تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام اللبناني ينعى القنطار... والعربي يسأل عن «دور بوتين»

مصدر الصورة
السفير

تماماً كما كانت شهادة الأسير المحرّر سمير القنطار متوقّعة، في سياق خياراته النضاليّة المقاومة، كانت مواكبة الإعلام اللبناني والعربي للحدث خالية من المفاجآت. قناة «المنار» وحدها فتحت بثّها المباشر للتعليق على الاستهداف الإسرائيلي لأحد أبرز قادة المقاومة العسكريين، ونعت الشهيد، ناقلةً محطّات من مجلس العزاء. بثّت القناة مقتطفات من مسيرة القنطار في صفوف حزب الله، وعرضت مراراً نشيداً بعنوان «وينو بطل لبنان» الذي شارك فيه القنطار، في ذكرى الشهيد عماد مغنية.

قناة «الميادين» بدورها، أوفت الشهيد حقّه، من خلال تقارير على مدار الساعة، مذكّرة بأبرز الاغتيالات السياسيّة التي نفّذها العدوّ بحقّ قادة المقاومة بين فلسطين ولبنان منذ العام 1973. وسردت القناة تفاصيل العمليّة التي استهدفت الشهيد، كما استعادت على موقعها مقتطفات من إحدى حلقات برنامج «لعبة الأمم» (تمّوز 2015) تحدّث فيها القنطار عن المقاومة وتجربتها، مؤكداً أن «المعادلة في الجولان السوري تغيّرت». وقال خلال المقابلة: «أنا رجل مقاوم وخرجت من الأسر واستمررت في هذا الخط، وأنا لم أخدع أحداً، حتى عندما كنت في الأسر قلت بأنني خارج من الأسر لأواصل درب المقاومة، لكن أين أنا موجود، فلا أستطيع أن أقول لك».

معظم القنوات اللبنانيّة، احترمت جلال اللحظة في تغطيتها، وإن كان هناك تفاوت في درجة الاهتمام، والمصطلحات المستخدمة، تبعاً لمقتضيات الاصطفاف السياسي. قناة «أم تي في» لم تضيّع البوصلة هذه المرّة، واستخدمت وصف «الشهيد» للإشارة إلى القنطار، ومذكرة في نشرتها المسائيّة بنضاله ضدّ العدوّ. لكنّ القناة وفي مقدّمة نشرتها، أخطأت باسم الشهيد، فقالت أنّ اسمه «بسّام القنطار» عوضاً عن «سمير القنطار»، ثمّ عادت واستدركت خطأها. كما بدأت النشرة من خبر الغارات «على شمال إسرائيل»، عوضاً عن خبر الاستشهاد.

قناة «الجديد» خصّصت للقنطار مقدّمة ناريّة، ومنحته لقب «جنرال في الشهادة». وقالت: «سمير القنطار دخل أرض فلسطين قاصراً، صنع رجولته بين سجون بئر السبع ونفحة وعسقلان، ليتخرج بعد ثلاثين عاماً عميداً للحرية من دون أنْ يعيش متلازمةَ شكر عدوّه، لا بل أعلنه عدواً منذ لحظة صعوده إلى منصة الاحتفال بالتحرير إلى جانب السيد حسن نصرالله». كما منحت القناة معظم نشرتها الإخباريّة لتفاصيل عمليّة الاغتيال، ولمجريات يوم العزاء الطويل.

الأجواء ذاتها سادت على قناتي «المستقبل» و«أل بي سي آي»، وإن بنبرة أقلّ وضوحاً من نبرة «الجديد»، إذ أشارت الشاشة الزرقاء إلى ضلوع إسرائيل الواضح في عمليّة الاغتيال، وتوعّدها بتصفية القنطار منذ لحظة تحريره. كذلك وصفت «أل بي سي آي» ما قامت به إسرائيل بـ «إرهاب الدولة» متحدّثة عن تبدّل قواعد الاشتباك بين حزب الله والاحتلال. وفي حين لفتت القناة إلى «تقصير» روسي في حماية القنطار، أشارت في مقدّمة نشرة أخبارها المسائية إلى أنّ «الغارة «على جرمانا» طوت صفحات مقاوِم، بدأت في نهاريا وانتهت على أبواب دمشق، وفتحت نقاشا عن قواعد اشتباك جديدة تُرسم بالدم في الميدان السوري وعلى وقع همسات التفاوض الآتية من الدول الكبرى». كما عرضت القناة تقريراً في مطلع النشرة بعنوان «أين روسيا»، تستعيد فيه ما جرى تداوله على مواقع التواصل لناحية التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي.

الموضوع ذاته شغل بال قناة «الجزيرة» التي نشرت على موقعها تقريراً بعنوان «مغردون: هل سمحت روسيا لإسرائيل باغتيال «القنطار»؟» في حين بثّت تقريراً فيه شيء من نبرة التشفّي، وسألت: «هل تواطأ ‫‏بوتين مع نتنياهو لقتل ‫سمير القنطار على أرض ‫‏الأسد؟». وأفتت القناة أنّ نهاية القنطار يلّفها الغموض، تماماً كمسيرته الحافلة بالتقلّبات، بحسب تعبيرها، فهو الرجل الذي بدأ حياته «أسيراً في فلسطين، وانتهى قتيلاً في ريف دمشق».

من جهتها، وجدت قناة «العربيّة» صيغة «غريبة» لخبر الاستشهاد، إذ كتبت على موقعها أنّ «حزب الله اعترف بمقتل الناشط في صفوفه والمعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار»، كأنّ مرتكب الجريمة هو الحزب! كذلك انشغلت القناة عبر صفحاتها على مواقع التواصل، وفي تقاريرها الإخباريّة بالبحث عن دور بوتين والـS400، من دون إشارة مباشرة إلى الدور الإسرائيلي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.