تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: كيف سيدفع السعوديون ثمن قتل خاشقجي..؟!!

مصدر الصورة
sns

أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، أن الكرملين يرحب بموقف العائلة المالكة السعودية، التي أعلنت عن اهتمامها بتحقيق دقيق في قضية الصحفي جمال خاشقجي.

من جانبه، ووفقاً لروسيا اليوم، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوات عدد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا لوقف مبيعات السلاح للسعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واصفا هذه الدعوات بـ "ديماجوجية". وتساءل ماكرون في مؤتمر صحفي في سلوفاكيا، أمس: "ما هي الصلة بين مبيعات الأسلحة ومقتل السيد خاشقجي"، أنا أفهم الصلة مع ما يحدث في اليمن، لكن لا صلة لذلك بقضية السيد خاشقجي". وأضاف: "هذه دعوات ديماغوجية محضة، أن نقول لابد أن نوقف مبيعات السلاح، هذا لا علاقة له بالسيد خاشقجي".

واعتبر الكاتب التركي فاتح ألطايلي أن تصريحات رئيس بلاده أردوغان، لا تشي بأنه ينوي هدم الجسور مع السعوديين، بل تقول لهم "ضبطناكم متلبسين وألاعيبكم لا تنطلي علينا". ويرى الكاتب التركي أن تصريحات أردوغان الأخيرة حول ما حدث في القنصلية السعودية باسطنبول لم ترو ظمأ المترقبين لها، لافتا إلى أن الرئيس لم يستخدم لهجة تهديد عند حديثه عن ولي العهد السعودي، بل استخدم عبارة "خادم الحرمين الشريفين" في خطابه الموجه للعاهل السعودي الملك سلمان. ولفت إلى أن صفة "خادم الحرمين الشريفين" كانت تطلق على السلاطين العثمانيين على مدى مئات السنين إلى أن "انفصلت مكة والمدينة عن الدولة العثمانية". ورأى ألطايلي أنه قرأ في لهجة أردوغان التعبير الخفي التالي: "ضبطناكم متلبسين بالجرم المشهود. يمكننا لي ذراعكم لكننا لن نفعل. بدوركم كونوا أكثر حذرا في مواقفكم من تركيا".

وقال الكاتب إنه استشف ذلك لأن الرئيس التركي شدد على مسألة هامة في خطابه، وقالها بلهجة قاطعة إن "هذه الجريمة لم ترتكب بشكل عرضي وإنما هي حادث تم التخطيط له ضمن هرم السلطة في السعودية، ونفذ بموجب قرار سياسي". ونقل الكاتب التركي كذلك عن أردوغان: "ادعاءاتكم عن مقتله بشكل عرضي خلال الاستجواب لا تنطلي على أحد". وخلص ألطايلي إلى أنه ورغم خيبة أمل البعض من تصريح أردوغان الهادئ، إلا أن الرئيس التركي ضمنيا "ضيّق الخناق بكل دبلوماسية وتهذيب على خادم الحرمين الشريفين".

وأبرزت صحيفة الأخبار: أنقرة تصعّد تهديداتها: خشية من خفوت قضية خاشقجي؟ وأفادت أنّ خطاب أردوغان، أمس، أوحى بأن تركيا تخشى تراجع قضية خاشقجي في سلّم الأولويات، قبل أن تكون أنقرة قد نالت ما تتمنّاه من ثمن لـ«تمويت» القضية. وهي خشية وجدت مبرّراً لها في دخول الموقف الأميركي دائرة «اللاجديد»، ما حمل إردوغان على الانتقال من التلميح إلى التصريح، مجاهِراً بالقول إن «الأدلة بيدنا ولسنا مستعجلين». وهو تلويح يبدو مُوجّهاً للأميركيين أكثر منه للسعوديين، وخصوصاً أن واشنطن انتقلت إلى مرحلة تَسِمها ثقة أكبر في التعامل مع الأزمة، مُولّدة لدى الأتراك قلقاً من احتمال تجاوز مطالبهم، و«إخراجهم من المولد بلا حمّص». وبعدما ملأ الأوروبيون الفضاء توعّداً بمعاقبة السعودية، بدأ انسلالهم شيئاً فشيئاً من القضية، عبر قول أحد كبارهم إنه «لا علاقة لبيع السلاح بخاشقجي». ولم يصدر عن الرئيس ترامب، عقب اجتماعه بمديرة المخابرات المركزية، جينا هاسبل، أول من أمس، تعليق على ما ورده من أدلة قيل إن هاسبل اطلعت عليها في تركيا. لكن وزير الخارجية، مايك بومبيو، تولّى تظهير الموقف، مجدداً حرص بلاده على حفظ علاقاتها مع السعودية.

وعنونت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية تقرير كاترينا مانسون وديفيد بوند من واشنطن: مقتل خاشقجي يعمق شكوك الاستخبارات الغربية في محمد بن سلمان. ويقول الكاتبان إنه عندما أصبح بن سلمان وليا لعهد السعودية العام الماضي، فإنه لم يصبح فقط وريثا لعرش المملكة، بل حل محل “شخصية محببة” للاستخبارات الغربية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين حاليين وسابقين إن الأمير محمد بن نايف، الذي حل محمد بن سلمان محله، عمل بصورة وثيقة مع المسؤولين الأمنيين الغربيين على مدى ما لا يقل من عقدين، وإن الكثيرين كانوا يشعرون بالقلق إزاء ولي العهد الجديد “الطموح العنيد”.

