تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: عقوبات ترامب توحّد إيران: أميركا ليست قدَراً.. ماذا في القراءات..؟!!

مصدر الصورة
sns

بلغة تتّسم بالتحدي، تستقبل إيران الحزمة الثانية من العقوبات «الأقسى» عليها. وفي وقت لا ينكر فيه الإيرانيون تأثير الحظر على صناعة النفط، يؤكدون أن الحملة الجديدة زادت من توحّد البلاد، وستُواجه هذه المرة بأوراق قوة أكبر وأمضى، وسط تغيّر ملامح الخريطة السياسية في العالم. وأوضحت  صحيفة الأخبار، أنّ الحزمة الثانية من العقوبات على إيران تنطلق اليوم، والتي تعد الأقسى من نوعها في الظاهر، نظراً إلى ما تشمله من استهداف لقطاعات الاقتصاد الحيوية، وفي مقدمها الطاقة والنفط، بالإضافة إلى شركات تمويل الموانئ وقطاعات الشحن وبناء السفن وشراء المنتجات البيتروكيماوية. عقوبات وضع الرئيس ترامب، أول هدف لها إرغام الإيرانيين على الذهاب إلى تفاوض جديد.

لكن، اليوم، ثمة إجماع لدى مختلف التيارات الإيرانية، هو الأول من نوعه، على فشل التفاوض مع أميركا مهما كان مستواه، وخصوصاً أنه لم يكن لإيران المبادرة إلى نقض الاتفاق النووي الذي دخلت من خلاله أول مرحلة حوارية مباشرة مع واشنطن. عن ذلك يقول رئيس «اللجنة الاقتصادية» في «التيار المعتدل» (تيار الوسط بزعامة الرئيس حسن روحاني)، حسين روي وران، إن «أميركا ليست قدراً لا يمكن تجاوزه. نعم، أميركا ترسم المخططات، لكن إيران أيضاً ترسم مخططات حول كيفية الصمود». ويتابع «في إيران اليوم تضامن اجتماعي كبير على أن قدر إيران هو تقبل العقوبات ومواجهتها». وتتقاطع التصريحات الإيرانية الرسمية، ومعها آراء النخب في طهران، على أن الهدف من العقوبات ضرب النظام الإيراني ودوره كـ«دولة سائدة» في الإقليم، وفق ما يقول خبير العلاقات الدولية هاني حسن زادة.

وأضافت الأخبار أنه وفي مقابل الجهود الأميركية، يشعر الإيرانيون بأنهم اليوم أقدر من أي وقت مضى على مواجهة العقوبات وإيجاد بدائل، وخصوصاً مع تراجع دونالد ترامب عن قراراته وإعطاء الاستثناء لثماني دول من قرار منع شراء النفط، ما ألغى مشروع «تصفير النفط» الذي لوّحت به الإدارة الأميركية بشكل دائم. وفي طهران، ينظر بعين الارتياح إلى الافتراق بين الأميركيين والأوروبيين، فضلاً عن ثبات كل من موسكو وبكين إلى جانبها.

وكتب علي حيدر في الأخبار: لم يكن وصف بنيامين نتنياهو لقرار فرض العقوبات الأميركية على إيران بـ«الخطوة التاريخية» إلا تعبيراً عن أهمية هذا الخيار وأولويته القصوى من منظور الأمن القومي الاسرائيلي، في محتواه وتوقيته وسياقه، والرهانات المعقودة على مفاعيله المفترضة. وفي الخلفية، بدت القيادة الإسرائيلية مرتاحة لتصدي الولايات المتحدة لهذه المهمة، بالنيابة عن إسرائيل التي يقر قادتها بمحدودية خياراتها، في مواجهة الجمهورية الاسلامية، بفعل المزايا الاستراتيجية التي تتمتع بها، وظروف موضوعية وتحالفاتها الاقليمية. وأضاف الكاتب: في كل الأحوال، ليس أمام تل أبيب، بعد فشل كل الرهانات والمخططات السابقة، سوى الرهان على العقوبات الاقتصادية الأميركية، وليس أمامها أيضاً سوى الترويج لجدوى هذا الخيار، أياً كان حجمها، سواء كانت تل أبيب مقتنعة بأنها ستؤدي إلى إسقاط النظام أو تنازله، كما تأمل الاستخبارات العسكرية، أو على الأقل أن تؤدي إلى إبطاء تقدمها الاقتصادي والعسكري والعلمي. لأن البديل منها (الجدوى المؤمَّلة) إما انتصار إيراني جديد، ستكون له تداعياته الاستراتيجية على المنطقة وعلى الأمن القومي الإسرائيلي، أو تورط عسكري أميركي واسع ومباشر ضد إيران، وهو سيناريو مكلف جداً لجميع الأطراف، وسعت واشنطن من قبل وما زالت إلى تجنّبه، لما ينطوي عليه من مخاطر وقيود، ولإدراكها أنه ستكون له عواقب خطيرة جداً على المصالح الأميركية وعلى الاقتصاد العالمي.

