في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” السعودي الذي ينطلق اليوم، وذلك ضمن الاحتجاج على مقتل خاشقجي. وقالت إدارة منتدى دافوس الذي يعقد بسويسرا في بيان، إن “المنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون مع مدينة دافوس، سيستخدم كل الوسائل لحماية علامة دافوس ضد الاستيلاء غير المشروع (على تلك العلامة)”. وأكد المنظمون، أن “المنتدى يلفت الانتباه أيضا إلى أنه لا ينظم مؤتمرات نيابة عن حكومة معينة، ويحافظ دائما على استقلاليته وحياده”.

وكتب روبرت كاغان، المعلق المشارك في صحيفة “واشنطن بوست” قائلاً إن الكثير من الأمريكيين لديهم افتتان غريب بفكرة المصلحين الطغاة والرجال الأقوياء ممن يستطيعون “تحديث” وقيادة بلادهم وإخراجها من الرجعية والماضي الجاهل. وكان هذا هو الأمل الذي انعقد على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ وهو أمل تلاشى من خلال الضربة التي أمر بها ضد كاتب “واشنطن بوست” جمال خاشقجي في تركيا. وقال الكاتب أيضاً: هناك بالطبع مصالح استراتيجية، ففي الماضي احتاجت أمريكا حلفاء ضد الاتحاد السوفييتي أما اليوم فهي بحاجة لحلفاء ضد إيران. وما اكتشفه الأمريكيون في الحرب الباردة وسيكتشفونه اليوم أن الحلفاء هؤلاء قد لا يمثلون حاجزاً. فطرق التعامل مع معارضيهم أدت إلى خلق معارضة راديكالية وثورة محتملة. و” في كل من مصر والسعودية فسنجد في النهاية أن دعم الديكتاتوريين في هذين البلدين سينتج بالتأكيد النتيجة التي حاولنا تجنبها. وستنتهي الأسلحة التي تسولنا إليهم كي يشتروها بيد من طالبناهم بحمايتنا منهم”؛ و"اليوم فإن حلفاء ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة يتساءلون، أي درجة من الحماقة وصلها ليأمر بقتل خاشقجي. لكن من هم الحمقى هنا؟ فالديكتاتوريون ديكتاتوريون، ونحن من نعيش في فتنازيا أنانية وقمنا بتشكيلها وهي واحدة قد ترتد علينا وتقرصنا".

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.