محطة اخبار سورية
اختتم الدكتور مصطفى العبد الله الكفري فعاليات ندوة الثلاثاء الاقتصادي لهذا العام بمحاضرة تناول فيها الاستثمار الأجنبي المباشر وأهميته في اقتصادات الدول العربية، مشيراً إلى وجهات النظر المختلفة تجاه هذا النوع من الاستثمارات، ومستعرضاً وبالأرقام مساهمته في الاقتصاد العربي.
وتحدث الدكتور الكفري عن الإيجابيات التي تتحقق للاقتصادات العربية عبر الاستثمار الأجنبي المباشر مبيناً أنه يعتبر بديلاً من القروض الخارجية كما أنه يسهم في سد فجوة المدخرات المحلية لتمويل البرامج الاستثمارية، وتوفير النقد الأجنبي لاستيراد المعدات والخبرات الفنية اللازمة لعمليات التنمية في الدول العربية، كما أنه يسهم في الاستغلال الأمثل للموارد في الدول النامية.
بينما تتمثل سلبياته بصعوبة توافق إستراتيجية المستثمر الأجنبي مع إستراتيجية التنمية في الدول النامية لجهة أولويات الاستثمار، كما أنه يتسبب باختلال توازن علاقات القوى بين أي شركة دولية من جهة وبين الدولة النامية من جهة ثانية بحيث يدفع باتجاه مساومة غير متكافئة بينهما.
ورغم استمرار النقاش بين الاقتصاديين حول أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر وانقسامهم بين مؤيد ومعارض له، اعتبر الدكتور الكفري أن الاقتصادات العربية تحتاج لمثل هذه الاستثمارات نظراً لقلة مصادر تمويل المشاريع الاستثمارية، ولكونها تسهم في تعزيز القدرات الوطنية للإنتاج والتصدير، وتيسير الاندماج بالاقتصاد العالمي.
وخلال السنوات العشر الماضية ساهمت الاستثمارات العربية البينية بنسبة 28% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية الواردة للمنطقة العربية، حيث بلغ إجمالي المخزون المتراكم أكثر من 80 مليار دولار وهذا جزء بسيط من الموارد المالية العربية المودعة في المصارف الأجنبية والتي تقدر ما بين 1 إلى 1.5 ترليون دولار.
وأشار الكفري إلى أن الاستثمارات العربية البينية تتوجه إلى قطاع الخدمات الذي استقطب أكثر من 53% من إجمالي الاستثمارات العربية البالغة 17.5 مليار دولار، بينما حصل قطاع الصناعة على 45% إضافة إلى قطاع العقارات، وتتميز هذه الاستثمارات بتوزيع متباين بين الدول العربية فلكل دولة سوق مميز تتجه إليه الاستثمارات.
وبين الكفري أن قيمة رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية بلغت 75022338 ألف ليرة سورية، لـ 140 شركة تتوزع ما بين دمشق وريفها وحلب، بنسبة 65% من إجمالي عدد المشاريع حيث شكل نشاط الصناعات التحويلية حوالي 41% أي أعلى نسبة من هذه المشاريع.
كما يوجد في سورية 39 شركة تمثل بمجموعها حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد، بلغت أكبر قيمة صادرات لهذه الشركات ما نسبته 24.77% من القيمة الإجمالية في نشاط الصناعات الغذائية كما بلغت أعلى نسبة واردات في شركات النفط 67% من إجمالي الواردات.
ويشكل الاستثمار الأجنبي المباشر في سورية ما نسبته 3.27% من الناتج المحلي الإجمالي (عام 2008)، كما بلغت قيمة التكوين الرأسمالي لنفس العام حوالي 408725 مليون ليرة سورية، وكانت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر منها 18.36% حيث استحوذ قطاع الاتصالات على أعلى نسبة ثم الكابلات.
