تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأهرام: حضرات الزملاء الإعلاميين تواضعوا

مصدر الصورة
الأهرام

سيد علي

لم يستغرب الأمريكان موقف الـcnn والتايم حينما قررا إيقاف فريد زكريا أشهر صحفى وإعلامي، حينما قام بسرقة مقطع فى مقال كتبه فى التايم من مقال منشور فى النيويوركر وهو من أشهر الاعلاميين الأمريكيين سواء فى الـ cnn أو التايم

ولم يغفر له كتابه ما بعد أمريكا ومقاله الشهير «لماذا يكرهوننا بعد أحداث سبتمبر؟» هناك، فهذا مجتمع لايغفر الكذب ولا الاستسهال والكسل المهنى فى البحث وتحرى الصدق صحيح أن العمل الإعلامى اليومى يتطلب المرونة والسرعة وربما الأخطاء الصغيرة غير المقصودة مثل زلات اللسان، وصحيح أيضا أن تلك مجتمعات ترسخت لديها فلسفة الثواب والعقاب على المخطئ أيا كان عكس مايحدث لدينا من إحساس البعض بأنه فوق النقد والمحاسبة، وقد مرت سنوات ولم يحاسب أحد الزملاء المتورمين على استضافته أطفالا حتى الفجر لكى يهتفوا بسقوط العسكر، أو عندما انتصر لفتاتين مخطئتين لمجرد أنهما كانتا ضد الشرطة، وعندما ثبت بالفيديو كذبهما استمر فى غيه المهنى ولم يحاسب أحد زميلا آخر كان نجم تليفزيون الدولة ورفض استضافة رئيس الوزراء المختلف معه سياسيا لينافق الشارع وقتها، وهكذا أصبح الشارع يقود النخبة والإعلام بل ويسبقهما بخطوات، وكان الظن ان هناك عقدا غير مكتوب بيننا كإعلاميين وبين المجتمع على العدل والحياد والتوازن والمهنية والموضوعية قدر الاستطاعة، ذلك أن الإعلامى ربما يكون أخطر وأكثر تأثيرا من القاضى ووكيل النيابة، و لو اخطأ أحدهم فإن الآثار لاتصيب سوى شخص واحد عكس الإعلامى الذى يمتلك منصة تخاطب الملايين وتؤثر فيهم، وتلك الأمانة والمسئولية لايقدرها عدد من الزملاء، والمصيبة ان تجاوزات بَعضُنَا تجاوزت الحكى اليومى على مواقع التواصل الاجتماعى وصارت إقليمية وعالمية، وصارت فذلكات البعض محل سخرية واستهزاء وسائل الاعلام العالمية، ولم يكن غريبا أن نرى صراع رأس المال الأجنبى على صفحات الصحف والمواقع، بل صار إعلامنا ساحة لتصفية حسابات دول فى المنطقة، وانظر الى برنامج يستضيف خبيرا محترما يعطى للمشاهد انطباعا بأنة قريب من دوائر صنع القرار يقول بمنتهى البساطة إن صفقات مصر من الطائرات وحاملتى الطائرات لضرب سد النهضة الإثيوبي، ويتزامن معه كلام استاذ كبير فى المهنة يعلن أن عمر سليمان حاول اغتيال رئيس وزراء اثيوبيا ثلاث مرات وفشل، بينما تخوض مصر معركة دبلوماسية ناعمة مع إثيوبيا، وكأن هؤلاء يعيدون دراما الاجتماع السرى لمرسى الذى لم تندمل جراحه بعد مع الجار الاثيوبي، وخذ فنانة تقدم برنامجا تقول بمنتهى الثقة إن 40% من الزوجات المصريات يمارسن الخيانة وتشجع زميلتها الفنانة الفتيات لتعرية صدورهن وتشجع على مشاهدة الأفلام الإباحية، وزميل آخر محترم يصف متصلا به بالبلطجة فيرد عليه بلفظ يخدش حياء المهنة والمشاهدين، ويصر عدد آخر من الزملاء على تغييب وعى المشاهد بمناقشة قضايا الجن والعفريت والسحر بالساعات ويصبح الهواء ساحة لتصفية الحسابات الشخصية، وقناة أخرى تخصصت فى استضافة أكثر المصريين فحشا فى القول، ولم يسلم من لسانه أحد، ومع هذا يصر عدد من الفضائيات على استنطاقه، وعلى الدرب كان مشهد القفا فى نيويورك مهينا للمهنة، وكانت ألفاظ الزميل فى الرد على همج الاخوان فاحشة، لتضيف للقفا صفعات وإهانات كثيرة للمهنة والمهنيين، وزميلة أخرى ذهبت تستعرض مصريتها لمخيمات اللاجئين السوريين والأمثلة لاتحصى ولم نسمع أن قناة احترمت مشاهديها واتخذت موقفا أخلاقيا أو حتى مهنيا، بل ربما استفادت من الفضائح بزيادة نسب المشاهدة وبالتالى الإعلانات، وفى ظنى ان الاعلام أخطر بكثير من أن يترك لحالة الفوضى الراهنة مع تعمد تأخير إصدار قوانين المجلس الوطنى للإعلام لتنظيم شئون المهنة، وأخشى أن يكون ما يحدث مقصودا لكى يصفى الاعلاميون أنفسهم بأنفسهم بعدما يفقد الجمهور الثقة فيهم، مادام أن الورم تمكن من نجوم المهنة ولم يعد يفرق معهم سوى إرضاء صاحب المحل أيا كان ويا أيها الزملاء المحترمون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.