تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام المصري: الطقس غير ملائم للثورة

مصدر الصورة
السفير

مصطفى فتحي

أطلّ أحمد موسى أمس الأوّل في برنامج «على مسؤوليتي» عبر قناة «صدى البلد» متوعدّاً ومهدّداً كلّ من يفكر بالنزول إلى الشارع في ذكرى «25 يناير» التي تصادف اليوم. وقال المذيع المصريّ الشهير: «التزم بيتك، من سينزل سيضرب بالنار، وإن مات لن يكون له ديّة». رسالة موسى التحريضيّة تتشابه وأغلب ما تروّج له وسائل الإعلام المصرية حالياً، في حفلة من الكراهية على «شرف ثورة يناير».

لم تكن تلك المرة الأولى التي يحرّض فيها موسى ضدّ الداعين للتظاهر في الذكرى الخامسة لـ «ثورة يناير». فمساء الأحد الماضي، قال في حلقة من نفس البرنامج إنّ «كلّ من ينزل يوم «25 يناير» بهدف التّظاهر هو مجرم ويجب أن (يأخذ على دماغه) ومكانه السجن، ولو خرّب فيجب أن يقتل فوراً». واشترط موسى على من يفكّر بالتظاهر، أن يحمل وروداً ويقدّمها لرجال الشرطة، إذ يصادف اليوم أيضاً، عيد الشرطة المصريّة.

تحريض موسى قابلته محاولة تجميل للسجون المصرية في برنامج «كلام ثاني» على قناة «دريم». تحوّلت حلقة البرنامج الخميس الماضي إلى نكتة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ صوّرت مذيعته رشا نبيل قصّة من داخل سجن مزرعة طرة، ليبدو وكأنّه فندق خمس نجوم. وبيّنت الحلقة مساجين يلعبون كرة القدم وكرة الطاولة، ويتناولون مختلف أصناف الطعام على يد طبّاخين مهرة، ويشاهدون التلفزيون، ويقرأون الصحف... تتعارض تلك الصورة مع عشرات التقارير الحقوقية المستقلة عن التعذيب الممنهج في السجون المصريّة، وافتقار السجناء إلى الكثير من مقوّمات الحياة الضروريّة.

كذلك قدّم الصحافي والنائب مصطفى بكري في برنامجه «حقائق وأسرار» على «صدى البلد» حلّاً «مبدعاً» للسيطرة على الشارع في ذكرى الثورة، وقال مبتسماً للكاميرا: «عايزين يوم 25 يناير تخرج كتائب من الشباب المصري العظيم، ومن الرجال والسيدات، أي شخص ينزل اقبضوا عليه، وسلموه للشرطة».

أما تامر أمين فاختار سكة أخرى لتشويه «ثورة يناير»، في حلقة الخميس من برنامج «الحياة اليوم» على فضائيّة «الحياة». وقال أنّ الكثير من أسر شهداء ومصابي «ثورة يناير» لا يستحقون دعم الدولة، في إشارة إلى صندوق أنشأته الحكومة المصرية لذلك الغرض. وأضاف أنّ سبب نيل بعض الأفراد لذلك الدعم هو «بلطجتهم»، ورفعهم للسكاكين على رقاب موظفي وزارة الصحة للحصول على شهادات تفيد بأنّهم من مصابي الثورة.

على فضائيّة «العاصمة» أطلّ اللواء طلعت موسى في حلقة من برنامج «صباح العاصمة» عُرضت السبت، متحدّثاً عن أنّ «ثورة يناير» كانت مخطّطاً إخوانياً، وأنَّ الإخوان بمساعدة «حماس» هاجموا السجون وافتعلوا أحداثاً مثل موقعة الجمل ومحمد محمود.

وائل الإبراشي مقدّم برنامج «العاشرة مساء» على «دريم» استضاف في حلقة الاثنين الماضي العقيد هشام سرور، ليحذر المواطنين من النزول إلى الشارع اليوم، مهدِّداً بأنَّ الشعب المصري سيتصدَّى لكلّ من سينزل. ضيف الإبراشي وصف كلّ من يدعو للنزول في ذكرى الثورة الخامسة بأنّه «يهدف إلى إسقاط الدولة، وإدخال مصر في مرحلة فوضى خلّاقة»، على حدّ تعبيره.