وتضيف الصحيفة أنه بعد مقتل خاشقجي على يد شخصيات أمنية سعودية منذ ثلاثة أسابيع، يواجه محمد بن سلمان النظرة الفاحصة للمخابرات الأمريكية وشكوكا متزايدة من بعض أقرب حلفائه حول كيفية استمرار العمل معه. وقال مسؤول استخباراتي غربي بارز سابق للصحيفة “سيكون من الصعب تحت سيطرة محمد بن سلمان أن يكون لدينا نفس القدر من الثقة للعمل مع السعودية في ضوء مقتل خاشقجي الوحشي”. ويرى الكاتبان أن ثقة ترامب تراجعت مع تبدل التفسيرات السعودية لمقتل خاشقجي، حيث وصف رد الفعل السعودي بأنه “أسوأ عملية تستر على الإطلاق”، وبدأ يشكك في تأكيد ولي العهد السعودي الشخصي له في عدم الضلوع في الحادث.

وترى الصحيفة أن تداعي الثقة، الواضح علنا، يتناقض تماما مع العلاقة الوثيقة السرية التي ربطت بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والاستخبارات البريطانية مع الأمير محمد بن نايف. وتقول الصحيفة إن الشكوك حول ولي العهد السعودي تعمقت مع الدفع ببلاده للتدخل في اليمن، وعندما تزعم الشقاق والخلاف مع قطر، وعندما اشترك في “عملية غريبة” لإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، مما دعا الكثير من المسؤولين الغربيين لنعته بالـ “أرعن”.

ولفتت إيلونا خاتاغوفا، في صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس، إلى الثمن المترتب على الأسرة الحاكمة من قتل خاشقجي، ومحاولة واشنطن بيع دم الضحية. وقالت: بعد أسابيع قليلة من الاختفاء الصاخب للصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، أقرت الرياض رسمياً بحقيقة مقتله على أراضي البعثة الدبلوماسية. ما يثير الفضول ردة فعل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. فهل ستفرض واشنطن عقوبات على شريكها التجاري؟

في الإجابة، قال كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف: "الإدارة الأمريكية، محشورة في الزاوية الآن. أرجّح اليوم أن يدور الحديث بين إدارة ترامب وقيادة السعودية على مستويين: على الملأ للعامة، وسري. أما بالنسبة للعامة، فمن المحتمل أنهم سيجدون من تُلقي واشنطن والرياض بالمسؤولية عليهم، وبقول إن خاشقجي أصيب أثناء الاستجواب، ولم تقدم المساعدة له في الوقت المناسب، وحدث ما حدث. سيجدون ممثلاً عن الاستخبارات أو طبيبا لم يقم بواجبه كما ينبغي...

وأضاف الباحث: في أوائل تشرين الثاني، يريد الأمريكيون فرض عقوبات شاملة على إيران. والآن، قد تطالب واشنطن الرياض في اتفاق شرف غير معلن بمقابل لذلك. ربما سيكون الطلب مشاركة أكثر نشاطا من جانب السعوديين ضد إيران؛ ثانيا، ربما يطالب الأمريكيون بتغيير ما في النخبة السياسية، إذا كان لديهم رأي فيمن يجب أن يشارك في الحكم؛ النقطة الثالثة، تتعلق بتسوية أسعار النفط. سيتم التوصل إلى اتفاقيات سرية في هذا المجال. وقد استخدم هذا المبدأ بالفعل عندما ارتفعت أسعار النفط في 1973.. وقدم الأمريكيون، حينها، ضمانة بعدم نشر بيانات حول الأوراق المالية التي تملكها السعودية، ولمدة تزيد عن 40 عامًا، حتى الربيع الماضي، واشنطن لم تنشرها، فعلا. قد يطالب الأمريكيون بشيء من ذلك القبيل لتلطيف الآثار المترتبة على قتل خاشقجي".

وأكد مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، في دراسته الأخيرة بدون لفٍ أوْ دورانٍ، على أنّ مصلحة إسرائيل والولايات المُتحدّة تكمن في المُحافظة على استقرار المملكة السعوديّة، وبالتالي، يقول الباحِث يوئيل غوجانسكي، إنّ هذا الأمر يدفع الرياض إلى عرض نفسِها أكثر فأكثر كقائدة الحرب ضدّ إيران، في مسعى منها لإبعاد التداعيات السلبيّة لقتل خاشقجي عن محمد بن سلمان، وأنْ تعمل السعوديّة بشكل كثيف على إقناع واشنطن بأنّ لا بديل عنها في الحرب ضدّ إيران. ولفت غوجانسكي إلى أنّه يتحتّم على السعوديّة إجراء إصلاحاتٍ داخليّةٍ حيث أنّ الاقتصاد في المملكة تراجع سلبًا منذ تعيين بن سلمان وليًا للعهد، إذْ أنّ الاستثمارات وصلت إلى الحضيض في العام 2017، بسبب خشية المُستثمرين الأجانب، وأصحاب رؤوس الأموال في السعوديّة من وضع أموالهم في المملكة، في خطوةٍ تُعتبر سابقة خطيرة على الرياض. ورأى غوجانسكي أنّ فترة عدم الاستقرار في المملكة، والخلافاتٍ بين واشنطن والرياض، سيُلقيان بتأثيرهما السلبي مُباشرةً على مصالح إسرائيل، وسيؤدّي ذلك إلى قيام إسرائيل بإعادة النظر بعلاقاتها مع السعوديّة، والتعويل على القيام بخططٍ ومشاريع مُشتركةٍ معها؛ بعبارة أخرى: لا يُمكِن لتل أبيب أنْ ترى على ضوء التطورّات الأخيرة وعدم استقرار الوضع في المملكة، أنْ السعوديّة شريكةً لها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.