تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ثلاثية النجاح..؟؟

مصدر الصورة
البعث

لن نتطرّق إلى العقود السالفة، ونتحدّث عن تجاوزات ناجمة عن سوء التخطيط، ونلقي باللائمة على جهة ما، ونحمّل أخرى المسؤولية..!.

وسنعتبر أن هذه المرحلة بالفعل نقطة انطلاق جادة باتجاه رسم خريطة طريق للاستثمار والتنمية الحقة..!.

وهنا يفرض التخطيط الحكومي نفسه بآماده الثلاثة (القصير– المتوسط– الطويل)، وبشقيه الخدمي والاستثماري، كأبرز ما يجب الاشتغال عليه للولوج إلى مستقبل غني بمؤشرات تنموية، على أن يكون أساس هذا الاشتغال هو وضع رؤى وأفكار قابلة للتنفيذ، وخارج إطار الطوباوية ذات البعد الإعلامي والاستعراضي، كما سبق أن سوقت بعض الجهات لبرامج تنموية تجنح في كثير من حيثياتها إلى عالم الخيال، ليتبيّن لاحقاً أنها مجرّد حبر على ورق، أو كلمة حق أريد بها باطل مثل مشروع “حلم حمص”، و”سورية 2020”..!.

الآن وقد شدّت الحكومة من أزرها وأعلنت نيّتها ترميم ما أفرزته الأزمة من تداعيات طالت جميع قطاعاتنا الاقتصادية والخدمية من جهة، وما خلفته نظيراتها السابقة من إرث أقل ما يوصف به أنه ثقيل من جهة ثانية، وذلك عبر اجتماعات مكثفة دورية مع جميع المفاصل التنفيذية العامة والخاصة، لسبر ما يكتنف سيرورة الحياة التنموية من ارتكاسات حيناً، وانتكاسات حيناً آخر… فإن المراهنة تشتدّ على أن تعي الحكومة مسألة ترسيخ التخطيط العملي على مستوى المناطق المحلية.

ونشير هنا إلى أن التخطيط العلمي السليم يجب أن ينبثق من واقع المناطق وظروفها، من مشكلاتها واحتياجاتها من مطالبها ورغباتها، من مواردها وإمكاناتها، ولا يمكن لأي جهاز تخطيط على المستوى الوطني مهما بلغت درجة كفاءته ودقته أن يراعي هذه المبادئ الأساسية إذا لم تكن هناك أجهزة تخطيط مناطقية تساعده، وتقوم بدراسة هذه الحقائق وتنفعل بواقع المناطق، لتعبّر بصورة واقعية عما هو كائن، وما يجب أن يكون، ولتساهم بأبحاثها ودراساتها وإمكاناتها في تحقيق التنمية المناطقية المتوازنة في إطار خطة الإعمار.

وعلى ذمة خبراء التخطيط فإن أسلوب التخطيط المناطقي، هو وحده القادر على معالجة المشكلات التي تصاحب النمو السريع -وما قد يرافقه من ازدحام في المدن- بما يقدمه من وسائل علمية وطرائق فنية لتحقيق التنمية المناطقية المتوازنة للمناطق الريفية والحضرية على حدّ سواء في جميع أنحاء البلاد.

ونختم بقاعدة مفادها أن ما يأتي بسهولة غالباً لن يدوم طويلاً، في حين أن ما يدوم طويلاً غالباً لن يأتي بسهولة.. بمعنى كلما زادت صعوبة الحصول على الشيء زادت فرصة استمراره فترة أطول، ويتضمّن هذا الشيء الأمور المادية بشكل رئيسي.. وبالتالي فإن العبرة لمن يعتبر..!.

حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.