ووفقاً لروسيا اليوم، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن على رجال الأعمال الأوروبيين أن يختاروا، بعد انسحاب واشنطن من الصفقة النووية مع طهران، بين الولايات المتحدة وإيران في تعاملاتهم. وفي مقابلة مع قناة CBS الأمريكية، أمس، قال بومبيو: "لن يُسمح للشركات الأوروبية بالتعامل مع كلا الطرفين. هناك شركات أوروبية تهرب من إيران. العالم كله يدرك أن هذه العقوبات حقيقية ومهمة، وأنها ستتيح للشعب الإيراني إمكانية لإجراء تغييرات في حياة بلادهم يحلم بها".  وأكد عزم بلاده على فرض عقوبات ضد الجهات التي ستواصل التعاون مع عدد من الشركات الإيرانية.

وأدانت الحكومة السورية قرار إدارة ترامب، فرض الحزمة الثانية من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، كونها خطوة تقوض أمن المنطقة. وقالت الخارجية السورية، في بيان أمس: "تدين الجمهورية العربية السورية قرار الإدارة الأمريكية فرض حزمة ثانية من العقوبات على جمهورية إيران الإسلامية اعتبارا من 5 تشرين الثاني، وترى أن هذه الخطوة تأتي استمرارا لسياسة الولايات المتحدة الهادفة إلى تقويض أمن واستقرار المنطقة". واعتبرت الخارجية السورية أن هذا القرار "يعكس مجددا إخفاق الولايات المتحدة بالالتزام بتنفيذ تعهداتها" بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة التي اتفقت عليها إيران مع دول مجموعة "5+1" وأقرها مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 2231 للعام 2015".

وأبرزت الحياة: «الحرس الثوري» يهدد «المصالح العسكرية» الأميركية. وطبقاً للصحيفة، انتهزت إيران الذكرى الـ 39 لاحتلال السفارة الأميركية، من أجل تحدي رزمة ثانية من العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن ويبدأ تطبيقها اليوم. وتباهت طهران بقدرتها على «تهديد المصالح العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة»، منبّهة إلى أن «حاملات طائراتها في مرمى الصواريخ (الإيرانية) الدقيقة». وذكّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باحتجاز إيران «أكثر من 50 من زملائنا رهائن»، بعد اقتحام السفارة. وشدد على أن «شجاعتهم وعزيمتهم خلال 444 يوماً في الأسر تؤكدان التزامنا إرغام إيران على تخلٍ دائم عن نشاطاتها الخارجة عن القانون». ودافع بومبيو عن إعادة فرض العقوبات على طهران، ومنح إدارة ترامب 8 دول إعفاءات لتواصل استيراد نفط إيراني. ولفت إلى أن الدول الثماني التي ستُعرّف اليوم «تحتاج مزيداً من الوقت» لتنهي تلك الواردات، علماً انه لم يستبعد تمديد الإعفاءات بعد الأشهر الستة المحددة مبدئياً. وشدد على أن للعقوبات الجديدة «تأثيراً هائلاً»، مؤكداً أن سياسة ترامب المتمثلة في ممارسة «أقصى ضغط ستُنفَذ بالكامل» بدءاً من اليوم. وأعرب بومبيو عن ثقته بأن إيران لن تستأنف برنامجها الذري، علماً أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

في طهران ومدن أخرى إيرانية، نُظمت مسيرات في ذكرى احتلال السفارة الأميركية واحتجاز 52 ديبلوماسياً رهائن لمدة 444 يوماً. وأحرق آلاف من الطلاب أعلاماً أميركية ومجسّماً للعمّ سام وصوراً لترامب، خارج مجمّع السفارة، وهتفوا «الموت لأميركا». وخاطب قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري المشاركين في مسيرة العاصمة، قائلاً: «لو بقي الأميركيون في وكر تجسّسهم (السفارة) في إيران، لما بلغت الثورة سنتها الـ 40 ولكانت انتهت خلال عقدها الأول». ولفت إلى أن واشنطن «تعاونت عام 1979 مع جهات داخلية، للتآمر على الثورة بعد انتصارها، وكانت تخطط لدفعها نحو الانهيار». واعتبر أن «العالم يرى تراجع قوة أميركا»، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عمّمت أخيراً على وحداتها العسكرية «الامتناع عن نشر أخبار عن القدرات العسكرية الإيرانية، تفادياً لانهيار معنويات القوات الأميركية».

