يرى المجلس أن رحيل الكاتب والمفكر والصحفي محمد حسنين هيكل يترك فراغاً كبيراً في ساحة الإعلام والفكر والثقافة العربية فهو الذي دأب منذ أكثر من ستين عاماً على ترسيخ تقاليد مهنية صحفية وبحثية وفكرية وثقافية تنتصر للقومية العربية وتلح على ضرورة توحد كلمة العرب لحفظ أمنهم القومي تجاه ما يتهددهم من الأخطار لأنه يرى أن لا خلاص لأي دولة عربية بمفردها.
وقد كان المغفور له واعياً للمؤامرة التي أشعلت الحرب على سورية.. وكان يقظاً لتورط جهات عربية وإقليمية في السعي لإسقاط الدولة السورية، وهو من تحدث منذ 2011 عن مقاولين يحضرون الإرهابيين إلى سورية، وهو من كشف عن الدور الإسرائيلي ودور شركات المرتزقة كبلاك ووتر وأمثالها في الخراب السوري. وظل يردد أن الجيش العربي السوري هو ضمان بقاء سورية موحدة مستقلة. وأكد أكثر من مرّة أن السيد الرئيس بشار الأسد يمتاز عن كل الزعماء العرب، أنه يتصرف انطلاقاً من احساسه بالمسؤولية التاريخية لحفظ سورية والدفاع عنها في وجه ما يحاك لها من مؤامرات تستخدم الإرهاب والمرتزقة من أجل إنهاء دورها الوطني والقومي وإركاعها خدمة لإسرائيل والمشاريع الغربية والصهيونية.
إن المجلس الوطني للإعلام يتقدم من العالم العربي ومن الإعلام العربي ومن المثقفين العرب ومن عائلة الفقيد الكبير بأحرّ التعازي راجين الله تعالى أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يفتح على تلاميذه مسالك تطوير ما بدأه من فكر وإعلام قومي عربي حديث.
دمشــــق فــي 18 / 2 /2016