لم يتحد الإعلام المصري على مهاجمة «ثورة يناير»، فهناك من دافع عنها مثل محمد الغيطي، في حلقة من برنامجه «صح النوم» على فضائية «أل تي سي». واعتبر الغيطي أنّه «لولا ثورة يناير ما كنا عرفنا عبد الفتاح السيسي الذي نراه جميعاً الفارس المُخلّص والمنقذ للبلد».

ما سبق مجرّد نماذج من حملة إعلاميّة تحذّر المصريين من تذكّر الثورة. لكن يبقى أغرب ما يروّج له الإعلام المصري حالياً، وبتكرار مثير للضحك، بيان رسمي صدر عن رئيس «مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجويّة» أحمد عبد العال، يحذّر المصريين من طقس اليوم. وبحسب البيان فإنّ مصر ستتعرَّض لطقس غير مستقرّ، وأنَّ الرياح ستنشط لتصل أحياناً حدّ العاصفة، ما يؤدي إلى تدهور الرؤية. وينصح البيان المصريين بعدم مغادرة منازلهم.

 

«إيموجي» السيسي

لم يتوقّع صفي الدين عبد الرشيد (24 عامًا) أن بعض الرسومات الساخرة التي نشرها في صفحة (إيفنت) «فنان مش مشهور» على «فايسبوك»، ستجعل منه حديث مواقع التواصل في مصر خلال الأيّام الماضية.

صمّم الشاب المصري رموز «إيموجي» تحاكي تعابير وجه عبد الفتاح السيسي بشكل ساخر، مستعينًا بالتعابير المتداولة عن لسان الرئيس المصري على مواقع التواصل. هكذا، رسم رمزاً بنظارة شمسية سوداء مرفقاً بعبارة: «انتو مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه؟». ورسم أيضاً رمزاً يشبه الوجه الباكي من شدّة الضحك، مرفقاً بعبارة «مصر بتفرح» وهي العبارة التي استخدمت في الترويج لافتتاح مشروع قناة السويس، ونالت في حينه نصيبها من السخرية.

كذلك، استذكر الرسام المصري التعبير الذي استخدمه السيسي ردًّا على الانتقادات فكتب «ما يصحش كده» مرفقاً برمز لوجه يضحك بتحفّظ، وهو الرمز المستخدم للتعبير عن رغبة المتحدّث بعدم الاستفاضة بالكلام. وفي رمز آخر، رسم الرئيس المصري بتعابير وجه خجولة ووجنتين حمراوين مع عبارة «أنا ببصلك بتفاؤل». وفي أحد الرموز يعطي الرسام للسيسي وجه شيطان بنفسجي اللون، ويرفقه بعبارة «اللي ما يرضيش ربنا احنا معاه وبندعمه».

الصور المنشورة لقيت ترحيبًا واسعًا من متابعي عبد الرشيد لكنها حذفت عن صفحة «فنان مش مشهور»، فكتب صاحبها موضحًا على صفحته الخاصّة: «هناك حدث (إيفنت) بعنوان «فنان مش مشهور» يساعد على نشر رسوم الفنانين، بعض الأصدقاء رشَّحوني، فنشرت الصور عبره مرفقةً بعبارة «مش فنان بس مشهور». صحيت الصبح لقيت المنشور ممسوح الحمدلله».

رموز عبد الرشيد حظيت باهتمام إعلامي واسع، وانتشرت بكثافة على مواقع التواصل. وبحسب موقع «بي بي سي» طلبت إحدى المستخدمات من إدارة «فايسبوك» إضافة رموز السيسي إلى تلك التي يعتمدها الموقع رسميّاً كوجوه ساخرة. كما استفزّت تلك الرسومات مؤيدي الرئيس السيسي، وكتب أحدهم: «رسومات الوجه التعبيرية التي يقدمها لطيفة جداً. فوجه السيسي جميل للتعبير عن أيّ مشاعر، وفقه الله ليصيبكم دائماً بالجنون».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.