وتعهد جعفري «إلحاق هزيمة بالسلاح الأخير الذي يلوّح به العدو - الحرب الاقتصادية، عبر المقاومة»، وخاطب ترامب قائلاً: «لا تهدد إيران». أما الجنرال حسين سلامي، نائب جعفري، فرأى أن «أميركا تحلم بإسقاط النظام في ايران»، مضيفاً أن «العالم بات في مواجهة البيت الأبيض». وردّد نواب خلال جلسة للبرلمان أمس شعار «الموت لأميركا»، لكنهم رفضوا اقتراحاً بتشكيل لجنة خاصة لمواجهة العقوبات الأميركية.

وكتب غسان شربل رئيس تحرير «الشرق الأوسط»: يأتي الفصل الجديد من العقوبات الأميركية في وقت لم تعد الصعوبات التي يعيشها الاقتصاد الإيراني خافية على أحد. حملت الشهور الماضية مؤشرات صريحة: تراجع قيمة الريال وزيادة معدلات التضخم والبطالة. الاحتجاجات الإيرانية المتنقلة عبرت هي الأخرى عن نقمة شعبية تجلت في إضرابات سائقي الشاحنات والمدرسين. يضاف إلى ذلك شعور الإيراني العادي أن عليه الاستعداد لأيام أصعب تلزمه بشد الحزام أكثر من ذي قبل؛ في المقابل، لا تملك السلطات الإيرانية خيارات كثيرة. واضح أنها تحاول استدراج موقف أوروبي أقوى أو أكثر وضوحاً. لا شيء يوحي أن أوروبا قادرة على لعب دور استثنائي في هذا السياق... ثم إن أوروبا ليست في أفضل أيامها. بريطانيا تتابع إعداد إجراءات الطلاق. وظاهرة التمرد على روح الاتحاد الأوروبي تنتشر. وأنجيلا ميركل ليست راغبة في البحث عن ولاية جديدة، وثمة من يتوقع وقوع ألمانيا في قدر من عدم الاستقرار السياسي.

وتابع شربل: تراهن إيران على الوقت. ولعلها تراهن على قدرتها على انتظار نهاية ولاية ترامب. تراهن أيضاً على أصوات أوروبية تعتقد أن العقوبات تصيب الناس، ولا تضعف هذا النوع من الأنظمة، وأن التيار الإصلاحي في إيران سيكون الضحية الأولى لأي عقوبات جديدة سيصورها النظام حصاراً على البلاد لا على نظامها. يحلم ترامب، في ضوء السابقة الكورية الشمالية، أن تؤدي العقوبات المؤلمة إلى إقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مع الاستعداد هذه المرة لتغيير سلوكها. لا بد من الانتظار لمعرفة ما إذا كانت إيران ستكتفي بمقاومة العقوبات داخل حدودها أم ستحرك أوراقها الإقليمية في هذه الدولة أو تلك. وهل تصل الردود الإيرانية إلى حد التحرش مباشرة أو بالواسطة بالجنود الأميركيين في المنطقة أو بأمن المضائق والممرات؛ فصل جديد يبدأ. ها هي رياح العقوبات تهب على الاقتصاد الإيراني. وفي موسم الرياح، لا بد من الالتفات إلى حزام الأمان.

 ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية، أنه لن يكون يوم غد في إيران كما قبله. هو يوم جديد ، تواجه فيه طهران نوعاً جديداً من العقوبات، قد يكون الأشد والأقسى، وقد تترك تداعياتها وآثارها بصمات واضحة على حياة الإيرانيين، وسلوك السلطة الممسكة بالسياسة الإيرانية الهوجاء، التي أدت إلى هذا النوع من العقوبات؛ وضع النظام في طهران الشعب الإيراني في عنق الزجاجة رغماً عنه، وأصدر عليه حكماً بالحصار والانزواء عن العالم والبقاء رهن العقوبات ومآسيها وفواجعها الآتية بؤساً وحرماناً وجوعاً. لكن الشعب الإيراني الذي يعيش منذ حوالى أربعين عاماً في ظل نظام الملالي الذي حرمه من الحرية والكرامة، لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى نفسه معلقاً على حبل مشنقة العقوبات رغماً عنه.

وتساءل عريب الرنتاوي في الستور ألأردنية: هل يخرج ترامب من البيت الأبيض قبل أن ترفع طهران الراية البيضاء؟ وأجاب: لن تكسر العقوبات ظهر إيران، ولن تدفعها لرفع الراية البيضاء والتسليم بشروط بومبيو التي هي إعادة انتاج لشروط نتنياهو، لكن من السذاجة الظن، بأن إيران لن تتأثر بهذه العقوبات القاسية، وأنها اتخذت من التدابير من يكفي لدرء الأضرار الفادحة على اقتصادها ورفاه أبنائها... ما يعني أن المواجهة ولعبة عض الأصابع قد تطول بين الجانبين، وقد يخرج ترامب من بيته الأبيض، قبل أن تصرخ طهران ألماً، أو أن تجثو على ركبتيها طلباً للصفح الأمريكي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.