تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«الجزيرة» فى ثوبها الجديد

مصدر الصورة
الأهرام

د. عمرو عبد السميع

لست في حاجة الى تكرار آرائي التي أطلقتها منذ عشر سنوات ويزيد عن قناة «الجزيرة» سيئة السمعة. ولكنني- على أية حال- رصدت مؤخرا خطرا جديدا سوف تمثله تلك القناة على اعلامنا وقوتنا الثقافية الناعمة التى تكتب بعض الأقلام الآن عن تآكلها وتلاشيها. اذ غيرت القناة اسم بعض محطاتها الى (bein) واشترت باقة (fox) سواء للأخبار أو السينما، على حين تتفاوض مع قناة (osn) لشرائها فى ابريل من العام المقبل، فضلا عن التفاوض لشراء روتانا، والتفاوض مع الشيخ صالح كامل لشراء أفلام التراث المصرية. وتستعد قناة (bein) لاطلاق نفسها فى حجمها وشكلها الجديدين مع بدء فعاليات كأس العالم لكرة القدم التى ستنظمها قطر، وسوف يرافق ذلك فك شفرة القنوات لتصبح متاحة للجميع، وسيتم بثها من على القمر القطرى (سهيل- سات) بدلا من القمر المصرى (نايل- سات) يعنى التجهيز سيكون للانسحاب من البث على القمر المصري، بينما قنوات «الجزيرة»- هى أكبر زبون للنايل سات وتدفع 20 مليون دولار سنويا، وشهادة لله فهى الأكثر انتظاما فى الدفع.

يعني قطر تخطط لضرب اعلامنا اقتصاديا وادخاله فى منافسة غير متكافئة مع باقة قنوات مهولة. اعلامنا يتآكل والأستاذ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون عصام الأمير مازال ينكب على اعداد برنامج مفتكس للتوك شو يقدمه كل المذيعين فى القنوات الخاصة الذين لعبوا أكبر الأدوار فى محاولة هدم مؤسسات الدولة. ومن جهة أخري، والشئ بالشئ يذكر فان قناة mbc تعد نفسها لشراء كل الانتاج الدرامى الرمضانى المصرى للسنة الثانية على التوالي، وبما يعنى خضوع الدراما المصرية لمعاييرها، وكذلك فان احتكار الأعمال المصرية الدرامية يعيد الى الأذهان احتكار (روتانا) لبعض المطربين المصريين ثم احتجازهم بعيدا عن السوق للسماح للنجوم الخلايجة بالظهور على حسابهم، وليغنى العالم العربى بلهجات الخليج بدلا من أن تصبح مصر واللهجة المصرية هى بوابة عبور أى نجم عربى للنجومية والشهرة. ألم أقل لكم إن قوتنا الناعمة تتآكل، وعصام الأمير مشغول فى أشياء غير واضحة الدلالة بذاتها

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.