تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصادر: "جوبيه" يكره سورية وسياسته تجاهها ثأرية

 

محطة أخبار سورية

تواصل التصريحات الفرنسية توتير الاجواء تجاه سورية، مع اتخاذها شيئاً فشيئاً طابع التهديد المتكرر الذي يعبر عن عجز أكثر منه عن قوة في الموضوع السوري. ولا يخفى على المتابع أن حدة التصريحات والمواقف هذه مصدرها وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه، بينما يبدو الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي أكثر التزاماً للصمت، وهذا يعود حسب رأي المتابعين إلى توزيع الأدوار بين الرئاسة والخارجية الذي اتبعه ساركوزي منذ وصوله إلى الاليزيه والجميع يذكر كيف كان وزير الخارجية السابق برنارد كوشنير يتهجم على سورية دورياً بينما كان ساركوزي بعيداً عن تصريحات وزير خارجيته، ولم يُحرج عندما تبرأ منها أكثر من مرة. غير أن الحال مع جوبيه مختلف، حيث إن الرئيس لا يمكن أن يتبرأ من تصريحاته. وقد حصلت بين الرجلين مشادة مع بداية تولي جوبيه منصبه على خلفية اللقاء مع مصطفى عبد الجليل الذي كان من تدبير برنارد هنري ليفي، ومن دون علم الوزير ما جعل الأخير يقول لساركوزي(اسمع يا نيكولا هذه أول وآخر مرة تفعل معي هذا وإلا سوف اترك منصبي).

وأضافت مصادر فرنسية وعربية أسباباً أخرى على موقف جوبيه من سورية. وفي هذا السياق يقول المدير السابق لجهاز المخابرات الفرنسية آلان شويه في حديث لـ "الانتقاد: " إن فرنسا لا تعرف ماذا تريد في سورية، فوزير الخارجية يستمر في التصعيد، ولكن ليست هناك سياسة محددة اتجاه دمشق بسبب صعوبة التدخل العسكري هناك، فالحالة تختلف كلياً عن ليبيا حيث التدخل العسكري والنصر كانا سهلَين".

أما الصحافي في إذاعة فرنسا الدولية كريستيان شينو فيقول إن جوبيه يتصرف مع سورية بطريقة ثأرية تعود إلى الماضي السيئ في العلاقة الفرنسية السورية، فهو في نفسه ينتقم لقضية الرهائن الفرنسيين في لبنان وعملية اغتيال السفير الفرنسي في بيروت لوي دولامار في أيلول/سبتمبر عام 1989.

ويضيف الصحافي الخبير في شؤون السياسة الفرنسية في العالم العربي والذي كان رهينة في العراق في العام 2003 : إن جوبيه ينتمي إلى جيل سياسي فرنسي يحمل في داخله خلافاً عميقاً مع سورية ولا ننسى انه مقرب جداً من جاك شيراك وقد تبوأ منصب رئيس الوزراء في أول حكومة شكلها شيراك عام 1995 وهذا أيضاً يؤثر على رؤيته لسورية مع ملاحظة الفرق بين علاقة شيراك الحميمة بالحريري وعلاقة جوبيه التي لا تحمل نفس القوة.

مصدر في المعارضة السورية في فرنسا ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ قال لـ "الانتقاد" إن جوبيه يكره سورية بشدة، وهو من الذين يعتقدون أنها وقفت في وجه باريس في لبنان وفي مناطق أخرى في العالم العربي، لذلك فهو يتبنى موقفاً متصلباً منها وسوف يستمر وفي بعض الأحيان نراه يزايد علينا نحن المعارضين للنظام في دمشق.

بدوره مصدر أكاديمي عربي في باريس روى قصة عن لقاء جمعه بجوبيه في بداية التدخل الفرنسي في الحرب ضد القذافي، وكان الوزير قد طلب الاجتماع بعدة أكاديميين عرب وفرنسيين لشرح أسباب التدخل الفرنسي وطلب المشورة، ويشرح الأكاديمي العربي كيف قال لجوبيه إن المشكلة تكمن في أن أي نظام سوف يأتي بعد القذافي سوف يكون من السهل الطعن في شرعيته لأنه أتى بقوة تدخل الناتو، غير أن فرنسا التي تعرف هذا الأمر استمرت بالحرب في ليبيا واستمرت في التصعيد السياسي والدبلوماسي ضد سورية، لأن المخزون الاستعماري الكامن خرج دفعة واحدة ضد سورية والجميع يعرف لماذا سورية بالتحديد..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.