تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رحيل محمّد حسنين هيكل

مصدر الصورة
السفير

بعد صراع طويلٍ مع المرض، توفّي الصّحافيّ والكاتب المصري الكبير محمّد حسنين هيكل عن عمرٍ يُناهز 93 عاماً.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي بيانا نعاه فيه قائلا "مصر فقدت اليوم علما صحفيا قديرا أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية."

ولهيكل كتب كانت من الأكثر مبيعا بينها "خريف الغضب" و"مدافع آية الله".

قضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا في الصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.

وعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحفية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة.

وعمل هيكل مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول "إيران فوق بركان" عام 1951 ثم كتب بالإنكليزية عن إيران كتاب "عودة آية الله" عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان "مدافع آية الله".

وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة" الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة "الأهرام".

ومنذ العاشر من أغسطس آب 1957 ظل يكتب مقاله الشهير "بصراحة" في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من شباط 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات وصار من أشهر الكتاب في العالم.

وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه "زيارة جديدة للتاريخ".

وكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 أيلول 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها "لمصر لا لعبد الناصر" ثم اختلف مع السادات بعد حرب  تشرين الأول 1973.

وفي أيلول1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من تشرين الأول 1981. وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه "خريف الغضب" الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء.

وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها ("بين الصحافة والسياسية" و"حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر" و"الخليج العربي.. مكشوف" و"الإمبراطورية الأميركية" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل" في ثلاثة مجلدات تشرح المسار التاريخي للمفاوضات.

وحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو "الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية" والثاني "عواصف الحرب وعواصف السلام" والثالث "سلام الأوهام.. أوسلو - ما قبلها وما بعدها" حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب "غزة - أريحا.. سلام أميركي" للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.

وسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان "حرب الثلاثين سنة" وحمل المجلد الأول عنوان "ملفات السويس" والثاني "1967.. سنوات الغليان" والثالث "أكتوبر 73.. السلاح والسياسة".

وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها "استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي" ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها "الكتب.. وجهات نظر" بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج "مع هيكل.. تجربة حياة" على مدى سنوات في قناة الجزيرة.

وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها "زمان الحرب" و"أيام يوليو" عن ثورة 23 تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و"طلاسم 67" عن حرب حزيران 1967.

وأعلنت قناة "الجزيرة" عن بث حلقات عن حرب تشرين الأول 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 كانون الثاني 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 كانون الثاني 2011 فلم تذع الحلقات.

وسجل هيكل سلسلة حلقات لقناة "سي.بي.سي" التلفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟" اعتبارا من كانون الأول 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي.

ونعاه رئيس الوزراء شريف إسماعيل وقال في بيان "الفقيد الراحل ساهم بقدر كبير في إثراء الحياة الفكرية بما قدمه من الكتب والمقالات والدراسات السياسية والتاريخية."

ووصفه عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في تصريح لقناة "سي.بي.سي اكسترا" التلفزيونية المصرية بأنه "قامة من القامات الرفيعة في مصر".

وهيكل زوج لهدايت تيمور منذ عام 1955 ولهما ثلاثة أبناء هم علي (طبيب) ورجلا الأعمال أحمد وحسن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.